فائدة في تقسيم الفقهاء لكتب الفقه هذا التقسيم مع بيان شيء من معاني الزكاة في الشرع. حفظ
الشيخ : وانتهى الآن الكلام على ربع المعاملات ربع الصلاة العلماء رحمهم الله يقسمون العلم إلى أقسام، بدؤوا بالصلاة لأنها آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، والفقهاء لم يتكلموا على الشهادتين لأن الكلام فيها عند من ؟ عند أهل التوحيد والعقيدة، لكن يتكلمون على الأصول العملية فتكلموا على الصلاة وما يتعلق بها من الشروط كالطهارة، ثم ثنوا بالزكاة لماذا ؟ لأنها آكد أركان الإسلام آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولأنها قدمت في حديث النبي عليه الصلاة والسلام : ( والإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ) فلهذا قدموها والزكاة لها معنيان : لغوي وشرعي، والشرعي أيضًا له معنيان : زكاة النفس، وزكاة نعم زكاة النفس بالإيمان وزكاة النفس ببذل المال، فأما الزكاة في اللغة : فهي النماء والزيادة ومنه قولهم : زكا الزراع أي : نما وشد وطال، وكذلك الزيادة فإنهم يقولون : زكا المال أو زكا مال فلان يعني زاد وكثر، وأما الزكاة في الشرع فقد قلت : إنها زكاة النفس وزكاة المال، وكلاهما زكاة نفس في الواقع، لكن الأول زكاة النفس بالإيمان والثاني زكاة النفس ببذل المال زكاة النفس بالإيمان لها أمثلة منها قوله تعالى : (( قد أفلح من زكاها )) شوف (( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * وقد خاب من دساها )) أي : من زكى نفسه ومنه قوله تعالى : (( وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالأخرة هم كافرون )) فإن كثيرًا من المفسرين يقولون المراد بالزكاة هنا زكاة النفس بالإيمان لأنه قال : (( للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة )) وليس إتيان الزكاة بأعظم من فعل الصلاة فدل على أن المراد بالزكاة هنا زكاة النفس بالإيمان، وأما الزكاة بالمال فهي كثيرة منها قوله تعالى : (( وما آتيتم من ربًا ليربوا في أموال الناس فلا يربو عند الله )) - يرحمك الله - (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون )) المراد بالزكاة هنا كاة المال لأنه جعلها في مقابلة الربا المشتمل على الظلم ،والزكاة بذل مشتمل على الإحسان فهذا مقابل لهذا إذًا لا بد أن نعرف الزكاة التي هي .