وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ) . متفق عليه . حفظ
الشيخ : درسنا الجديد يقول: " وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ) " :
سبب هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم سُئل عن الرّجل يقاتل حميّة: يعني حميّة لقومه ودفاعا عن قومه.
ويقاتل شجاعة: يعني يقاتل لأنّه شجاع والشّجاع يحبّ أن يقاتل، لأنّ الشّجاعة خلقه، فيحبّ أن يعمل بهذا الخلق كما يحبّ صاحب الصّيد أن يخرج إلى البرّ في الشّتاء والصيف لأجل أن يصطاد وإن لم يكن محتاجًا للصّيد بل ربّما يصطاد الصّيد ثمّ يهبه لأحد من النّاس، فالإنسان الشّجاع يحبّ أن يقاتل، لأنّه إيش؟
لأنّه شجاع يريد أن ينفّذ هذا الخلق الذي أعطاه الله إيّاه.
ويقاتل ليُرى مكانه، وفي رواية: ويقاتل رياء: يعني يرائي النّاس بأنّه شجاع وأنّه يقاتل في سبيل الله فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كلمة جامعة مانعة قال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ) :
فمن قاتل: هذه شرطيّة، ولتكون "اللام" : للتعليل، وكلمة الله هي: دينه، والعليا: يعني فوق كلّ الأديان، فهو في سبيل الله: هذا جواب الشّرط.
هذه الكلمة جامعة مانعة، لها منطوق ولها مفهوم :
منطوقها : أنّ من قاتل بهذه النّيّة الطّيّبة فهو في سبيل الله.
مفهومها : من قاتل على خلاف ذلك فليس في سبيل الله.