تتمة فوائد حديث : ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ... وفي رواية البخاري ( من تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا ...). حفظ
الشيخ : " وللبخاري أيضُا من حديث أبي هريرة " إلى آخره كلمة أيضا هذه تتكرر كثيرًا في كلام الناس، وهي مصدر آض يئيض أيضًا كباع يبيع بيعًا ومال يميل ميلًا، نعم وما معناها ؟ معنى آض أي : رجع، فعلى هذا يكون أيضًا يعني رجوعًا على ما سبق لكنها محذوفة العامل وجوبًا، مثل : سبحان ما يذكر معها عاملها هذه أيضًا لا يذكر معها عاملها، فهي إذًا إعرابها منصوبة على أنها مفعول مطلق عامله محذوف وجوبًا، ومعناه ويش معناه ؟ رجوعًا يعني على ما سبق.
من حديث أبي هريرة ( من تبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا ) جنازة مسلم، وعلى هذا فلا يكون من تبع جنازة الكافر لا يكون له مثل هذا الأجر، بل لا بد من أن يكون المتبوع مسلمًا، وهذا الحديث مقيد للحديث السابق : ( من تبع الجنازة ) ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها ) مقيد له على أننا قلنا : إن الأول فيه ما يدل على أن المراد بها جنازة المسلم من قوله : ( حتى يصلى عليها ) والكافر لا يصلى عليه، إذًا فهو عام أريد به الخصوص وخص من بيان من قوله : ( حتى يصلى عليه ).
وقوله : ( إيمانًا واحتسابًا ) إيمانًا بماذا ؟ إيمانًا بالموت كل أحد يؤمن بالموت حتى الكافر يؤمن بأنه ميت، إيمانًا بما عند الله سبحانه وتعالى من الأجر أو إيمانًا بما جاء به الشرع من الحث على اتباع الجنائز ؟ نعم إيمانًا بما جاء به الشرع واحتسابًا يعني انتظارًا وحسبانًا للأجر على الله سبحانه وتعالى، فالاحتساب بمعنى أنه يحتسب بهذا العمل الأجر عند الله، وهذا يدل على إيمانه بالجزاء وأما إيمانًا فهو الإيمان بأن هذا من الأمور المشروعة التي حث عليها الشرع.
( وكان معها حتى يصلى عليها ) قوله : ( وكان معها حتى يصلى عليها ) يشعر بأنه كان متبعًا لها من من بيتها ( ويفرغ من دفنها ) ( ويفرغ من دفنها ) وهنا نقول : إننا نأخذ بهذا لأن الحديث الذي سبق فيه لفظان : ( حتى تدفن ) ( حتى توضع في اللحد ) و( حتى يفرغ ) يشمل الجميع.
وقوله : ( فإنه يرجع بقيراطين ) يرجع منين ؟ يرجع من المقبرة بقيراطين يعني مصطلحبًا لقيراطين، فالباء هنا للمصاحبة وقوله : ( كل قيراط مثل جبل أحد ) يدل على عظم هذين القيراطين ويبطل قول من يقول : إنهما جزءان من أربعة وعشرين جزءا من أجر إيش ؟ المصاب من أجر المصاب فإن هذا لا وجه له بعد تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم.
يستفاد من هذا الحديث ما أشرنا إليه في المناقشة من أنه ينبغي للإنسان أن يلاحظ الإيمان والاحتساب حتى تكون أعماله مبنية على قاعدة من الشرع وعلى انتظار للجزاء، وأما بقية الحديث فمستفاد مما سبق .