فوائد حديث :( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل... ). حفظ
الشيخ : من فوائد الأحاديث التي مرت علينا : إثبات السؤال في القبر نعم واضح الدلالة ما هي بواضحة، لكن من أجل شواهدها ممكن أن نقدم عليها ونقول : إن السؤال لا بد أن يكون له نتيجة وإلا لم يكن فيه فائدة نعم .
الطالب : قوله : ( وسلوا له التثبيت ) هذا واضح .
الشيخ : ثبّت .
الطالب : طيب تثبيت لشيء يعني ... .
الشيخ : ما يخالف لشيء عظيم جلل وهو أن يقر بالتوحيد أو لا يقر .
الطالب : طيب يكون يترتب عليه العقوبة .
الشيخ : ما هي إلى ذاك والله أنا عندي ما هي إلى ذاك، لكن لولا أنها وردت أحاديث وآيات تدل على ذلك ما اجترأنا أن نقول في هذا الحديث دليل عليه، وأنا ذكرت لكن هذا لفائدة وهي أننا لا نحمل النصوص ما لا تتحمل، لأن بعض الناس يحمل النصوص ما لا تتحمل فيجعلها دالة على معنى بعيد عنها إلا إذا كان هناك ما يؤيدها من أدلة أخرى واضحة فيمكن يستأنس بهذه الشواهد على إثبات الدلالة من النص الأخير يعني، طيب يستفاد من حديث عامر بن ربيعة يستفاد منه : أنه ينبغي قصد القبر ليحثو عليه لقوله : ( وأتى القبر فحثى ).
ومن فوائده : أنه إذا كان يحثو لا يكون قاعدًا بل يكون قائمًا لئلا ينسب إلى كونه مصابًا بهذه المصيبة كالجاثي على ركبتيه، لأن الإنسان إذا أتاه ما يفزعه أو أصيب بمصيبة حثا على ركبتيه هي العادة، لكن هذا يحثو ولا يجثو بل يحثو وهو قائم.
ومن فوائده أيضًا : إثبات الصلاة على الميت لقوله : ( صلى على عثمان ).
ومن فوائده أيضًا : أن الشيء المعلوم المتواتر عند الناس لا يحتاج إلى بيانه في كل نص فهنا صلى قد تقول : كيف الصلاة ؟ فيقال : إنها إيش ؟ معلومة فلا يحتاج إلى أن يبين في كل نص كيفية هذه الصلاة التي وقعت الآن مجملة وإلا لكانت النصوص ملء الدنيا كلها، وأما حديث عثمان بن عفان ففيه : طلب الدعاء لأخيك المسلم جواز طلب الدعاء لأخيك المسلم لقوله : ( استغفروا لأخيكم ) نعم، ولكن هل هو مقيد بمثل هذه الحال أو نقول : يجوز في كل مكان مثل أن تقول لشخص فلان أخوك مريض ادع الله له بالشفاء ؟ نعم يحتمل أن يكون مقيدًا بمثل هذه الحال، لأننا لم نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل مثل هذا السؤال في غير هذا المكان، ويحتمل أن يقال : إنه لما طلب من المسلمين أن يستغفروا له في هذا المكان دل هذا على أن الأصل عدم المنع، وأما طلب الإنسان الدعاء لنفسه أن تطلب من شخص أن يدعو لك فإن الأولى ألا تفعل، لأنه قد يكون داخلًا في قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما بايع عليه أصحابه : ( ألا يسألوا الناس شيئًا ) ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ينبغي إذا سأل الدعاء من شخص لنفسه أن يقصد بذلك مصلحة الداعي قصدًا أوليًّا لا مصلحة نفسه هو " كيف ذلك ؟ لأن أخاك المسلم إذا دعا لك بظهر الغيب قال له الملك : آمين ولك بمثل، ولأنك إذا قصدت هذا فقد قصدت الإحسان إليه لا سؤاله أن يحسن إليك وبينهما فرق، وعلى كل حال فهذه المسألة الأصل عدمها، ولهذا ما كان الصحابة كل واحد يجي للرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ادع الله لي إلا لسبب من الأسباب إذا كان هناك سبب كما قال عكاشة بن محصن : ( ادع الله لي أن يجعلني منهم قال : أنت منهم ) وكما قالت المرأة التي تصرع : ( ادع الله لي ) فإذا كان لسبب فهم يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء، وكذلك أيضًا إذا كان لعموم المسلمين كسؤال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء آه بالمطر بالغيث فهذا لا بأس به، لأنك لا تسأل لنفسك ثم إننا لا بد أن نلاحظ ألا يسأل الإنسان الدعاء لنفسه على وجه التذلل للمسؤول كما يفعله بعض من يعتقدون الولاية في أناس فيأتي كأنه عبد ذليل ربما يخضع له كما يخضع لله عز وجل ويقول : يا سيدي ادع الله لي وما أشبه ذلك فهذا يكون حرامًا من أجل ما يقترن به من الذل للمخلوق، كذلك يجب أن نلاحظ عندما نسأل غيرنا ألا يكون في ذلك ضرر على المسؤول بحيث يؤدي ذلك إلى الإعجاب بنفسه وأنه أهل، لأن يطلب منه الدعاء فيظن أنه من أولياء الله الذين تجاب دعوتهم، لأن بعض الناس قد تصور له نفسه هذه الحال إذا رأى الناس كل من سلم عليه لا تنسانا من دعائك، ادع الله لنا هذا ربما أنه يقول أنا من أنا نعم فيربو بنفسه كل هذه المسائل تجب ملاحظتها، والأفضل على كل حال ألا تسأل مهما كان الذي يقابلك مما يكون في نظرك من صلاحه لقوله: ( الآن ) والآن معروف أنه ظرف للحاضر للوقت الحاضر، ومثل ذلك لو أن أحدًا من الناس توفي وبقي في الثلاجة لمدة أيام فإنه لا يسأل حتى حتى يدفن طيب، فإن لم يكن دفن كما لو مات في في البحر فإنه سوف يدفن في البحر، قال العلماء : يضع في رجليه شيئًا ثم يلقيه في البحر حتى ينزل فهذا دفنه كذلك لو فرض أن رجلًا مات في صحراء ولم يمكن نقله ولا الحفر له ووضع عليه أحجار فإن ذلك بمنزلة بمنزلة الدفن، والمهم أن الأحياء إذا أسلموا الميت ورأوا أنهم قد انتهى عمله فيه فإن هذا بمنزلة الدفن يكون السؤال حينئذ نعم.
ومن فوائد الحديث : أن الإنسان في هذه الحال قد يثبت بدعوة إخوانه المسلمين له من أين يؤخذ ؟ من الأمر بالاستغفار والتثبيت وإلا لكان الأمر بذلك لغوًا لا فائدة منه، فالإنسان قد يثبت بسبب دعاء إخوانه له واستغفارهم له، وفي الحديث دليل على أن الاستغفار سبب لفتح الله على العبد سواء كان ذلك في عبادة أو في علم لقوله : ( استغفروا لأخيكم ) ويشير إلى هذا قوله تعالى : (( إنَّا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين النَّاس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا * واستغفر الله فإن الله كان غفورًا رحيمًا )) فإن في الآية هذه إشارة إلى أن الاستغفار سبب لإصابة الصواب، ولهذا كان بعض العلماء إذا وردت عليه مسألة صار يستغفر الله والمناسبة في هذا ظاهرة، لأن لأن القلوب ها الذنوب رين على القلوب والاستغفار سبب لإزالة ذلك وتطهير القلوب منها، فإذا زال الرين حصل البيان عرفتم والدليل على أن الذنوب تحول بين المرء وبين رؤية الحق قوله تعالى : (( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوَّلين * كلَّا بل ران على قلوبهم )) فلم يعرفوا الحق والعياذ بالله ولم يعرفوا قدر هذا القرآن العظيم لأن قلوبهم قد ران عليها ما كانوا يكسبون، فالذنوب كلها شر كلها آثام كلها بلاء يحصل فيها من العقوبات العامة والخاصة ما هو ظاهر ولو لم يكن من ذلك إلا قوله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر )) في كل شيء (( بما كسبت أيدي النَّاس )) ومن أراد أن يعرف آثار الذنوب وعقوباتها فليقرأ كتاب ابن القيم المعروف بـالجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، فإنه ذكر في أول هذا الكتاب عقوبات عظيمة للذنوب وآثارها في المجتمع وفي الشخص نفسه طيب.
يستفاد من هذا الحديث : إثبات الأخوة بين المسلمين لقوله : ( استغفروا لأخيكم ) وهو كذلك وأقوى رابطة بين بني آدم هي الرابطة الإيمانية والأخوة الإسلامية هذه أقوى رابطة أقوى من القومية ؟ ها أقوى أخوك في الإسلام أقوى من أخيك في العروبة نعم لا لا ها .
الطالب : أقوى .
الشيخ : متأكدون أي نعم أقوى وأقوى حتى من النسب أخوك في الإسلام والدين أقوى من كل شيء انظر إلى قوله تعالى : (( الأخلاء يومئذ )) يوم القيامة (( بعضهم لبعضٍ عدوٌّ )) كل خليل عدو لخليله (( إلا المتَّقين )) فالتقوى هي الجامع التي تجمع بين الرجلين في الدنيا وفي الآخرة خليلك في الدنيا هو خليلك في الآخرة إذا كانت الخلة نعم إذا كانت لله وسببها التقوى.
ويستفاد من هذا الحديث : أن الدعاء في هذه الحال يكون في حال القيام لقوله : ( وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم ) بقي أن يقول قائل : هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ؟ هل يستغفر ويدعو بالتثبيت ؟ أو يقول ولا يفعل ؟ الظاهر أنه يقول ويفعل، لكنه يقول لينبه الناس إلى أن يقولوا نعم لينبه الناس إلى أن يقولوا، ويكون حينئذ قولنا : الآن امتثالًا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم لا لمجرد التأسي، لو كان يقول هكذا ويسمع الناس ويقتدون به صار اقتداء به لمجرد التأسي، لكن إذا قال : افعلوا صار فعلنا لها امتثالًا للأمر وهذا أقوى من مجرد التأسي.
ومن فوائد الحديث : أن فيه آية للرسول صلى الله عليه وسلم كيف ذلك ؟ لقوله : ( فإنه الآن يسأل ) لأن هذا من أمر الغيب ما نعلم ماذا يكون للميت بعد موته إلا عن طريق الوحي أو شيئًا يطلع الله تعالى عليه العباد للعبرة والعظة أو للكرامة وما أشبه ذلك، وإلا فالأصل أن هذا أمر مغيب ما يعلم إلا عن طريق الوحي، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا ذلك بقوله : ( فإنه الآن يسأل ) لا شك أنه دليل على أنه نبي الله حقًّا ورسوله حقًّا لعلمه بما لم نعلمه طيب.
ويستفاد منه أيضًا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك لغيره نفعًا ولا ضرًّا وإلا لما سأل ولدعا كما هو ظاهر الحديث أنه سأل ودعا، وهذا أمر معلوم يجب علينا أن نؤمن به بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنا ولا لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، لأن الله أمره أن يبلغ هذا لأمته : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك )) (( قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا إلا ما شاء الله )) (( قل إنِّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا )) فيجب علينا أن نؤمن بهذا لأن الله أمر رسوله أن يبلغه طيب ثم قال : عن عمرة بنت حبيب غمرة نعم .
الطالب : قوله : ( وسلوا له التثبيت ) هذا واضح .
الشيخ : ثبّت .
الطالب : طيب تثبيت لشيء يعني ... .
الشيخ : ما يخالف لشيء عظيم جلل وهو أن يقر بالتوحيد أو لا يقر .
الطالب : طيب يكون يترتب عليه العقوبة .
الشيخ : ما هي إلى ذاك والله أنا عندي ما هي إلى ذاك، لكن لولا أنها وردت أحاديث وآيات تدل على ذلك ما اجترأنا أن نقول في هذا الحديث دليل عليه، وأنا ذكرت لكن هذا لفائدة وهي أننا لا نحمل النصوص ما لا تتحمل، لأن بعض الناس يحمل النصوص ما لا تتحمل فيجعلها دالة على معنى بعيد عنها إلا إذا كان هناك ما يؤيدها من أدلة أخرى واضحة فيمكن يستأنس بهذه الشواهد على إثبات الدلالة من النص الأخير يعني، طيب يستفاد من حديث عامر بن ربيعة يستفاد منه : أنه ينبغي قصد القبر ليحثو عليه لقوله : ( وأتى القبر فحثى ).
ومن فوائده : أنه إذا كان يحثو لا يكون قاعدًا بل يكون قائمًا لئلا ينسب إلى كونه مصابًا بهذه المصيبة كالجاثي على ركبتيه، لأن الإنسان إذا أتاه ما يفزعه أو أصيب بمصيبة حثا على ركبتيه هي العادة، لكن هذا يحثو ولا يجثو بل يحثو وهو قائم.
ومن فوائده أيضًا : إثبات الصلاة على الميت لقوله : ( صلى على عثمان ).
ومن فوائده أيضًا : أن الشيء المعلوم المتواتر عند الناس لا يحتاج إلى بيانه في كل نص فهنا صلى قد تقول : كيف الصلاة ؟ فيقال : إنها إيش ؟ معلومة فلا يحتاج إلى أن يبين في كل نص كيفية هذه الصلاة التي وقعت الآن مجملة وإلا لكانت النصوص ملء الدنيا كلها، وأما حديث عثمان بن عفان ففيه : طلب الدعاء لأخيك المسلم جواز طلب الدعاء لأخيك المسلم لقوله : ( استغفروا لأخيكم ) نعم، ولكن هل هو مقيد بمثل هذه الحال أو نقول : يجوز في كل مكان مثل أن تقول لشخص فلان أخوك مريض ادع الله له بالشفاء ؟ نعم يحتمل أن يكون مقيدًا بمثل هذه الحال، لأننا لم نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل مثل هذا السؤال في غير هذا المكان، ويحتمل أن يقال : إنه لما طلب من المسلمين أن يستغفروا له في هذا المكان دل هذا على أن الأصل عدم المنع، وأما طلب الإنسان الدعاء لنفسه أن تطلب من شخص أن يدعو لك فإن الأولى ألا تفعل، لأنه قد يكون داخلًا في قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما بايع عليه أصحابه : ( ألا يسألوا الناس شيئًا ) ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ينبغي إذا سأل الدعاء من شخص لنفسه أن يقصد بذلك مصلحة الداعي قصدًا أوليًّا لا مصلحة نفسه هو " كيف ذلك ؟ لأن أخاك المسلم إذا دعا لك بظهر الغيب قال له الملك : آمين ولك بمثل، ولأنك إذا قصدت هذا فقد قصدت الإحسان إليه لا سؤاله أن يحسن إليك وبينهما فرق، وعلى كل حال فهذه المسألة الأصل عدمها، ولهذا ما كان الصحابة كل واحد يجي للرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ادع الله لي إلا لسبب من الأسباب إذا كان هناك سبب كما قال عكاشة بن محصن : ( ادع الله لي أن يجعلني منهم قال : أنت منهم ) وكما قالت المرأة التي تصرع : ( ادع الله لي ) فإذا كان لسبب فهم يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء، وكذلك أيضًا إذا كان لعموم المسلمين كسؤال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء آه بالمطر بالغيث فهذا لا بأس به، لأنك لا تسأل لنفسك ثم إننا لا بد أن نلاحظ ألا يسأل الإنسان الدعاء لنفسه على وجه التذلل للمسؤول كما يفعله بعض من يعتقدون الولاية في أناس فيأتي كأنه عبد ذليل ربما يخضع له كما يخضع لله عز وجل ويقول : يا سيدي ادع الله لي وما أشبه ذلك فهذا يكون حرامًا من أجل ما يقترن به من الذل للمخلوق، كذلك يجب أن نلاحظ عندما نسأل غيرنا ألا يكون في ذلك ضرر على المسؤول بحيث يؤدي ذلك إلى الإعجاب بنفسه وأنه أهل، لأن يطلب منه الدعاء فيظن أنه من أولياء الله الذين تجاب دعوتهم، لأن بعض الناس قد تصور له نفسه هذه الحال إذا رأى الناس كل من سلم عليه لا تنسانا من دعائك، ادع الله لنا هذا ربما أنه يقول أنا من أنا نعم فيربو بنفسه كل هذه المسائل تجب ملاحظتها، والأفضل على كل حال ألا تسأل مهما كان الذي يقابلك مما يكون في نظرك من صلاحه لقوله: ( الآن ) والآن معروف أنه ظرف للحاضر للوقت الحاضر، ومثل ذلك لو أن أحدًا من الناس توفي وبقي في الثلاجة لمدة أيام فإنه لا يسأل حتى حتى يدفن طيب، فإن لم يكن دفن كما لو مات في في البحر فإنه سوف يدفن في البحر، قال العلماء : يضع في رجليه شيئًا ثم يلقيه في البحر حتى ينزل فهذا دفنه كذلك لو فرض أن رجلًا مات في صحراء ولم يمكن نقله ولا الحفر له ووضع عليه أحجار فإن ذلك بمنزلة بمنزلة الدفن، والمهم أن الأحياء إذا أسلموا الميت ورأوا أنهم قد انتهى عمله فيه فإن هذا بمنزلة الدفن يكون السؤال حينئذ نعم.
ومن فوائد الحديث : أن الإنسان في هذه الحال قد يثبت بدعوة إخوانه المسلمين له من أين يؤخذ ؟ من الأمر بالاستغفار والتثبيت وإلا لكان الأمر بذلك لغوًا لا فائدة منه، فالإنسان قد يثبت بسبب دعاء إخوانه له واستغفارهم له، وفي الحديث دليل على أن الاستغفار سبب لفتح الله على العبد سواء كان ذلك في عبادة أو في علم لقوله : ( استغفروا لأخيكم ) ويشير إلى هذا قوله تعالى : (( إنَّا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين النَّاس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا * واستغفر الله فإن الله كان غفورًا رحيمًا )) فإن في الآية هذه إشارة إلى أن الاستغفار سبب لإصابة الصواب، ولهذا كان بعض العلماء إذا وردت عليه مسألة صار يستغفر الله والمناسبة في هذا ظاهرة، لأن لأن القلوب ها الذنوب رين على القلوب والاستغفار سبب لإزالة ذلك وتطهير القلوب منها، فإذا زال الرين حصل البيان عرفتم والدليل على أن الذنوب تحول بين المرء وبين رؤية الحق قوله تعالى : (( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوَّلين * كلَّا بل ران على قلوبهم )) فلم يعرفوا الحق والعياذ بالله ولم يعرفوا قدر هذا القرآن العظيم لأن قلوبهم قد ران عليها ما كانوا يكسبون، فالذنوب كلها شر كلها آثام كلها بلاء يحصل فيها من العقوبات العامة والخاصة ما هو ظاهر ولو لم يكن من ذلك إلا قوله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر )) في كل شيء (( بما كسبت أيدي النَّاس )) ومن أراد أن يعرف آثار الذنوب وعقوباتها فليقرأ كتاب ابن القيم المعروف بـالجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، فإنه ذكر في أول هذا الكتاب عقوبات عظيمة للذنوب وآثارها في المجتمع وفي الشخص نفسه طيب.
يستفاد من هذا الحديث : إثبات الأخوة بين المسلمين لقوله : ( استغفروا لأخيكم ) وهو كذلك وأقوى رابطة بين بني آدم هي الرابطة الإيمانية والأخوة الإسلامية هذه أقوى رابطة أقوى من القومية ؟ ها أقوى أخوك في الإسلام أقوى من أخيك في العروبة نعم لا لا ها .
الطالب : أقوى .
الشيخ : متأكدون أي نعم أقوى وأقوى حتى من النسب أخوك في الإسلام والدين أقوى من كل شيء انظر إلى قوله تعالى : (( الأخلاء يومئذ )) يوم القيامة (( بعضهم لبعضٍ عدوٌّ )) كل خليل عدو لخليله (( إلا المتَّقين )) فالتقوى هي الجامع التي تجمع بين الرجلين في الدنيا وفي الآخرة خليلك في الدنيا هو خليلك في الآخرة إذا كانت الخلة نعم إذا كانت لله وسببها التقوى.
ويستفاد من هذا الحديث : أن الدعاء في هذه الحال يكون في حال القيام لقوله : ( وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم ) بقي أن يقول قائل : هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ؟ هل يستغفر ويدعو بالتثبيت ؟ أو يقول ولا يفعل ؟ الظاهر أنه يقول ويفعل، لكنه يقول لينبه الناس إلى أن يقولوا نعم لينبه الناس إلى أن يقولوا، ويكون حينئذ قولنا : الآن امتثالًا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم لا لمجرد التأسي، لو كان يقول هكذا ويسمع الناس ويقتدون به صار اقتداء به لمجرد التأسي، لكن إذا قال : افعلوا صار فعلنا لها امتثالًا للأمر وهذا أقوى من مجرد التأسي.
ومن فوائد الحديث : أن فيه آية للرسول صلى الله عليه وسلم كيف ذلك ؟ لقوله : ( فإنه الآن يسأل ) لأن هذا من أمر الغيب ما نعلم ماذا يكون للميت بعد موته إلا عن طريق الوحي أو شيئًا يطلع الله تعالى عليه العباد للعبرة والعظة أو للكرامة وما أشبه ذلك، وإلا فالأصل أن هذا أمر مغيب ما يعلم إلا عن طريق الوحي، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا ذلك بقوله : ( فإنه الآن يسأل ) لا شك أنه دليل على أنه نبي الله حقًّا ورسوله حقًّا لعلمه بما لم نعلمه طيب.
ويستفاد منه أيضًا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك لغيره نفعًا ولا ضرًّا وإلا لما سأل ولدعا كما هو ظاهر الحديث أنه سأل ودعا، وهذا أمر معلوم يجب علينا أن نؤمن به بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنا ولا لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، لأن الله أمره أن يبلغ هذا لأمته : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك )) (( قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا إلا ما شاء الله )) (( قل إنِّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا )) فيجب علينا أن نؤمن بهذا لأن الله أمر رسوله أن يبلغه طيب ثم قال : عن عمرة بنت حبيب غمرة نعم .