فوائد الحديث :( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ). حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث : أنه يجب الكف عن النياحة من وجهين الوجه الأول : ما سبق من كون النائح قد عرض نفسه لإيش ؟ للعنة الله عز وجل، الثاني : أن النياحة سبب لتألم الميت وتعذبه في قبره عرفتم؟ فإذا كان كذلك فإن نوحك يكون جناية على هذا الميت، فعليك أن تتقي الله في نفسك وفي ميتك.
ويستفاد منه : أن الميت يحس بما يصنعه أهله يحس بما يصنعه، لأنه لولا أنه يحس بهذا النوع ما تعذب به في قبره وقد روي روي أحاديث لكن فيها نظر أن الأعمال تعرض على أقارب الميت ولاسيما أبواه، فإن كانت خيرًا استبشروا بها والله أعلم بصحة هذا، لكننا نحن لا لا في مثل هذه الأمور الغيبية لا نتجاوز ما ورد به النص كل الأمور الغيبية ما فيها قياس، ولهذا لا نتجاوز ما ورد به النص فالميت تقدم لنا أنه يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه، وهذا الحديث يدل على أنه يسمع نوحهم، وورد أيضًا في حديث صححه ابن عبد البر وأقره ابن القيم أن الإنسان إذا سلم على صاحب القبر وهو يعرفه فإن الله يرد عليه روحه ويرد عليه السلام، ولكننا نتوقف ما نحكم بحكم عام من أجل هذه النصوص الفردية، لأن هذه أمور غيبية فالواجب علينا أن نقتصر فيها على ما جاءت به النصوص، وإن كان الفقهاء رحمهم الله قالوا : إن الميت يتأذى بكل منكر عنده سواء كان قولًا أو فعلًا، لكن هذه القاعدة التي ذكروها تحتاج إلى ما يسندها من الدليل عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
ويستفاد من هذا الحديث : إثبات الأسباب منين نأخذه ؟ من ( بما نيح عليه ) الباء للسببية وقد تقدم لنا ذلك وأن الذي خالف في هذا من ؟ الأشاعرة نعم ينكرون الأسباب ويقولون : إن الأسباب لا تأثير لها وإنما هي علامات مجردة فقط والمؤثر هو الله فإذا رميت زجاجة بحجر وانكسرت يقولون : إن الزجاجة لم تنكسر بالحجر، لكن وقوع الحجر عليها أمارة فقط يحصل بها الانكسار فالكسر حصل عند الحجر لا بالحجر دخلت ورقة في النار وهي تلتهب واحترقت الورقة قالوا : النار ما أحرقتها ليش ؟ قال : النار ما تحرق لأنك لو أثبت أن النار تحرق أثبت خالقًا مع الله أي نعم ويش اللي جعل الورقة البيضاء نعم الثخينة المتماسكة ويش اللي جعلها سوداء متداعية إذا قلت النار قال أعوذ بالله هذا شرك كيف ؟ قال : نعم ما تقدر النار تغير عرفتم يا جماعة هذا وجه قوله، إذًا بماذا ليش تغير القرطاس مثلًا إلى هذا الوصف ؟ قالوا : حصل الاحتراق عند النار لا بالنار لا بالنار نعم طيب أنا ركبت أنا لمبة في مكانها وولعت نعم هي لما أمسكت في مكانها هل أنا اللي جعلتها تمسك ؟ لا لكن حصل الإمساك عند فعلي لا بفعلي، أنا الآن أول ما خرجت من المسجد طرحت الباب تطرف الباب بيدي قالوا ما هو أنت اللي طرفته ويش اللي طرفه ؟ عند فعلك حصل التطرف، المهم أن هذا القول في الحقيقة إذا تأمله الإنسان وجد أنه أضحوكة وأن الفطر لا تقبله إطلاقًا، فالصواب أنه يحصل الشيء بسببه لكن من الذي جعل هذا السبب فاعلًا ؟ الله عز وجل، وحينئذ يعود الفعل كله إلى الله، فإن خالق السبب خالق للمسبب لا شك في هذا، وعليه فنقول : في هذا الحديث إثبات الأسباب والعلل وهذا هو الذي دلت عليه النصوص بكثرة سواء كانت الأحكام كونية أو كانت الأحكام قدرية فإنه لا بد فيها من علل لا بد لها من علل وحكم لكنها بعضها بل أكثرها مجهول لنا .