ولمسلم عنه رضي الله عنه : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وان يبنى عليه . حفظ
الشيخ : قال: " وصححه ابن حبان، ولمسلم عنه رضي الله عنه : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه ) ".
قوله : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) النهي النهي هو طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة معينة خاصة، وهي لا المقرونة بالفعل لمضارع هذا النهي طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة معينة وهي لا المقرونة بالفعل المضارع.
قولنا : " طلب الكف " خرج به الأمر فليس نهيًا لأن الأمر طلب إيش ؟ الفعل طلب الفعل.
وقولنا : " على وجه الاستعلاء " خرج به الدعاء وخرج به الالتماس، لأن الداعي يدعو لا على أنه أعلى من المدعو بل على أنه أقل وأدنى مع أن الصيغة صيغة نهي كقوله تعالى : (( ربَّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) وخرج به أيضًا الالتماس وهو أن يطلب الكف من مساو له، فهذا يسمى عند أهل اللغة أو أهل البلاغة التماسًا مثل أن يقول الزميل لزميله نعم : لا تكتب على دفتري مثلًا هذا يلتمس التماسًا، وخرج بقولنا : " بصيغة معينة هي لا هي المضارع المقرون بلا " خرج بذلك ما دل على النهي بصيغته التركيبية أو من حيث المادة ما دل على النهي بمادته مثل : اجتنب اترك كف هذا طلب ترك ولا لا؟ طلب ترك طلب كف لكن لا بصيغة معينة فلا يكون نهيًا، لكن معناه معناه النهي إذًا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم يعني قال لا تفعلوا كذا لا تفعلوا كذا أفهمتم؟ فإن قلت : هل هذا من باب الصريح المرفوع صريحًا أو من باب المرفوع حكمًا ؟ قلت : هذا من باب المرفوع صريحًا لأنه أضاف النهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما لو قال : نهينا أو نهي الناس لكان من المرفوع حكمًا كذا مصطفى أنت معنا؟ إذًا هو من المرفوع حكمًا ولكن قد يقول قائل : لماذا عدل الصحابي عن قوله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تجصصوا القبور ) ( لا تجصووا القبور ) ؟ نعم قلنا: لعل الصحابي اختلطت عليه الصيغة المعينة التي نطق بها الرسول عليه الصلاة والسلام فنقلها بالمعنى نقلها بالمعنى، فإن قلت : إذا كان كذلك أفلا يمكن أن يكون الصحابي فهم النهي من قول الرسول عليه الصلاة والسلام والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عنه ؟ هذا احتمال لكن بعيد، لأن الصحابي يعلم اللغة العربية ويعرف ما يراد به النهي وما يراد به الخبر، وما يراد به الأمر ولا يمكن أن يكون صحابة النبي عليه الصلاة والسلام الملازمون له لا يعرفون مدلول كلامه ولا يفرقون بين النهي والخبر أو بين النهي والأمر هذا شيء مستحيل، فقرينة الحال تمنع ذلك قوله : ( أن يجصص القبر ) أي : أن يوضع فيه الجص أو عليه سواء كان فيه أو عليه فلا يجصص اللحد ولا يوضع الجص أيضًا على ظاهر القبر لما في ذلك من الغلو في المسألة الأولى، ومن ذريعة الشرك والكفر في المسألة الثانية لأنه إذا جصص القبر ظاهرًا تطاول الناس في هذا وتسابقوا أيهم أحسن شكلًا فهذا يقول : أنا أريد أن يكون قبر أبي أحسن القبور التي حوله، والثاني يقول ذلك حتى يتباهى الناس في القبور ثم يؤدي ذلك إلى الشرك، والشرك كما قلنا سابقًا وضع النبي صلى الله عليه وسلم كل الحواجز التي تحجز عن الوصول إليه كذلك ( نهى أن يقعد عليه ) أن يقعد عليه على إيش ؟ على القبر يعني إذا كان فيه ميت وإلا مطلقًا إذا كان فيه ميت وهذا أن يقعد عليه، وكلمة على تدل على العلو وهذا لا يكون إلا بعد الدفن، فالقعود على القبر يعني بعد دفنه منهي عنه.
الثالث : ( أن يبنى عليه ) يعني أن يوضع عليه بناء سواء أكان هذا البناء شامخًا أم قصيرًا جميلًا أم غير جميل عام ( أن يبنى عليه ) فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي عن الغلو في القبور وعن إهانة القبور ليكون الإنسان سائرا نحو هذه القبور بين الغلو والإهانة يكون متوسطًا، ولهذا في القعود عليه إهانة له وفي تجصيصه والبناء عليه غلو فيه فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الطرفين فالواجب علينا إذًا أن نعامل هذه القبور بما تقتضيه .
قوله : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) النهي النهي هو طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة معينة خاصة، وهي لا المقرونة بالفعل لمضارع هذا النهي طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة معينة وهي لا المقرونة بالفعل المضارع.
قولنا : " طلب الكف " خرج به الأمر فليس نهيًا لأن الأمر طلب إيش ؟ الفعل طلب الفعل.
وقولنا : " على وجه الاستعلاء " خرج به الدعاء وخرج به الالتماس، لأن الداعي يدعو لا على أنه أعلى من المدعو بل على أنه أقل وأدنى مع أن الصيغة صيغة نهي كقوله تعالى : (( ربَّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) وخرج به أيضًا الالتماس وهو أن يطلب الكف من مساو له، فهذا يسمى عند أهل اللغة أو أهل البلاغة التماسًا مثل أن يقول الزميل لزميله نعم : لا تكتب على دفتري مثلًا هذا يلتمس التماسًا، وخرج بقولنا : " بصيغة معينة هي لا هي المضارع المقرون بلا " خرج بذلك ما دل على النهي بصيغته التركيبية أو من حيث المادة ما دل على النهي بمادته مثل : اجتنب اترك كف هذا طلب ترك ولا لا؟ طلب ترك طلب كف لكن لا بصيغة معينة فلا يكون نهيًا، لكن معناه معناه النهي إذًا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم يعني قال لا تفعلوا كذا لا تفعلوا كذا أفهمتم؟ فإن قلت : هل هذا من باب الصريح المرفوع صريحًا أو من باب المرفوع حكمًا ؟ قلت : هذا من باب المرفوع صريحًا لأنه أضاف النهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما لو قال : نهينا أو نهي الناس لكان من المرفوع حكمًا كذا مصطفى أنت معنا؟ إذًا هو من المرفوع حكمًا ولكن قد يقول قائل : لماذا عدل الصحابي عن قوله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تجصصوا القبور ) ( لا تجصووا القبور ) ؟ نعم قلنا: لعل الصحابي اختلطت عليه الصيغة المعينة التي نطق بها الرسول عليه الصلاة والسلام فنقلها بالمعنى نقلها بالمعنى، فإن قلت : إذا كان كذلك أفلا يمكن أن يكون الصحابي فهم النهي من قول الرسول عليه الصلاة والسلام والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عنه ؟ هذا احتمال لكن بعيد، لأن الصحابي يعلم اللغة العربية ويعرف ما يراد به النهي وما يراد به الخبر، وما يراد به الأمر ولا يمكن أن يكون صحابة النبي عليه الصلاة والسلام الملازمون له لا يعرفون مدلول كلامه ولا يفرقون بين النهي والخبر أو بين النهي والأمر هذا شيء مستحيل، فقرينة الحال تمنع ذلك قوله : ( أن يجصص القبر ) أي : أن يوضع فيه الجص أو عليه سواء كان فيه أو عليه فلا يجصص اللحد ولا يوضع الجص أيضًا على ظاهر القبر لما في ذلك من الغلو في المسألة الأولى، ومن ذريعة الشرك والكفر في المسألة الثانية لأنه إذا جصص القبر ظاهرًا تطاول الناس في هذا وتسابقوا أيهم أحسن شكلًا فهذا يقول : أنا أريد أن يكون قبر أبي أحسن القبور التي حوله، والثاني يقول ذلك حتى يتباهى الناس في القبور ثم يؤدي ذلك إلى الشرك، والشرك كما قلنا سابقًا وضع النبي صلى الله عليه وسلم كل الحواجز التي تحجز عن الوصول إليه كذلك ( نهى أن يقعد عليه ) أن يقعد عليه على إيش ؟ على القبر يعني إذا كان فيه ميت وإلا مطلقًا إذا كان فيه ميت وهذا أن يقعد عليه، وكلمة على تدل على العلو وهذا لا يكون إلا بعد الدفن، فالقعود على القبر يعني بعد دفنه منهي عنه.
الثالث : ( أن يبنى عليه ) يعني أن يوضع عليه بناء سواء أكان هذا البناء شامخًا أم قصيرًا جميلًا أم غير جميل عام ( أن يبنى عليه ) فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي عن الغلو في القبور وعن إهانة القبور ليكون الإنسان سائرا نحو هذه القبور بين الغلو والإهانة يكون متوسطًا، ولهذا في القعود عليه إهانة له وفي تجصيصه والبناء عليه غلو فيه فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الطرفين فالواجب علينا إذًا أن نعامل هذه القبور بما تقتضيه .