وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة . أخرجه أبو داود . حفظ
الشيخ : قال : " وعن أبي سعيد الخدري " هذا مبتدأ الدرس اليوم " وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة . أخرجه أبو داود ".
( لعن النائحة ) ومن لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد لعنه الله واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله.
وقوله : ( النائحة ) هناك نوح وندب فالندب رفع الصوت بتعداد محاسن الميت هذا الندب، ولكن ويقترن بواو الندبة فتقول : " وا سيداه " وا كذا وتذكر الأوصاف التي هي محاسن لهذا الميت، وأما النوح فإنه البكاء برنة تشبه نوح الحمام نوح الحمام معروف لكم جميعًا، فهذه هي النياحة النبي عليه الصلاة والسلام لعن النائحة، لأن النائحة يدل فعلها على عدم الصبر على قضاء الله وقدره، ولأن النائحة تفجع من يسمعها فتزداد المصيبة بذلك، ولأن النوح أيضًا يكون أحيانًا سببًا للطم الخدود وشق الجيوب وذر التراب على الرؤوس أو التمرغ على الأرض وما أشبه ذلك، فلأجل هذه الأمور الثلاثة لعنت النائحة لعنها النبي عليه الصلاة والسلام، أما المستمعة فهي التي تجلس عندها لتستمع إليها وليست المستمعة هي السامعة السامعة مارة وسمعت ولا عليها إثم، لكن المستمعة تجلس نعم تستمع إلى هذه النائحة فإن شحذتها زيادة صارت أشد مثل تسمع تنوحخ يا قلبي قلبك نعم الله يرحم الحال وما أشبه ذلك، فإنها تزداد تزداد والعياذ بالله وهذا يوجد كثيرًا في أحوال النساء الآن يوجد كثير يجتمع نساء ككثيرة من يوم يبدأن هذه تنوح وهذي ترق لها ثم ... يصيحن كل النهار هذه يجدد المصيبة، ولا يمكن أن تزول عن قلب المرأة كلما ذكرت هذا الاجتماع ولو بعد حين تجد أنها تحس بهذه المصيبة، فلذلك لعن النبي صلى الله عليه وسلم المستمعة طيب السامعة مثل أن تمر امرأة إلى جوار بيت ينوح أهله فتسمع النوح أو الجيران يسمعون النوح، لكن ما يستمعون هل تدخل في اللعن ولا لا ؟ ما تدخل في اللعن لأن السماع لا يؤخذ به الإنسان، أما الاستماع فهو الذي يصغي إلى الشيء ويستمعه وينصت له فهذا يكون مشاركًا للفاعل في الإثم .