فوائد حديث : ( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه به مات على شعبة من نفاق ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث أنّه يجب على الإنسان أن يغزو، فإن لم يفعل فيلحدّث نفسه بالغزو إذا قام ساق الجهاد.
وفيه أيضًا التّحذير مِن النّفاق، ولَعمرُ الله إنّه لعمل سيّء يجب الحذر منه، لأنّ المنافق يرائي النّاس بأعماله، يظهر للناس أنّه مستقيم وأنّه على الهدى وهو بالعكس، وقد قال الله تعالى: (( إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى يراؤون النّاس ولا يذكرون الله إلاّ قليلا )).
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ النّفاق يتشعّب يكون أكبر وأصغر لقوله: ( على شعبة من النفاق ) وهل الإيمان يتبعّض؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، ( الإيمان بضع وسبعون شعبة -أو- بضع وستّون شعبة ).
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه يمكن أن يجتمع في الإنسان خصال إيمان وخصال كفر، فالنّفاق من خصال الكفر أو الإيمان؟
الطالب : الكفر.
الشيخ : من خصال الكفر، وهذا الذي قرّرناه هو مذهب السّلف وأئمّة الخلف، وعليه درج أهل السّنّة والجماعة: أنّ الإنسان يكون فيه خصلة إيمان وخصلة كفر.
وقال بعض أهل البدع: لا يمكن أن يجتمع إيمان وكفر فإمّا كفر خالص أو إيمان خالص، وهؤلاء هم الخوارج والمعتزلة وكذلك المرجئة.
الخوارج يقولون: ما يمكن أن يكون في الإنسان خصال إيمان وكفر، إمّا كفر وإمّا إيمان، ولهذا لا يزيد الإيمان عندهم ولا ينقص، ففاعل الكبيرة كالزّاني مثلا عند الخوارج؟
الطالب : كافر.
الشيخ : كافر، خارج مِن الإيمان، هو ومن يسجد للصّنم سواء، وعند المرجئة؟
مؤمن كامل الإيمان لم ينقص إيمانه، لأنّ الإيمان عندهم هو المعرفة والإقرار سواء استلزم القبول والإذعان أم لا.
هناك طائفة تمحّلت وتمعرفت وتمعقلت وهم المعتزلة قالوا: لا نقول مؤمن ولا كافر، نقول: في منزلة بين المنزلتين، لا نسمّيه مؤمنًا ولا نسمّيه كافرًا، طيب وش نسمّيه؟
قالوا في منزلة بين المنزلتين، لو أنّ أحدًا سافر من المدينة إلى مكّة وفي أثناء الطريق وقف هل نقول إنّه من أهل المدينة؟
الطالب : لا.
الشيخ : لأنّه سافر عنها، ولا من أهل مكّة لأنّه لم يستوطنها بعد، خرج من المدينة وتركها، ترك الإستيطان فيها متّجّها إلى مكّة لكن لم يصلها، فنزل في أثناء الطّريق يقول: هذا في منزلة بين منزلتين، هذا فاعل الكبيرة لا يكون مؤمنا لأنّه خارج من الإيمان، ولا يكون كافرًا لأنّه لم يصل إلى الكفر، فيكون في منزلة بين منزلتين، طيّب وفي الآخرة؟
مخلّد في النّار كما يقول الخوارج تمامًا.
لكنّ أهل السّنّة والحمد لله هداهم الله تعالى الصراط المستقيم وقالوا : يجب أن نقول بالعدل، وأن نقول : هذا مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، أو مؤمن ناقص الإيمان، وليس كامل الإيمان وهذا هو الحقّ.