فوائد حديث: ( أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر ... ). حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث نرجع الآن إلى فائدة الحديث فيستفاد من هذا الحديث أولًا : أنه ينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء للميت أن يدعو به الميت، وهل يبدأ به قبل الدعاء الخاص أو يقدمه على الدعاء الخاص ؟ نقول : الأمر في هذا واسع إن قدمه على الدعاء الخاص فلها مناسبة أو فيه مناسبة وهو أن يبدأ بالدعاء العام الذي يشمل الميت وغيره، ثم يأتي بالدعاء الخاص والبداءة بالعام ثم الخاص موجودة في القرآن بكثرة منها ما مر علينا في التفسير قبل ليال : (( واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به )) ومنها (( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم )) وإن بدأت بالخاص الميت ففيه مناسبة، لأن هذه الصلاة ما أقيمت إلا على هذا الميت فكان البداءة بحقه أولى.
من فوائد الحديث أيضًا : أنه ينبغي البسط في الدعاء لما في البسط فيه من فوائد سبقت الإشارة ولا حاجة إلى إعادتها اللهم إلا على جناح السرعة حتى يسمع ذلك من لم يسمعه من قبل فوائد التكرار في الدعاء ذكرنا فيه عدة فوائد نعم.
منها : زيادة الأجر لأن الدعاء عبادة فكلما زاد الإنسان في العبادة زاد أجره الإلحاح في الدعاء والله عز وجل يحب الملحين في الدعاء نعم أي ما أشرت .
الطالب : ... .
الشيخ : قد يبدو له أشياء ما كانت تطرأ عليه لكنها تخطر على باله عند التبسط في الدعاء .
الطالب : الدعاء عبادة .
الشيخ : ذكرنا هذا .
الطالب : الخضوع بين يدي الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : أن فيه زيادة ذل وخضوع لله عز وجل وهذا لا شك أنه يكسب العبد زيادة في الإيمان .
الطالب : الدعاء مناجاة ... .
الشيخ : المناجاة مع محبوبه فكل محبوب يفرح بطول المناجاة معه والدعاء مناجاة مع الله سبحانه وتعالى نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : يعني يقول : إن كلما ازددت دعاء ازددت محبة لله عز وجل .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا أصل الدعاء هذا أصل الدعاء نتكلم على التكرار نعم أن الإنسان بالتكرار قد يزداد خشوعًا وإنابة إلى الله عز وجل طيب. من فوائد الحديث : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك لأحد نفعًا ولا ضرًّا بدليل أنه دعا ولو كان يملك لقال : قد غفرت لحينا وميتنا ولم يقل : ( اللهم اغفر لحينا وميتنا ).
ومن فوائد الحديث : ما يتضمنه الدعاء من شعور الإنسان بعلم الله وقدرته وكرمه أليس كذلك أو لا شعور بعلمه، لأنك لا يمكن أن تدعو من لا يعلم وقدرته لا تدعو من لا يقدر وكرمه لا تدعو من لا يعطي ويتفضل فالإنسان الداعي يشعر بذلك بلا شك نعم، وهل هذا يكون دليلًا على إثبات السمع السمع ؟ نعم يكون دليل على إثبات السمع لأن الله تعالى إذا لم يسمع كيف يجيب.
ومن فوائد الحديث : الفرق بين الإسلام والإيمان لقوله : ( من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته فتوفه على الإيمان ) وقد يقلب الإنسان الدليل عليك ويقول : هذا دليل على أنه لا فرق بين الإسلام والإيمان نعم ولكن الرسول ذكر هذا من باب التفنن، وأن الوفاة على الإيمان هي الوفاة على الإسلام، ولكننا نجيب عن ذلك نجيب عن ذلك بأن حال الإنسان عند الموت لا يناسبها إلا الإيمان لأنه أكمل ولأن الإنسان حال الموت قد لا يتمكن من فعل ما يعتبر إسلاما كالصلاة والزكاة والصوم والحج، فدل ذلك على الفرق والفرق بينهما مشروط بما إذا اجتمعا أما إذا ذكر كل واحد على حدة دخل كل واحد منهما في الثاني.
ومن فوائد الحديث : أن للإنسان أجرًا في الصلاة على الميت وتجهيزه والصبر على مصيبته لقوله : ( اللهم لا تحرمنا أجره ).
ومن فوائدها من فوائد الحديث أيضا : أن الإنسان إذا كان حيًّا لا تؤمن عليه الفتنة لقوله: ( ولا تضلنا بعده ) وتأمل لكلمة بعده حيث يشعر بأن الإنسان ما دام حيا فإنها لا تؤمن عليه الفتنة وكم من إنسان يرى نفسه أنه في خير ولكنه قد يصاب من حيث لا يشعر ولا سيما إذا كانت عبادته لله عز وجل ليست متمكنة كما قال تعالى : (( ومن النَّاس من يعبد الله على حرفٍ فإن أصابه خيرٌ طمأنَّ به )) إذا لم يأته شيء يكدر عليه اطمأن به (( وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدُّنيا والآخرة )) والفتنة التي قد تصيب الإنسان ضعيف العبادة إما شبهة وإما شهوة إما شبهة يلتبس عليه العلم فيضل والعياذ بالله ويبقى حيران، وإما شهوة والشهوة قد تكون محاولة لنيل المحبوب أو لدفع المكروه قد يرتد الإنسان إذا أصيب بمصيبة قد يصاب الإنسان مثلًا بفقد ابنه أو أبيه أو أخيه أو أحد عزيز عليه فتؤثر هذه المصيبة في قلبه حتى يرتد والعياذ بالله لفوات محبوبه نعم، وقد تكون الفتنة طلب محبوب لا فوات محبوب طلب محبوب يفتن الإنيان إما بالتكاثر في الدنيا وإما بشهوة الفرج وإما بغير ذلك فيضل، ولهذا يجب على الإنسان أن يكون حذرًا حذرًا من كل شيء وألا يعتمد على ما في قلبه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الدجال : ( من سمع به فلينأ عنه ) فإن الإنسان قد يأتي إليه وهو مؤمن فلا يزال به حتى يتبعه بما يبعث في قلبه من الشبهات نسأل الله لنا ولكم السلامة والحماية، فالمهم أنك كن دائمًا مراقبًا لقلبك دائمًا مراقبًا لقلبك ولا تعتمد على مجرد ما تفعله من عبادات العبادات صحيح أنها بمنزلة السقي للقلب، لكن تحتاج إلى صيانة ما كل سقي هذا السقي قد يغرق.
ثم قال : " وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) رواه أبو داود وصححه ابن حبان " نعم .