سؤال عن كون طلب العلم مثل الجهاد أو أفضل منه ؟ حفظ
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك، قلنا: إنّ طالب العلم والمجاهد في سبيل الله الاثنين في أجر ، بل قد يفوق طالب العلم في الأجر، لكن لو قتل المجاهد هل يكون أجره أكثر أو؟
الشيخ : إذا قتل شهيدًا في سبيل الله فهو من الشّهداء، وطالب العلم يعني قد يدخل في الشّهداء لأنّ بعض العلماء يقول إنّ قوله تعالى: (( الشّهداء )) يشمل العلماء، لأنّهم شهداء على الأمّة، الآن مَن يشهد أنّ الرّسول بلّغ بأنّ الأمّة بُلّغوا؟
الطالب : العلماء
الشيخ : هاه؟ أهل العلم، ثمّ لا يلزم أن كون الشّهيد يكون أفضل من طالب العلم في نيل الشّهادة إذا قتل في سبيل الله لا يلزم منه الفضل المطلق، وهذه مسألة أشار إليها ابن القيم في النّونيّة وهي: مسألة أنّ الإنسان إذا تميّز بخصيصة لا يلزم أن يكون أفضل على الإطلاق، أرأيت قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في خيبر: ( لأعطينّ الرّاية غدًا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ) من أعطاها؟
الطالب : علي.
الشيخ : عليّ بن أبي طالب، لكن هل يلزم أن يكون أفضل من أبي بكر وعمر؟
لا يلزم، فالفضل منه مطلق ومنه مقيّد، الذين يأتون في آخر الزّمان عند فساد الزّمان للواحد منهم أجر خمسين من الصّحابة، وهل يلزم من هذا أن يكون أفضل من الصّحابة؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، فيجب أن نعرف الفرق بين الفضل المطلق والفضل المقيّد، الشّهيد وإن تميّز بالشّهادة، لكن يكون على يد طالب العلم والعالم من مصلحة الأمّة ونشر الدّعوة ما لا يكون في ديوان الشّهيد، أرأيت ابن تيمية رحمه الله ماذا نفع الأمّة؟
آلاف الشّهداء ما حصل للأمّة نفع في الدين كما انتفعنا في هذا .