فوائد حديث : ( أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم شيءٌ من الوحي غير القرآن؟ قال: " لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ... ) . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة :
منها ما امتنَّ الله به على أهل السنة مِن ظهور كذب الشيعة في دعواهم أن عند آل البيت قرآنا سوى هذا المصحف ، وذلك بسؤال أبي جحيفة رضي الله عنه .
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الإقسام بلا قسم إذا كان الأمر هامًا ، واقتضت المصلحة ذلك ، وجهه : أنَّ علياً رضي الله عنه أقسم دون أن يُستقسم .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي أن تكون صيغة القسم مناسبة للمقسم عليه ، حيث اختار علي رضي الله عنه القسم بالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ووجه المناسبة : أن في فلق الحبة وبرء النسمة حياة أو إنشاء حياة ، وفي الوحي الذي هو القرآن حياة ،/ ولهذا سماه الله تعالى روحًا ، (( وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا )) ، فذكر رضي الله عنه الإحياء الكوني لمناسبته للإحياء الشرعي ، ففي الوحي إحياء شرعي ، وفي فلق الحبة وبرء النسمة إحياء كوني ، هذا وجه المناسبة .
ومن فوائد الحديث : أن الله سبحانه وتعالى يمن على من يشاء من عباده بالفهم ، لقوله : ( إلا فهمًا يعطيه الله ) ، وهذا أمر مشاهد مجرب : أن الناس يختلفون في الفهم ، وأمثلته كثيرة ، ارجع مثلا إلى كلام المفسرين أو إلى كلام المحدثين ، تجد المفسر يأخذ من الآية الكريمة عدة فوائد لا يأخذها غيره ، وتجد بعض شراح الحديث يستنبط من الأحاديث فوائد كثيرة لا يستطيعها غيره ، كما يُذكر عن الشافعي -رحمه الله- أنه استنبط من حديث : ( يا أبا عمير ما فعل النغّير ؟ ) فوائد كثيرة منهم من قال : ألف فائدة ، ومنهم من قال : أربعمئة أو مئتين المهم أنه استنبط من ذلك فوائد كثيرة .
" وكان -رحمه الله- قد نزل ضيفًا على الإمام أحمد ، والإمام أحمد يجله ويذكره عند أهله بالخير ، فبات عندهم تلك الليلة فلما قدَّموا له العشاء أكل العشاء كله ، ولما نام لم يقم في الليل يتهجد ، ولما خرج لصلاة الصبح لم يتوضأ ، فاستغرب أهل البيت هذا العمل ، وسألوا الإمام أحمد ، وقالوا : هذا الشافعي الذي تقول فيه وتقول كيف فعل هذا ؟ فسأل الإمامُ أحمد الإمامَ الشافعي فقال : إنما أكلتُ العشاء كله لأنني لا أجد في هذا البلد أحلَّ من طعام الإمام أحمد ، فأردت أن أملأ بطني منه -ومعلوم أن ملأ البطن أحيانا لا بأس به كما فعل أبو هريرة أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم-، وأما كوني لم أتهجد فإن العلم أفضل من التهجد ، وجعلت أفكر في حديث : ( يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ ) وأستنبط منه الفوائد ، وأما كوني خرجت إلى المسجد لصلاة الفجر ولم أتوضأ ، فلأن وضوئي لم ينتقض ، لأنني لم أنم ، فأخبر الإمام أحمد أهله بذلك فزال عنهم الاستغراب " ، والشاهد أن الله سبحانه وتعالى يمن على بعض الناس بالفهم يستطيع أن يستنبط من النص فوائد كثيرة لا يصل إليها غيره .
ومن فوائد هذا الحديث : احتفاظ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالسنة وعنايته بها وكتابته لها ، لقوله : ( وما في هذه الصحيفة ) .
ومِن فوائد الحديث : الرد على مَن غمز بعض الرواة لكونه يروي من صحيفة ، كما في غمز بعضهم عمرو بن حزم الذي يروي من الصحيفة ، فإن هذا الغمز أحق بالغمز ، لأن الرواية مِن الصحيفة قد تكون أضبط وأحفظ من الرواية من الصدر ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( اكتبوا لأبي شاة ) ، حينما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يُكتب له ، وثبت أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كان يكتب ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال أبو هريرة : " لا أعلم أحدا أكثر مني حديثا إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب " ، والمسألة معروفة .
ومن فوائد هذا الحديث : حرص أبي جُحيفة على السؤال حيث قال : ( وما في هذه الصحيفة ؟ ) : فإنه رضي الله عنه خاف أن يكون في هذه الصحيفة شيء من القرآن ، فقال : ( وما فيها ؟ ) .
ومن فوائد هذا الحديث : ثبوت العَقل ، يعني : كون الدية على العاقلة ، وهذه المسألة اختلف فيها العلماء :
فمنهم من قال : إنه لا شيء على العاقلة إلا على سبيل المساعدة تبرعًا وتطوعًا لما سيأتي في الأحاديث التي ذكرها المؤلف ، ولقوله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) .
ومنهم من قال : بل تحمل العاقلة ما زاد على الثلث دون ما كان من الثلث فأقل ، ومنهم مَن قال : تحمل العاقلة عن القاتل إذا كان فقيرًا ، فيكون تحملها ليس على سبيل الأصالة ، ولكنه فرع عن تحمل مَن ؟
الطالب : القاتل .
الشيخ : القاتل ، طيب وسيأتي إن شاء الله بيان التحقيق في هذه المسألة .
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب فك الأسير المسلم ، لقوله : ( وفَكاك الأسير ) ، ولم يُذكر في الحديث طريق فكه ، فيُرجع بذلك إلى ما يحصل به الفك بأي وسيلة كانت .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يجوز أن يقتل مسلم بكافر ، وهذا هو الشاهد ، ويؤخذ من قوله : ( وألا يقتل مسلم بكافر ) .
ومن فوائد هذا الحديث : كذب الشيعة في دعواهم أن عند آل البيت مصحفًا يخالف المصحف الذي في أيدي المسلمين ، وأنه إذا كان إمام أهل البيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقسم بأنه ليس عندهم شيء فإن أي دعوى في ذلك تعتبر تكذيباً لعلي بن أبي طالب وهو إمام أهل البيت ، وطعنا فيه وهو إمام أهل البيت .
ثم قال : " وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي من وجهٍ آخر عن علي رضي الله عنه وقال فيه : ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم ) " :
( المؤمنون ) : عامة ، ( تتكافأ دماؤهم ) أي : بعضها يكافئ بعضها الآخر فيقتص من كل مؤمن بقدر كل مؤمن ، وقوله : ( ويسعى بذمتهم أدناهم ) : يسعى بذمتهم أي : بعهدهم ، أدناهم ، أي : أن الواحد منهم إذا عاهد أحدا أو أمَّنه فإن عهده نافذ على جميع المؤمنين ، يعني لو أن شخصًا من المسلمين أمَّن كافرًا حربيًا أو عاهده فإن هذه المعاهدة وهذا التأمين نافذ على جميع المسلمين .
الثالث : قال : ( وهم يدٌ على من سواهم ) هم يد أي : المؤمنون يد على من سواهم ، من سوى المؤمنين ؟ الكفار ، ومعنى يد : أي : قوة على من سواهم أو أنه يجب أن تتكافل أيديهم .
منها ما امتنَّ الله به على أهل السنة مِن ظهور كذب الشيعة في دعواهم أن عند آل البيت قرآنا سوى هذا المصحف ، وذلك بسؤال أبي جحيفة رضي الله عنه .
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الإقسام بلا قسم إذا كان الأمر هامًا ، واقتضت المصلحة ذلك ، وجهه : أنَّ علياً رضي الله عنه أقسم دون أن يُستقسم .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي أن تكون صيغة القسم مناسبة للمقسم عليه ، حيث اختار علي رضي الله عنه القسم بالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ووجه المناسبة : أن في فلق الحبة وبرء النسمة حياة أو إنشاء حياة ، وفي الوحي الذي هو القرآن حياة ،/ ولهذا سماه الله تعالى روحًا ، (( وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا )) ، فذكر رضي الله عنه الإحياء الكوني لمناسبته للإحياء الشرعي ، ففي الوحي إحياء شرعي ، وفي فلق الحبة وبرء النسمة إحياء كوني ، هذا وجه المناسبة .
ومن فوائد الحديث : أن الله سبحانه وتعالى يمن على من يشاء من عباده بالفهم ، لقوله : ( إلا فهمًا يعطيه الله ) ، وهذا أمر مشاهد مجرب : أن الناس يختلفون في الفهم ، وأمثلته كثيرة ، ارجع مثلا إلى كلام المفسرين أو إلى كلام المحدثين ، تجد المفسر يأخذ من الآية الكريمة عدة فوائد لا يأخذها غيره ، وتجد بعض شراح الحديث يستنبط من الأحاديث فوائد كثيرة لا يستطيعها غيره ، كما يُذكر عن الشافعي -رحمه الله- أنه استنبط من حديث : ( يا أبا عمير ما فعل النغّير ؟ ) فوائد كثيرة منهم من قال : ألف فائدة ، ومنهم من قال : أربعمئة أو مئتين المهم أنه استنبط من ذلك فوائد كثيرة .
" وكان -رحمه الله- قد نزل ضيفًا على الإمام أحمد ، والإمام أحمد يجله ويذكره عند أهله بالخير ، فبات عندهم تلك الليلة فلما قدَّموا له العشاء أكل العشاء كله ، ولما نام لم يقم في الليل يتهجد ، ولما خرج لصلاة الصبح لم يتوضأ ، فاستغرب أهل البيت هذا العمل ، وسألوا الإمام أحمد ، وقالوا : هذا الشافعي الذي تقول فيه وتقول كيف فعل هذا ؟ فسأل الإمامُ أحمد الإمامَ الشافعي فقال : إنما أكلتُ العشاء كله لأنني لا أجد في هذا البلد أحلَّ من طعام الإمام أحمد ، فأردت أن أملأ بطني منه -ومعلوم أن ملأ البطن أحيانا لا بأس به كما فعل أبو هريرة أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم-، وأما كوني لم أتهجد فإن العلم أفضل من التهجد ، وجعلت أفكر في حديث : ( يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ ) وأستنبط منه الفوائد ، وأما كوني خرجت إلى المسجد لصلاة الفجر ولم أتوضأ ، فلأن وضوئي لم ينتقض ، لأنني لم أنم ، فأخبر الإمام أحمد أهله بذلك فزال عنهم الاستغراب " ، والشاهد أن الله سبحانه وتعالى يمن على بعض الناس بالفهم يستطيع أن يستنبط من النص فوائد كثيرة لا يصل إليها غيره .
ومن فوائد هذا الحديث : احتفاظ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالسنة وعنايته بها وكتابته لها ، لقوله : ( وما في هذه الصحيفة ) .
ومِن فوائد الحديث : الرد على مَن غمز بعض الرواة لكونه يروي من صحيفة ، كما في غمز بعضهم عمرو بن حزم الذي يروي من الصحيفة ، فإن هذا الغمز أحق بالغمز ، لأن الرواية مِن الصحيفة قد تكون أضبط وأحفظ من الرواية من الصدر ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( اكتبوا لأبي شاة ) ، حينما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يُكتب له ، وثبت أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كان يكتب ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال أبو هريرة : " لا أعلم أحدا أكثر مني حديثا إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب " ، والمسألة معروفة .
ومن فوائد هذا الحديث : حرص أبي جُحيفة على السؤال حيث قال : ( وما في هذه الصحيفة ؟ ) : فإنه رضي الله عنه خاف أن يكون في هذه الصحيفة شيء من القرآن ، فقال : ( وما فيها ؟ ) .
ومن فوائد هذا الحديث : ثبوت العَقل ، يعني : كون الدية على العاقلة ، وهذه المسألة اختلف فيها العلماء :
فمنهم من قال : إنه لا شيء على العاقلة إلا على سبيل المساعدة تبرعًا وتطوعًا لما سيأتي في الأحاديث التي ذكرها المؤلف ، ولقوله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) .
ومنهم من قال : بل تحمل العاقلة ما زاد على الثلث دون ما كان من الثلث فأقل ، ومنهم مَن قال : تحمل العاقلة عن القاتل إذا كان فقيرًا ، فيكون تحملها ليس على سبيل الأصالة ، ولكنه فرع عن تحمل مَن ؟
الطالب : القاتل .
الشيخ : القاتل ، طيب وسيأتي إن شاء الله بيان التحقيق في هذه المسألة .
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب فك الأسير المسلم ، لقوله : ( وفَكاك الأسير ) ، ولم يُذكر في الحديث طريق فكه ، فيُرجع بذلك إلى ما يحصل به الفك بأي وسيلة كانت .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يجوز أن يقتل مسلم بكافر ، وهذا هو الشاهد ، ويؤخذ من قوله : ( وألا يقتل مسلم بكافر ) .
ومن فوائد هذا الحديث : كذب الشيعة في دعواهم أن عند آل البيت مصحفًا يخالف المصحف الذي في أيدي المسلمين ، وأنه إذا كان إمام أهل البيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقسم بأنه ليس عندهم شيء فإن أي دعوى في ذلك تعتبر تكذيباً لعلي بن أبي طالب وهو إمام أهل البيت ، وطعنا فيه وهو إمام أهل البيت .
ثم قال : " وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي من وجهٍ آخر عن علي رضي الله عنه وقال فيه : ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم ) " :
( المؤمنون ) : عامة ، ( تتكافأ دماؤهم ) أي : بعضها يكافئ بعضها الآخر فيقتص من كل مؤمن بقدر كل مؤمن ، وقوله : ( ويسعى بذمتهم أدناهم ) : يسعى بذمتهم أي : بعهدهم ، أدناهم ، أي : أن الواحد منهم إذا عاهد أحدا أو أمَّنه فإن عهده نافذ على جميع المؤمنين ، يعني لو أن شخصًا من المسلمين أمَّن كافرًا حربيًا أو عاهده فإن هذه المعاهدة وهذا التأمين نافذ على جميع المسلمين .
الثالث : قال : ( وهم يدٌ على من سواهم ) هم يد أي : المؤمنون يد على من سواهم ، من سوى المؤمنين ؟ الكفار ، ومعنى يد : أي : قوة على من سواهم أو أنه يجب أن تتكافل أيديهم .