فوائد حديث :( سالم عن أبيه : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبابكر وعمر وهم يمشون أمام الجنازة ... ). حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث : مشروعية كون الماشي أمام الجنازة، لأن ابن عمر أخبر بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون، وهذا يحتمل أنه رآهم جميعًا وهم في جنازة، ويحتمل أنه رأى كل واحد على انفراد، لكن المهم أن الجميع كانوا يمشون أمام الجنازة، ووجه كون المشي أمامها على ما قال أهل العلم : أن المشيع كالشافع للجنازة فكان الأولى أن يكون أمامها يتقدمها، ولكن الحديث يقول : إنه معل معل بالإرسال ويش معنى الإرسال ؟ الإرسال يطلق على معنى خاص وهو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذا المرسل هذا بمعناه الخاص، وتارة يطلق الإرسال على كل ما لم يتصل سنده فكل ما لم يتصل سنده يسمونه مرسلًا لسقوط راو بين المحدث به وبين من عزاه إليه، وهنا الحديث متصل بالنظر إلى سالم عن أبيه فإذا جعلناه مرسلًا بالمعنى الخاص من الذي يسقط منه ؟ ابن عمر أبوه ليكون الرافع له تابعيًّا وهو سالم، وأما إذا جعلناه بالمعنى العام فيمكن أن بعض سنده فيه انقطاع على كل حال الإرسال يوجب ضعف الحديث، يوجب ضعف الحديث حتى نعلم من الساقط فإن علم الساقط ممن تقبل روايته قبل وإلا رد.
وهذه المسألة أعني مسألة المشاة أين يكونون من الجنازة ؟ فيها أحاديث كل الأحاديث التي فيها لا تخلو من مقال وضعف، لكن فيها حديث المغيرة وهو لا بأس به أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها ) فجعل الماشي مخيرًا يكون أمامها خلفها عن اليمين عن الشمال، أما الراكب فيكون في الخلف ليش ؟ لئلا يعيق الناس عن المشي، لأن الدابة ربما تحرن وربما تهون المشي فيعيق الناس، ثم لو قلنا له : ينبغي لك أن تتقدم وكان في مؤخر الناس لزم من هذا أن يؤذيهم بالعبور من عندهم، فلهذا صار المشروع أن يكون خلف أن يكون خلفها، والظاهر لي في هذه المسألة : أنه أن الأمر فيها واسع يكون الإنسان أمامها يكون خلفها يكون عن يمينها يكون عن شمالها، أما الذي يريد أن يحمل فأمره ظاهر لا بد أن يكون آه قريبًا منها، إما عن اليمين وإما عن الشمال وإما في الأمام وإما في الخلف، لكن الكلام على من يمشي وليس بحامل فالأمر في هذا واسع، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر يمشون أمامها قد يقال : إن هذا فعل وقضية عين رأوا أن الأنسب في تلك القضية بعينها أن يكونوا أمامها، وما دام حديث المغيرة لفظه يقول : ( الماشي حيث شاء منها ) ( الماشي حيث شاء ) فإن اللفظ له مدلول عام فيكون أولى بالاتباع فنقول : من أراد أن يمشي أمامها فعل أو خلفها فعل أو عن يمينها فعل أو عن يسارها فعل، لكن أحيانًا يكون الإنسان لا يستطيع أن يمشي أمامها فهنا يمشي بلا شك خلفها، لأنه يتعب وأحيانًا يرى الإنسان أنهم يسرعون فيها إسراعًا كثيرًا فيجب أن يمشي أمامهم لأجل أن يخفف من هذا الإسراع، لاسيما إذا كان له كلمة بحيث يقول : لا تتعبوا على الناس أو ما أشبه ذلك، فما دام الأمر موسعًا فلينظر الإنسان إلى المصلحة ويتبعها نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم نعم .