وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا ) . أخرجه ابن ماجه ، وأصله في مسلم ، لكن قال : زجر أن يقبر الرجل بالليل ، حتى يصلى عليه . حفظ
الشيخ : وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا ) معلوم لدينا جميعًا أن لا هنا ناهية وأن الفعل بعدها مجزوم بماذا ؟ بحذف النون حذف النون وأن قوله : ( بالليل ) الباء هنا للظرفية الباء للظرفيةكما هي في قوله تعالى : (( وإنَّكم لتمرُّون عليهم مصبحين * وباللَّيل )) يعني في الليل فالباء هنا للظرفية.
وقوله : ( إلا أن تضطروا ) هذه استثناء من أعم الأحوال يعني في أي حال من الأحوال لا تدفنوا إلا أن تضطروا يسمون هذا استثناء من أعم الأحوال، لأن الاضطرار هنا حالة وليست إنسان أو شخصًا حتى نقول : إنها من الجنس.
وقوله : ( تضطروا ) أي : يلجئكم شيء إلى الدفن في الليل ويجعلكم تلجؤون إليهم.
وقوله : ( موتاكم ) هذه النسبة لأدنى ملابسة حتى ولو كان من غير أقاربك ولكنه من المسلمين فإنه داخل في هذه الإضافة.
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إلا أن تضطروا ) " أخرجه ابن ماجه " قال المؤلف : " أخرجه ابن ماجه وأصله في مسلم " والذي في مسلم ( أن رجلًا توفي في الليل فكفنوه في غير طائل ثم دفنوه ) فجاء النهي عنه في قوله قال : " لكن قال : ( زجر أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه ) " ( حتى يصلى عليه ) واعلم أن قوله : ( حتى يصلى عليه ) ليس معناه أنه في النهار يدفن بلا صلاة، لكن ( حتى يصلى عليه ) تحسن صلاته تحسن الصلاة عليه، ففي هذا الحديث ينهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الدفن بالليل، ولكن هذا النهي معلل بعلتين وليت أن المؤلف ذكر أو ساق لو ساق حديث مسلم لكان أولى، ولكنه معلل بعلتين النهي معلل بعلتين العلة الأولى : ألا يحسن كفنه بحيث يكفنوه بما تيسر من غير أن يطلبوا الأفضل والأحسن، والثانية : عدم الصلاة عليه وليس المراد العدم بالكلية، لأن هذا بعيد من الصحابة أن يدفنوه بلا صلاة ولكن الكثرة أو الصلاة بتأن وتؤدة، لأنه قد يكون في الليل يصلون عليه صلاة سريعة لا يأتون فيها بالأكمل وليس المراد نعم حتى يصلى عليه معناه أنه انتفت الصلاة بالكلية أبدًا هذا لا يمكن .