تتمة فوائد حديث : ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) . حفظ
الشيخ : من فوائد الحديث :
أن من أقسم على الله لأبره مذكورة هذه ؟ أن من الناس من لو أقسم على الله لأبره .
من فوائد الحديث : ( أن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) ، وهذا محمول على ما إذا كان الحامل له على القسم حسن الظن بالله عز وجل والتفاؤل .
ومن فوائد الحديث : أن من عباد الله من يقسم على الله ولا يبره ، ولذلك أنه قال : ( من عباد الله ) ومن للتبعيض .
ومن فوائد الحديث : إثبات سمع الله عز وجل ، لأنه لم يبره إلا إذا سمع قسمه .
ومن فوائد الحديث : أن الله سبحانه وتعالى عند حسن ظن عبده به ، فإذا أقسم الإنسان على ربه محسنًا الظن به ، فإن الله سبحانه وتعالى قد يعطيه ما ظنه به .
وهل يؤخذ من الحديث الحث على الإقسام على الله ؟ لا ، لا يؤخذ ، لأن قوله : ( إن من عباد الله ) : تدل على التبعيض ، فلا يُعلم هل هذا الذي أقسم على الله من هؤلاء الذين أراد الله أن يبر قسمهم أو لا ، وعلى هذا فلا ينبغي للإنسان أن يقسم على الله إلا إذا قرنه بإيش ؟ بالمشيئة .
طيب ويؤخذ من الحديث أيضًا : أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله ، يعني أن القلوب بيد الله ، وجه ذلك : أن أهل الجارية كانوا مصممين على القصاص ، فلما أقسم هذا الرجل الصالح أبره الله عز وجل فصرف قلوبهم ، فرضي القوم وعفوا ، ففيه دليل على أن القلوب بيد الله عز وجل ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أن كل قلب من قلوب بني آدم فهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ) .
ومن فوائد هذا الحديث أيضا : إثبات القدرة لله عز وجل لقوله : ( لأبره ) ، طيب غير الله عز وجل إذا أقسم عليه الإنسان هل من حقه أن يبره ؟
نعم ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ذكر أن من حق المسلم على أخيه أن يبر قسمه ) : إلا كان في ذلك ضرر على المقسِم أو المقسَم عليه فإنه لا يلزم ، بل إذا كان فيه ضرر على المقسِم فإنه يمتنع أو يحرم عليه أن يجيبه ، فلو قال شارب الدخان لشخص : أُقسم بالله عليك أن تعطيني عشرة دراهم أشتري بها علبة دخان ، هل من حقه أن يبر قسمه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، طيب هل له أن يبر قسمه ؟ لا ، لأنه يعينه على الإثم والعدوان ، كذلك لو أقسم على شخص في شيء يضره الإخبار عنه ، مثل أن يقول له : والله لتخبرني ماذا تفعل في بيتك مما يكون بينك وبين أهلك مثلاً ؟ أو والله لتخبرني ما مدى صلتك بأبيك ، أو ما مدى محبة أبيك لك ، أو ما أشبه هذا فإنه لا يلزمه أن يبر بقسمه ، بل في مثل هذه الحال يبنغي أن ينصح المقسم ويقول : إن هذا يدل على عدم حسن إسلامك ، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) .