تتمة فوائد حديث : ( لا يحل دم امرىءٍ مسلمٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاثٍ ... ) . حفظ
الشيخ : وهي قتل الغِيلة ، هل يجب فيه القصاص أو لا ؟
فذهب الإمام مالك -رحمه الله- إلى وجوب القتل قصاصا في الغيلة ، والغيلة معناه أن يقتله على غرة ، مثل أن يأتيه وهو نائم ، أو يلحقه في السوق ويقتله أو ما أشبه ذلك ، فإن المقتول هنا ليس بمستعد ليدافع عن نفسه فيكون القتل غِيلة مما لا يمكن التحرز منه ، وما لا يمكن التحرز منه فإنه يجب التحرز منه أكثر ، فإذا قُتل وجوباً خفت قتل الغيلة ، وعلى هذا فيكون الحق في قتل الغيلة للإمام لا لأولياء المقتول ، ويجب على الإمام أن يقتله لما في ذلك من حفظ الأمن ، وهذا مذهب مالك واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حفاظًا على إيش ؟ على الحق ، نعم ! الحق أي حق ؟! الحق العام لئلا تحصل الفوضى .
ومن فوائد الحديث : جواز قتل المرتد لقوله : ( لا يحل إلا بإحدى ثلاث ) يعني أنه يحل ولكنه ليس على ظاهره بالنسبة للمرتد ، بل قتل المرتد واجب ، وهل هو حد أو ليس بحد ؟ القصاص فهمنا أنه ليس بحد في غير قتل الغيلة الذي فيه الخلاف ، لأن القصاص حق لأولياء المقتول إن شاؤوا عفوا فليس بحد ، لكن قتل المرتد هل هو حد ؟
الطالب : نعم ليس حد .
الشيخ : نعم ؟ ليس بحد ! ليس بحد ليش ؟ لأنه يمكنه أن يتوب فيرتفع عنه القتل ، والحد لا يرتفع بالتوبة ، لو ثبت على الزاني الزنا عند القاضي ، وقال : إنه تاب فهل ترفع التوبة عنه الحد ؟ لا ، (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم )) .
طيب ، إذًا القصاص ليس بحد ، والقتل بالردة ليس بحد ، ووجه ذلك إمكان رفعهما ، أما القصاص فيمكن رفعه بعفو مَن ؟
الطالب : أولياء المقتول .
الشيخ : أولياء المقتول ، وأما الردة فيمكن رفع القتل فيها بالتوبة ، نعم على القول بأن بعض الردات لا تقبل فيه التوبة ربما يكون في هذا حدًا .
ومن فوائد الحديث : أن المرتد مفارق للجماعة ، المرتد مفارق للجماعة لقوله : ( التارك لدينه المفارق للجماعة ) .
طيب فإذا حصلت مفارقة الجماعة بلا ردة كالخارجين على الإمام ، فهل يجوز قتله الخارج على الإمام ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم يجوز لكن بدليل آخر ، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( مَن أتاكم وأمركم جميع تريد أن يفرق جماعتكم ) فإيش ؟ ( فاضربوا عنقه ) ، وقال في البيعة لإمامين : ( إذا بويع للإمام الأول فأتى إنسان يريد يدعو إلى البيعة لنفسه فإنه يقتل ) : اقتلوا الآخر ، لكن قد يقال : إن هؤلاء يقتلون لا لمجرد مفارقة الجماعة ولكن للإفساد في الأرض ، أما الذي يبايع بعد بيعة الأول فواضح أنه مفسد في الأرض ، لأنه إذا بويع حصل القتال بين المسلمين ، وأما الثاني الذي أبى أن يُبايع ولم يدع للبيعة لنفسه فهذا يُقتل لما يُخشى من شره بأن يلمَّ حوله أحد من الناس فلا يبايعون ، فيخشى من شره وفساده .
ومسألة الخروج على الولاة ما هي هينة ، من أخطر ما يكون ومن أعظم ما يكون ، ولم تفسد الأمة الإسلامية إلا بالخروج على الإمام من حين أن قُتل عمر رضي الله عنه بدأت الفتنة ، خرجوا على عثمان ، وخرجوا على علي ، خرجوا على معاوية ، خرجوا على ، لما كثر الخروج على الإمام حصلت الفتن والشرور والبلاء .
طيب ، وفي هذا -ما جاء وقت الأسئلة، ها، ما جاء- .
ومن فوائد الحديث : الحث التام على الالتئام ، من أين يؤخذ ؟ من كون مفارقة الجماعة سببًا للقتل ، ولا شك أن التئام الأمة واجتماع كلمتها يوجب التآلف في القلوب والاتحاد في الهدف ، ويوجب أيضا الهيبة في قلوب الأعداء ، وإذا تقلقل التفرق بين الأمة اختلت الأمة ، ونُزعت هيبتها من الأمم ، ولم تساو فلسًا ، ولهذا نرى أن أولئك القوم الذين يذهبون يركضون يمينًا وشمالا في القيل والقال ، وإضاعة الأوقات ، وإضاعة الأموال ، نرى أنهم على خطأ فاحش ، وعلى خطر عظيم ، وأن الواجب على الإنسان أن يكف لسانه ، وأن يَقبل الحق من أي شخص كان ، وأن يرد الباطل من أي شخص كان ، وألا يفرق الأمة بالتحزب إلى فلان وإلى فلان .
الواجب لمّ الشعَث ورأب الصدع ما أمكن ، سواء كان بين الدعاة أو بين العلماء أو بين الشعب والأمراء وولاة الأمور ، المهم أنه يجب على الإنسان أن يسعى في الائتلاف بقدر ما أمكن ، وأن ينصح من يراهم ليس لهم هم إلا الركض يمينا وشمالا ، وما تقول في فلان ؟ وما تقول في أشرطة فلان ؟ وما تقول في رسائل فلان ؟ وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تنفع بل هي تضر ، تفرق الأمة ، تشتت الشمل ، تولد الضغائن في القلوب ، ويحصل فيها شر كثير ، دع نفسك وهواها ، وكن مسالما للناس تسعى في السلامة منهم ، وتسعى في سلامتهم منك ، لا تعتدي ولا تجرئ الناس على نفسك ، بل كن مسالما حتى تبقى هيبة الأمة الإسلامية ولا تتفرق .
ونحن وغيرنا ممن نراهم مخلصين يسوؤهم أن يروا هذا التفرق بين الشباب وبين الدعاة وبين العلماء وبين الناس وأمرائهم ، يسؤونا هذا جدًا ، والواجب النصيحة ، نحن لا نقول : إن كل أحد معصوم ، وكل أحد لا يخطئ ، ( كل بني آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون ) : الذين يرجعون عن الخطأ ، فالواجب النصيحة ، وإذا سمعنا عن شخص قولًا ألا نأخذ بمجرد السماع ، لأن هذا هو الذي نهى عنه الرسول قيل وقال ، ولكن نتبين ونتثبت ، فإذا ثبت لدينا الأمر وصار القول خطأ فالواجب أن نناصح القائل ، لأننا إذا ناصحنا القائل ورجع هو بنفسه أزال هذا الخطأ ، لكن لو أننا رددنا عليه بالتشهير به والسب ربما تأخذه العزة بالإثم فلا يرجع ، ويفتح له الشيطان باب التأويل ، وباب المعاندة ، لكن إذا نُصح بإخلاص وبُين له الحق فإنه ربما يرجع ولا يحصل في هذا تفرق ولا تشتيت شمل .
أما أن نتبع عورات الناس -نسأل الله العافية- وننظر متى يخطئ ونفرح بالخطأ دون أن نفرح بالصواب فهذا والله خلاف الإيمان ، خلاف الإيمان وخلاف ما أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام حين ذكر الفتن ، وأنها كقطع الليل المظلم ، وذكر الفتن : ( وأنها فتن يرقق بعضها بعضا فتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، ثم تجيء الثانية فيقول : هذه هذه ) : يعني هذه هي البلاء هذه هي الفتنة ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( من أحب أنْ يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ) : هل أحد من الناس يجب أن ينتقده الناس ؟ أجيبوا !
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، هل أحد من الناس يحب أن تتسلط الألسن عليه ؟ لا ، إذًا لماذا تشهِر بأخيك وتسلط لسانك عليه هذا مما يوجب ألا يزحزح الإنسان عن النار وألا يدخل الجنة نسأل الله العافية ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) : والسباب والغيبة تختلف باختلاف من وجهت إليه ، لو سببت واحدا من السوقة في الشارع من عامة الناس هل يؤثر شيئًا ؟ نعم يؤثر بينكم وبين الشخص ، لكن هل يؤثر على سبيل العامة ؟ لا ، لكن لو سببت عالما أو اغتبت عالما فهذا يؤثر ليس على شخصية العالم بل على شخصية العالم وعلى علمه ، علمه الذي يكون مقبولا عند الناس يكون محل شك وتردد ، وحينئذ تحمل الناس على أن يشكوا في الشريعة التي تخرج من هذا العالم ، فتكون جنيت على الشريعة ، لهذا أرى أنه يجب أن ندع ما نسمعه بين بعض الإخوان من المناقشات ومن التشهير ومن السب حتى نكون يدًا واحدة ، ولا يجوز أبدًا في حال من الأحوال أن يحملنا ما قد يكون في قلوب بعض الناس من الحسد على الجناية ، ولهذا جاء في الحديث : ( إذا حسدت فلا تبغ ) : يعني لا تعتدي على المحسود ، واعلم أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء .
وقد أشار الله عز وجل إلى أنه إذا وقع في قلب الإنسان مثل هذا فليسأل الله من فضله ، وليعرض عن هذا ، (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله )) : هذا هو السير الصحيح والمنهاج السليم ، أظن نقف على هذا .
فذهب الإمام مالك -رحمه الله- إلى وجوب القتل قصاصا في الغيلة ، والغيلة معناه أن يقتله على غرة ، مثل أن يأتيه وهو نائم ، أو يلحقه في السوق ويقتله أو ما أشبه ذلك ، فإن المقتول هنا ليس بمستعد ليدافع عن نفسه فيكون القتل غِيلة مما لا يمكن التحرز منه ، وما لا يمكن التحرز منه فإنه يجب التحرز منه أكثر ، فإذا قُتل وجوباً خفت قتل الغيلة ، وعلى هذا فيكون الحق في قتل الغيلة للإمام لا لأولياء المقتول ، ويجب على الإمام أن يقتله لما في ذلك من حفظ الأمن ، وهذا مذهب مالك واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حفاظًا على إيش ؟ على الحق ، نعم ! الحق أي حق ؟! الحق العام لئلا تحصل الفوضى .
ومن فوائد الحديث : جواز قتل المرتد لقوله : ( لا يحل إلا بإحدى ثلاث ) يعني أنه يحل ولكنه ليس على ظاهره بالنسبة للمرتد ، بل قتل المرتد واجب ، وهل هو حد أو ليس بحد ؟ القصاص فهمنا أنه ليس بحد في غير قتل الغيلة الذي فيه الخلاف ، لأن القصاص حق لأولياء المقتول إن شاؤوا عفوا فليس بحد ، لكن قتل المرتد هل هو حد ؟
الطالب : نعم ليس حد .
الشيخ : نعم ؟ ليس بحد ! ليس بحد ليش ؟ لأنه يمكنه أن يتوب فيرتفع عنه القتل ، والحد لا يرتفع بالتوبة ، لو ثبت على الزاني الزنا عند القاضي ، وقال : إنه تاب فهل ترفع التوبة عنه الحد ؟ لا ، (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم )) .
طيب ، إذًا القصاص ليس بحد ، والقتل بالردة ليس بحد ، ووجه ذلك إمكان رفعهما ، أما القصاص فيمكن رفعه بعفو مَن ؟
الطالب : أولياء المقتول .
الشيخ : أولياء المقتول ، وأما الردة فيمكن رفع القتل فيها بالتوبة ، نعم على القول بأن بعض الردات لا تقبل فيه التوبة ربما يكون في هذا حدًا .
ومن فوائد الحديث : أن المرتد مفارق للجماعة ، المرتد مفارق للجماعة لقوله : ( التارك لدينه المفارق للجماعة ) .
طيب فإذا حصلت مفارقة الجماعة بلا ردة كالخارجين على الإمام ، فهل يجوز قتله الخارج على الإمام ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم يجوز لكن بدليل آخر ، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( مَن أتاكم وأمركم جميع تريد أن يفرق جماعتكم ) فإيش ؟ ( فاضربوا عنقه ) ، وقال في البيعة لإمامين : ( إذا بويع للإمام الأول فأتى إنسان يريد يدعو إلى البيعة لنفسه فإنه يقتل ) : اقتلوا الآخر ، لكن قد يقال : إن هؤلاء يقتلون لا لمجرد مفارقة الجماعة ولكن للإفساد في الأرض ، أما الذي يبايع بعد بيعة الأول فواضح أنه مفسد في الأرض ، لأنه إذا بويع حصل القتال بين المسلمين ، وأما الثاني الذي أبى أن يُبايع ولم يدع للبيعة لنفسه فهذا يُقتل لما يُخشى من شره بأن يلمَّ حوله أحد من الناس فلا يبايعون ، فيخشى من شره وفساده .
ومسألة الخروج على الولاة ما هي هينة ، من أخطر ما يكون ومن أعظم ما يكون ، ولم تفسد الأمة الإسلامية إلا بالخروج على الإمام من حين أن قُتل عمر رضي الله عنه بدأت الفتنة ، خرجوا على عثمان ، وخرجوا على علي ، خرجوا على معاوية ، خرجوا على ، لما كثر الخروج على الإمام حصلت الفتن والشرور والبلاء .
طيب ، وفي هذا -ما جاء وقت الأسئلة، ها، ما جاء- .
ومن فوائد الحديث : الحث التام على الالتئام ، من أين يؤخذ ؟ من كون مفارقة الجماعة سببًا للقتل ، ولا شك أن التئام الأمة واجتماع كلمتها يوجب التآلف في القلوب والاتحاد في الهدف ، ويوجب أيضا الهيبة في قلوب الأعداء ، وإذا تقلقل التفرق بين الأمة اختلت الأمة ، ونُزعت هيبتها من الأمم ، ولم تساو فلسًا ، ولهذا نرى أن أولئك القوم الذين يذهبون يركضون يمينًا وشمالا في القيل والقال ، وإضاعة الأوقات ، وإضاعة الأموال ، نرى أنهم على خطأ فاحش ، وعلى خطر عظيم ، وأن الواجب على الإنسان أن يكف لسانه ، وأن يَقبل الحق من أي شخص كان ، وأن يرد الباطل من أي شخص كان ، وألا يفرق الأمة بالتحزب إلى فلان وإلى فلان .
الواجب لمّ الشعَث ورأب الصدع ما أمكن ، سواء كان بين الدعاة أو بين العلماء أو بين الشعب والأمراء وولاة الأمور ، المهم أنه يجب على الإنسان أن يسعى في الائتلاف بقدر ما أمكن ، وأن ينصح من يراهم ليس لهم هم إلا الركض يمينا وشمالا ، وما تقول في فلان ؟ وما تقول في أشرطة فلان ؟ وما تقول في رسائل فلان ؟ وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تنفع بل هي تضر ، تفرق الأمة ، تشتت الشمل ، تولد الضغائن في القلوب ، ويحصل فيها شر كثير ، دع نفسك وهواها ، وكن مسالما للناس تسعى في السلامة منهم ، وتسعى في سلامتهم منك ، لا تعتدي ولا تجرئ الناس على نفسك ، بل كن مسالما حتى تبقى هيبة الأمة الإسلامية ولا تتفرق .
ونحن وغيرنا ممن نراهم مخلصين يسوؤهم أن يروا هذا التفرق بين الشباب وبين الدعاة وبين العلماء وبين الناس وأمرائهم ، يسؤونا هذا جدًا ، والواجب النصيحة ، نحن لا نقول : إن كل أحد معصوم ، وكل أحد لا يخطئ ، ( كل بني آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون ) : الذين يرجعون عن الخطأ ، فالواجب النصيحة ، وإذا سمعنا عن شخص قولًا ألا نأخذ بمجرد السماع ، لأن هذا هو الذي نهى عنه الرسول قيل وقال ، ولكن نتبين ونتثبت ، فإذا ثبت لدينا الأمر وصار القول خطأ فالواجب أن نناصح القائل ، لأننا إذا ناصحنا القائل ورجع هو بنفسه أزال هذا الخطأ ، لكن لو أننا رددنا عليه بالتشهير به والسب ربما تأخذه العزة بالإثم فلا يرجع ، ويفتح له الشيطان باب التأويل ، وباب المعاندة ، لكن إذا نُصح بإخلاص وبُين له الحق فإنه ربما يرجع ولا يحصل في هذا تفرق ولا تشتيت شمل .
أما أن نتبع عورات الناس -نسأل الله العافية- وننظر متى يخطئ ونفرح بالخطأ دون أن نفرح بالصواب فهذا والله خلاف الإيمان ، خلاف الإيمان وخلاف ما أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام حين ذكر الفتن ، وأنها كقطع الليل المظلم ، وذكر الفتن : ( وأنها فتن يرقق بعضها بعضا فتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، ثم تجيء الثانية فيقول : هذه هذه ) : يعني هذه هي البلاء هذه هي الفتنة ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( من أحب أنْ يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ) : هل أحد من الناس يجب أن ينتقده الناس ؟ أجيبوا !
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، هل أحد من الناس يحب أن تتسلط الألسن عليه ؟ لا ، إذًا لماذا تشهِر بأخيك وتسلط لسانك عليه هذا مما يوجب ألا يزحزح الإنسان عن النار وألا يدخل الجنة نسأل الله العافية ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) : والسباب والغيبة تختلف باختلاف من وجهت إليه ، لو سببت واحدا من السوقة في الشارع من عامة الناس هل يؤثر شيئًا ؟ نعم يؤثر بينكم وبين الشخص ، لكن هل يؤثر على سبيل العامة ؟ لا ، لكن لو سببت عالما أو اغتبت عالما فهذا يؤثر ليس على شخصية العالم بل على شخصية العالم وعلى علمه ، علمه الذي يكون مقبولا عند الناس يكون محل شك وتردد ، وحينئذ تحمل الناس على أن يشكوا في الشريعة التي تخرج من هذا العالم ، فتكون جنيت على الشريعة ، لهذا أرى أنه يجب أن ندع ما نسمعه بين بعض الإخوان من المناقشات ومن التشهير ومن السب حتى نكون يدًا واحدة ، ولا يجوز أبدًا في حال من الأحوال أن يحملنا ما قد يكون في قلوب بعض الناس من الحسد على الجناية ، ولهذا جاء في الحديث : ( إذا حسدت فلا تبغ ) : يعني لا تعتدي على المحسود ، واعلم أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء .
وقد أشار الله عز وجل إلى أنه إذا وقع في قلب الإنسان مثل هذا فليسأل الله من فضله ، وليعرض عن هذا ، (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله )) : هذا هو السير الصحيح والمنهاج السليم ، أظن نقف على هذا .