وعن طلحة بن عبدالله بن عوف قال : صليت خلف ابن عباس على جنازة ، فقرأ فاتحة الكتاب ، فقال : ليعلموا أنا سنة . رواه البخاري . حفظ
الشيخ : وعن طلحة بن عبد الله بن عوف رضي الله عنه قال : ( صليت خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ فاتحة الكتاب قال : ليعلموا أنها سنة ).
المؤلف رحمه الله ذكر حديثين أحدهما مرفوع صريحًا، والثاني مرفوع حكمًا، المرفوع الصريح ضعيف كما قال : بإسناد ضعيف وعندي في الحاشية يقول : " عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن عبد الله بن عقيل وقد ضعفوه " ولكنه أعقبه بالحديث المرفوع حكمًا وهو قول ابن عباس : ( ليعلموا أنها سنة ) ويؤيد ذلك أيضًا عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن ) فإن الصلاة على الجنازة داخلة في اسم الصلاة فتكون داخلة في هذا العموم، وعلى هذا فنقول : عندنا ثلاثة أدلة الآن : عموم وهو حديث مرفوع صحيح صريح وخصوص وهو حديث مرفوع بسند ضعيف، وخصوص وهو مرفوع حكمًا بسند صحيح رواه البخاري قوله : ( يكبر على جنائزنا أربعًا ) هذا له شاهد بل عدة شواهد تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر على الجنائز أربعًا، ومنه ما ثبت في " الصحيحين " وغيرهما أنه كبر على النجاشي أربعًا ولا إشكال فيه ( ويقرأ بفاتحة الكتاب ) ذكرنا على هذا كم دليلًا ؟ ثلاثة لكنه قال : ( في التكبيرة الأولى ) ( في التكبيرة الأولى ) وهذا الحديث كما رأيتم ضعيف وحديث ابن عباس ليس فيه تعيين أن الفاتحة في الركعة الأولى، ولكننا نقول : إن هذا الحديث الضعيف يعضده القياس والمعنى، أما القياس فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يبدأ بشيء قبل الفاتحة في الصلاة كما قالت عائشة : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين ) وعلى هذا فلا شك أن المناسب في تكبيرات الجنازة أن تكون قراءة الفاتحة في التكبيرة الأولى ما في ركوع يا ولد في الركعة الأولى صح ولا لا أي أجل أخذت التبست في التكبيرة الأولى أن تكون قراءة الفاتحة في التكبيرة الأولى وأيضا هي فاتحة الكتاب فتنفتح بها الصلاة ما عدا التكبير وقوله : ( بفاتحة الكتاب ) سميت فاتحة الكتاب لأنه افتتح بها كتاب الله عز وجل وليست هي أول ما نزل بل إن أول ما نزل قوله تعالى : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق )) إلى قوله : (( علم الإنسان ما يعلم )) هذه الآيات الأربع هي أول ما نزل حتى قبل البسملة (( اقرأ باسم ربك الذي خلق )) طيب.
وقوله : ( بفاتحة الكتاب ) الكتاب هو القرآن، وسمي كتابًا لأنه مكتوب فهو فعال بمعنى مفعول وفعال بمعنى مفعول تأتي في اللغة العربية كما في الغراس والبناء والفراش ونحوه طيب، وسمي كتابًا بمعنى مكتوبًا لأنه كتب في اللوح المحفوظ (( بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ )) وكتب في الصحف التي في أيدي الملائكة (( كلا إنا تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * كرام بررة )) وكتب في الصحف التي بين أيدي الناس فهو مكتوب لهذه الوجوه الثلاثة وقوله في التكبيرة الأولى نعم.