وعن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) . رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم . حفظ
الشيخ : ثمّ قال: " وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم " :
( جاهدوا ) : فعل أمر، ومعناه ابذلوا الجهد يعني الطاقة في معاملة المشركين لأجل إعلاء كلمة الله.
( بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) : أما الأموال أن يدفع الإنسان شيئا من ماله للمجاهدين في سبيل الله، أو لشراء السّلاح ليجاهد به في سبيل الله، ( ومن جهّز غازياً فقد غزا ).
( أنفسكم ) : أن يباشر الإنسان نفسُه الجهاد في سبيل الله، يخرج بنفسه.
الثالث: ( ألسنتكم ) : وذلك بالخطب والأشعار وما أشبه ذلك كهجاء المشركين وتشجيع المسلمين المجاهدين وما أشبهها، ويحتمل أن يكون المراد بقوله: ( وألسنتكم ) : بيان الحقّ ، فيكون منفصلا عمّا قبله ، ويكون المراد بالجهاد باللّسان هو جهاد أهل العلم ، يجاهدون بألسنتهم فيبيّنون للناس شريعة الله ويدعونهم إليها ، وأيّهما أولى؟
أن نقول: المراد بالجهاد باللّسان الخطب التي تحثّ على الجهاد والتي توجب وهن أعدائنا وكذلك القصائد، وكم كلمة صارت أشدّ من السّيوف، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحثّ حسّاناً على هجاء المشركين ويقول: ( اللهمّ أيّده بروح القدس )، أو أن نقول: إنّ المراد بالألسن بيان الحقّ، ويكون المراد بالجهاد هنا جهاد العلم، الجهاد بالعلم فيبيّن للناس ما نزّل إليهم، أو الأمرين؟
الطالب : الأمرين.
الشيخ : أو الأمرين، طيب، أو الأمرين، جرياً على القاعدة التي تقول: " إذا أمكن حمل اللّفظ على المعنيين بدون تناقض فهو أولى من الإقتصار على أحدهما " ، وعلى هذا فيكون هذا أعمّ.
قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( جاهدوا المشركين ) : هل هو خاصّ بالمشركين أو حتى الكفّار والمنافقين وغيرهم؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، ويكون ذكر المشركين على سبيل التّمثيل، ويدلّ لهذا قوله تعالى: (( يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم )) وهذا عامّ الكفّار.