بيان حكمة إيجاب الله الزكاة على عباده وغيرها من الشرائع مع وقت فرض الزكاة. حفظ
الشيخ : ثم إن في إيجاب الزكاة على عباد الله فيه بيان لحكمة الله تعالى في التشريع، لأنك إذا تأملت الشرائع وجدتها أنها كف وبذل كف عن محبوب وبذل لمحبوب، بذل المحبوب مثل الزكاة والحج في غالب الأحيان، وكف عن محبوب مثل الصيام والصلاة فإن الإنسان في حال صلاته لا يأكل ولا يشرب ولا يستمتع بأهله ولا يلتفت إلى شيء غير صلاته، وفي الصيام يمسك عن الأكل والشرب والنكاح ومتع الدنيا التي تتعلق بالصيام، فتجد أن العبادات كف وبذل، ثم مع ذلك العبادات كف وبذل إما بالبدن وإما بالمال، لأجل يتبين صدق العبودية لأن من الناس من يهون عليه بذل البدن ويتعب ولا يهمه، لكن لو قيل له أخرج قرشًا واحدًا من دراهمك نعم قام غضب ويصفر وجهه قرش مثل واحد عثر واحد عثر وتدمى أصبعه فقام يعزي نفسه قال : شوي ولا في النعلة آه ويش معنى ؟ ويش معناه ؟ يعني لو انقطعت النعلة كان أشد عليه من انقطاع النعلة صحيح هذا بعض الناس يقول : ما يخالف أنا أتعب بدني لكن لا يجي مال شيء وبعض الناس يهون عليه المال، ولكن يشق عليه التعب البدني فلذلك جعل هذا وهذا، ويذكر أن بعض العلماء غفر الله لنا ولهم وجب على أحد الملوك عتق رقبة في بعض الكفارات وأفتاه بأن يصوم بدل عن العتق مع أن الصيام في مرتبة بعد العتق ويش حجة هذا العالم الذي أفتى ؟ قال : لأن عتق الرقبة للملك بسيط نعم يعتق عشر رقاب لكن صيام يوم واحد أشق عليه من مائة رقبة فقال : نؤدبه بماذا ؟ بالصيام هل هذا الاستحسان صحيح ؟ هذا غير صحيح لأن الاستحسان المضاد للشرع لا شك أنه سوء وليس بخير، فالحاصل أن الله حكيم في تنويع العبادات لأجل أن يمتحن العبد هل هو عبد لله حقًّا أو عبد لهواه، ومن مشى مع الشرع فهو عبد الله فيه بحث ثالث ذكرنا تعريف الزكاة وفوائدها البحث الثالث متى فرضت الزكاة ؟ هل هي في مكة ولا في المدينة ؟ أكثر العلماء على أنها فرضت في المدينة في السنة الثانية من الهجرة في السنة الثانية من الهجرة بعد فرض الصيام، وقال بعض العلماء : إنها فرضت في مكة وقال آخرون : إنها فرضت في السنة التاسعة من الهجرة شلون الخلاف، ولكن التحقيق في هذا أن الزكاة فرضت في مكة لكن لا على هذا التقدير المعين والأنصبة المعينة فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام وهي سورة مكية : (( وآتوا حقه يوم حصاده )) وقال في المعارج سورة المعارج : (( والذين في أموالهم حقٌ معلوم * للسائل والمحروم )) فهناك زكاة واجبة مكية لكنها ليست على هذا التفصيل الذي استقرت عليه الشريعة الآن، وأما الذين قالوا : إنها فرضت في التاسعة فنقول : هذا غير صحيح لأن الذي كان في التاسعة بعث السعاة لقبض الزكاة يعني أن الرسول بدأ يبعث الرسل يأخذون الزكاة من أصحابها نعم يعني أهل المواشي وأهل الثمار، وأما الوجوب الذي هو عليه الذي هو ما عليه الآن فإن هذا كان في السنة الثانية من الهجرة فصار للزكاة ثلاث مراحل : المرحلة الأولى إيش ؟ الوجوب لكن على سبيل الإطلاق والإنسان ما وجب عليه شيء معين، والثانية : الوجوب بهذا التقدير والتعيين الموجود الآن، لكن بدون أن يبعث الناس لقبضها من أصحابها وهذا متى ؟ في السنة الثانية من الهجرة والثالثة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم صار يرسل السعاة لقبضها من أهلها وهذا كان في السنة التاسعة من الهجرة نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : إذا إيش ؟