وعن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله على النساء جهاد ؟ قال : ( نعم جهاد لا قتال فيه ، هو : الحج والعمرة ) . رواه ابن ماجه وأصله في البخاري . حفظ
الشيخ : " وعن عائشة قالت: ( قلت: يا رسول الله على النساء جهاد ؟ قال: نعم جهاد لا قتال فيه، هو الحج والعمرة ) رواه ابن ماجه وأصله في البخاري. وهو في لفظ البخاري: ( قالت: استأذنت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد، فقال: جهادكنّ الحجّ ) " :
في هذا الحديث تقول : ( هل على النّساء جهاد؟ قال: نعم جهاد لا قتال فيه ) ، وفسّره بأنّه الحجّ، فالحجّ نوع من الجهاد ، لأنّه يبذل فيه المال والنّفس ويلحق فيه مِن المشقّة ولا سيما في أيّام الشّتاء أو أيّام الصّيف الحارّ ما يلحق من المشقّة والأذى ، فهو في الحقيقة جهاد ، ولهذا قال الله عزّ وجلّ: (( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة وأحسنوا إنّ الله يحبّ المحسنين * وأتمّوا الحجّ والعمرة لله )) ، فذكر إتمام الحجّ بعد ذكر الإنفاق في سبيل الله ، فدلّ هذا على أنّ الحجّ نوع من الجهاد في سبيل الله.
وقوله: ( هو الحجّ والعمرة ) الحجّ هو: التّعبّد لله تعالى بقصد مكّة والمشاعر لإقامة المناسك المعلومة، انتبهوا هو التّعبّد لله بإيش؟
الطالب : بقصد مكة.
الشيخ : بقصد مكّة والمشاعر لإقامة؟
الطالب : مناسك الحج.
الشيخ : أعمال معلومة، وهذا أحسن من تعريف من عرّفه بقوله: " قصد مكّة لعمل مخصوص " ، لأنّ هذا التّعريف: " قصد مكّة لعمل مخصوص " يشمل ما لو ذهب رجل إلى مكّة ليتّجر، فقد ذهب إلى مكّة لإيش؟
الطالب : لعمل مخصوص.
الشيخ : لعمل مخصوص، فالتّعريف هنا غير مانع، والصّواب أن يقال: " هو التّعبّد لله "، التّعبّد لله لا بد من هذا، طيب الحجّ إذن : " هو التّعبد لله بقصد مكّة والمشاعر لعمل مخصوص " .
طيب العمرة: " التعبّد لله بقصد البيت لعمل مخصوص " ، لأنّ عمل المعتمر لا يشمل كلّ مكّة فهو لا يخرج إلى مزدلفة ولا إلى منى ولا إلى عرفة.