وعن جرير البجلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين ) . رواه الثلاثة وإسناده صحيح ورجح البخاري إرساله . حفظ
الشيخ : " وعن جرير بن عبد الله -يعني- البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين ) رواه الثلاثة، وإسناده صحيح، ورجح البخاري إرساله " :
يعني أنّه منقطع عند البخاري.
الحديث يقول: ( أنا بريء ) والبراءة معناها التّخلّي، ومنها إبراء المدين من دينه أي: إسقاطه عنه، فالبراءة معناها: التّخلّي من كلّ مسلم يقيم بين المشركين، سواء أقام في بيت واحد مع المشركين أو أقام في بلد واحد مع المشركين، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منه بريء.
وهذا الحديث يدلّ على تحريم إقامة المسلم في بلاد المشركين وأنّ ذلك من كبائر الذّنوب لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تبرّأ منه، وبراءة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مِن الفاعل تدلّ على أنّ فعله كبيرة من الكبائر، ولكنّ قوله: ( يقيم ) هل المراد الإقامة المطلقة أو مطلق الإقامة؟
الأوّل، أمّا من ذهب وأقام بين المشركين لحاجة شراء بضاعة أو ما أشبه ذلك فإنّ هذا لا بأس به، لأنّ هذه لا تعدّ إقامة مطلقة وإنّما هي مثل الزّيارة والعيادة وما أشبهها، ولكن هذا الحديث يقول: إنّ البخاري رجّح إرساله ففيه هذه العلّة وهو أنّ إمام المحدّثين أو من كان من أئمّة المحدّثين أعلّه بهذه العلّة، والإرسال يوجب القدح في الحديث ما لم تتلقّه الأمّة بالقبول، إن تلقّته بالقبول صار مقبولًا من حيث أنّ الأمّة تلقّته بالقبول، وهذا شأن كلّ مرسل، فإن قال قائل: إنّ هذا الحديث يُشكل في الوقت الحاضر، لأنّه لا بدّ من إقامة المسلم بدار المشركين في موضوع السّفارة، فإنّ السّفراء الآن، سفراء المسلمين مقيمون بين المشركين ولا شكّ.
فالجواب عن هذا أن يقال: إذا كان السّفير سفير خير يبيّن الحقّ ويدعو للإسلام ويدافع عن دولته ما يُلصق بها من التّهم والكذب والإفتراء، إذا كانت على ما وصف هنا، فإنّ هذا لا بأس به لما في ذلك من المصالح الكبيرة، لأنّ الآن السّفارات ليس مجرّد أنّ السّفير يتكلّم بلسان الحكومة في أمور سياسيّة بل فيها اقتصاديات وعسكريات وغيرها، فالنّاس لا بدّ لهم من هذا، لا بدّ لهم من ذلك فهو ضرورة.
أمّا إذا كان السّفير على اسمه، والسّفير نحن نعلم في اللّغة العاميّة ما هو؟
قشور الحبّ -حبّ البرّ- القشور ما فيها خير، نعم، إذا كان السّفير على اسمه بهذا المعنى فلا خير فيه، لأنّه يوجد من السّفراء من يشوّه سمعة دولته بل من يشوّه سمعة الإسلام ويكون وجوده في السّفارات ضررا عظيماً ليس على دولته فحسب بل على دولته وعلى المسلمين عموما، تجده والعياذ بالله لا يقوم بواجبه، لا يحضر إلاّ يوما بعد يوم، وإذا حضر لا يحضر إلاّ في بعض الدّوام، ثمّ إنّنا نسمع أنّ بعض السّفراء أنّهم يعربدون ويشربون الخمر وشيء يوحش، هؤلاء إقامتهم هناك حرام، لأنّ إقامتهم لا تزيدهم إلاّ شرّا ومعصية، فرجوعهم إلى بلاد الإسلام المحافظة واجب، لكنّ من السّفراء من يكونون سفراء خير، في الدّعوة إلى الله، في الدّفاع عن الإسلام، في الدّفاع عن دولتهم بما هي متّصفة به إلى غير ذلك من الأشياء التي يحمد عليها السّفير.
يعني أنّه منقطع عند البخاري.
الحديث يقول: ( أنا بريء ) والبراءة معناها التّخلّي، ومنها إبراء المدين من دينه أي: إسقاطه عنه، فالبراءة معناها: التّخلّي من كلّ مسلم يقيم بين المشركين، سواء أقام في بيت واحد مع المشركين أو أقام في بلد واحد مع المشركين، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منه بريء.
وهذا الحديث يدلّ على تحريم إقامة المسلم في بلاد المشركين وأنّ ذلك من كبائر الذّنوب لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تبرّأ منه، وبراءة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مِن الفاعل تدلّ على أنّ فعله كبيرة من الكبائر، ولكنّ قوله: ( يقيم ) هل المراد الإقامة المطلقة أو مطلق الإقامة؟
الأوّل، أمّا من ذهب وأقام بين المشركين لحاجة شراء بضاعة أو ما أشبه ذلك فإنّ هذا لا بأس به، لأنّ هذه لا تعدّ إقامة مطلقة وإنّما هي مثل الزّيارة والعيادة وما أشبهها، ولكن هذا الحديث يقول: إنّ البخاري رجّح إرساله ففيه هذه العلّة وهو أنّ إمام المحدّثين أو من كان من أئمّة المحدّثين أعلّه بهذه العلّة، والإرسال يوجب القدح في الحديث ما لم تتلقّه الأمّة بالقبول، إن تلقّته بالقبول صار مقبولًا من حيث أنّ الأمّة تلقّته بالقبول، وهذا شأن كلّ مرسل، فإن قال قائل: إنّ هذا الحديث يُشكل في الوقت الحاضر، لأنّه لا بدّ من إقامة المسلم بدار المشركين في موضوع السّفارة، فإنّ السّفراء الآن، سفراء المسلمين مقيمون بين المشركين ولا شكّ.
فالجواب عن هذا أن يقال: إذا كان السّفير سفير خير يبيّن الحقّ ويدعو للإسلام ويدافع عن دولته ما يُلصق بها من التّهم والكذب والإفتراء، إذا كانت على ما وصف هنا، فإنّ هذا لا بأس به لما في ذلك من المصالح الكبيرة، لأنّ الآن السّفارات ليس مجرّد أنّ السّفير يتكلّم بلسان الحكومة في أمور سياسيّة بل فيها اقتصاديات وعسكريات وغيرها، فالنّاس لا بدّ لهم من هذا، لا بدّ لهم من ذلك فهو ضرورة.
أمّا إذا كان السّفير على اسمه، والسّفير نحن نعلم في اللّغة العاميّة ما هو؟
قشور الحبّ -حبّ البرّ- القشور ما فيها خير، نعم، إذا كان السّفير على اسمه بهذا المعنى فلا خير فيه، لأنّه يوجد من السّفراء من يشوّه سمعة دولته بل من يشوّه سمعة الإسلام ويكون وجوده في السّفارات ضررا عظيماً ليس على دولته فحسب بل على دولته وعلى المسلمين عموما، تجده والعياذ بالله لا يقوم بواجبه، لا يحضر إلاّ يوما بعد يوم، وإذا حضر لا يحضر إلاّ في بعض الدّوام، ثمّ إنّنا نسمع أنّ بعض السّفراء أنّهم يعربدون ويشربون الخمر وشيء يوحش، هؤلاء إقامتهم هناك حرام، لأنّ إقامتهم لا تزيدهم إلاّ شرّا ومعصية، فرجوعهم إلى بلاد الإسلام المحافظة واجب، لكنّ من السّفراء من يكونون سفراء خير، في الدّعوة إلى الله، في الدّفاع عن الإسلام، في الدّفاع عن دولتهم بما هي متّصفة به إلى غير ذلك من الأشياء التي يحمد عليها السّفير.