فوائد حديث : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر ... ). حفظ
الشيخ : قوله : ( نهى ) يستفاد منه : تحريم تجصيص القبر أو لا من أين فهمنا ذلك ؟ من النهي، والأصل في النهي التحريم حتى يقوم دليل يصرفه عن التحريم، وأيضًا فإن تجصيصه ذريعة للغلو فيه المفضي إلى عبادة من فيه، وما أفضى إليه المحرم أو كان ذريعة له كان محرمًا. ومن فوائد الحديث : تحريم الجلوس على القبر لقوله : ( وأن يقعد عليه ) وهو حرام، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتمضي إلى جلده خير له من أن يجلس على القبر ) وهذا يدل على غلظ التحريم فيه.
ومن الفوائد : تحريم البناء على القبر لقوله : ( وأن يبنى عليه ) طيب ماذا نصنع لو أن الأمر وقع بني على قبر وجصص القبر ؟ تجب إزالته لأن المحرم لا يجوز إقراره، وعلى هذا فيجب على المسلمين أن يهدموا جميع القباب المبنية على القبور يجب وجوبًا لأنه بناء محرم نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز إحداثه ولا يجوز إقراره عند القدرة على إزالته واضح طيب فإن قلت : لو أن أحدًا بنى على القبر حماية له ادعى أن يبني عليه حماية له ها مردود كيف ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نقول : إن هذا حمايته تمكن بدون ذلك بأن يوضع سور عام على المقبرة إذا كان فيه مقبرة أو إذا قبرًا واحدًا يوضع عليه سور أو إذا كان يخشى أن ينبش فإنه يسوى بالأرض، ولهذا قال العلماء : إذا مات أحد من المسلمين في بلاد الكفر وخيف عليه من النبش فإنه يسوى بالأرض ما يبرز القبر يسوى بالأرض ولا يبرز خوفًا عليه، فالخوف إذا كان الإنسان يخاف على صاحب القبر فهذا الخوف يزول بطريق آخر غير البناء عليه وإلا فإن البناء محرم. ويستفاد من هذا الحديث : اعتبار الوسائل اعتبار الوسائل وأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وهذه القاعدة قاعدة شرعية معتبرة عند أهل العلم ولها أدلة كثيرة منها هذا الحديث، ومنها قوله تعالى : (( ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبُّوا الله عدوا بغير علمٍ )) لأنه لما كان سب آلهتهم ذريعة إلى سب الله نهى الله عنه، فيستفاد منه : أن الوسائل لها أحكام المقاصد.
ويستفاد من الحديث : سد الشارع كل طريق يوصل إلى الشرك ولو من طريق بعيد منين نأخذه ؟ من النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه.
ويستفاد من هذا الحديث : تحريم امتهان القبور لقوله : ( وأن يقعد عليه ) ومن امتهانها : أن يبول أو يتغوط عليها أو بينها أيضًا، ولهذا قال أهل العلم : يحرم البول بين القبور وعلى القبور وكذلك التغوط ليش ؟ لأن في ذلك امتهانًا لها امتهانًا لها وهي قبور محترمة، وهل يؤخذ منه مبدأ حماية المقبرة ؟ من قوله : ( وأن يقعد عليه ) هل يؤخذ من هذا يعني مبدأ حماية المقابر ؟ ربما يؤخذ وإن كان قد يقول قائل : ما كانت المقابر في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام محوطة فيقال : إن حمايتها ليست منهيًّا عنها وهي وسيلة إلى حفظ هذه القبور من الامتهان، لأن الناس إذا لم تكن محوطة ربما يمتهنونها وربما يعتدون على أرضها أيضًا ويلحقونها بأملاكهم .