فوائد حديث:( أنس رضي الله عنه قال : شهدت بنتاً للنبي صلى الله عليه وسلم تدفن ... ). حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث : أنه يجوز البكاء على الميت بعد الدفن كما يجوز قبله.
ويستفاد منه : رقة النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : ( وعيناه تدمعان ).
ويستفاد منه : جواز الجلوس عند القبر نعم لقوله : ( جالس عند القبر ).
ويستفاد منه : أنه لا تشرع الموعظة في هذه الحال عند الدفن لأنه لو كانت مشروعة لوعظ النبي صلى الله عليه وسلم عند كل دفن يشهده فإن قلت : أليس في حديث البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم جلس وجلس حوله أصحابه كأن على رؤوسهم الطير، فجعل ينكت بالأرض بعود معه وجعل يحدثهم أن الإنسان إذا كان في إقبال من الدنيا وإدبار من الآخرة حصل له كيت وكيت والحديث طويل فهذه موعظة ولا ؟ موعظة فالجواب على ذلك : أن هذه الموعظة حصلت بسبب لأنهم انتهوا إلى القبر ولما يلحد يعني ما بعد انتهوا من لحده وحفره فجلس وجلس الناس حوله، فكان من المناسب أن يحدثهم وهو حديث كحديث المساجد وليس قيام قيامًا يقوم فيه الإنسان ويعظ الناس ويذكرهم، ولا يقال : إن هذه الساعة ساعة يناسب فيها الوعظ لأن القلوب رقيقة والناس يشاهدون المقابر ويشاهدون هذا الميت يدفن فقلوبهم متهيئة للنصيحة لو قال قائل هكذا لقلنا : لا شك أن هذا الأمر كما قلت ولكن هل فعله الرسول عليه الصلاة والسلام إلا في هذه الحال التي اقتضاها سبب ؟ الجواب : لا، وهل الرسول يعلم أن النفوس في مثل هذه الحال رقيقة ومتهيئة لقبول النصيحة ؟ يعلم يعلم ومع ذلك ما فعل وعندي والله أعلم أن الحكمة من هذا لئلا يتخذ هذا الموقف مكانًا للوعظ والخطب، فإنه إذا اتخذ لذلك ربما يأتينا أناس أهل فصاحة وبيان وانطلاق ثم ... يخطب له نصف ساعة ثلثين ساعة نعم ثم ينسى الناس الميت أو ربما يدفن ويشتغلون بهذه المواعظ فخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان الناس جلوسا لانتظار الدفن فهذا لا بأس أن يحدث من حوله بما يرى أنه مناسب، وأما أنه يقوم الرجل فيخطب فإن هذا يعتبر من البدع والدليل على ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما فعله في كل جنازة خرج فيها. ويستفاد من هذا الحديث : أنه يجوز أن ينزل في القبر من ليس قريبًا من الميت، لأن أقرب الناس إلى البنت أبوها وهو الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لم ينزل في قبرها بل أمر أبا طلحة لأنه سألهم قال : ( أيكم لم يقارف الليلة ؟ فقال أبو طلحة : أنا فقال : انزل في القبر فنزل في قبرها ) مع أن أبا طلحة ليس من محارمها وهي امرأة، فيستفاد من هذا الحديث : أن الإنسان يجوز له أن يدع دفن المرأة ويتولاها غيره ممن ليس محرمًا لها وهذا إذا خيف منه الفساد فإنه يمنع منه، يعني بمعنى أننا ننزل رجلًا ليس بثقة يتولى مس المرأة نعم وحملها وإضجاعها في القبر إلا إذا كان إنسانًا ثقة.
قال : " وعن جابر رضي الله عنه " نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ألا يبقى الإشكال بأن السبب هو .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .