وعن معقل أن النعمان بن مقرن قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس ، وتهب الرياح ، وينزل النصر . رواه أحمد والثلاثة وصححه الحاكم ، وأصله في البخاري . حفظ
الشيخ : " وعن معقل بن النعمان بن مقرِّن قال: ( شهدت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر ) رواه أحمد والثلاثة وصحّحه الحاكم، وأصله في البخاري " :
هذا أيضًا من الحكمة في تدبير الجهاد، أن يتحرّى الأوقات التي تكون أقرب إلى النّصر، فمثلا: أوّل النّهار لا شكّ أنّه بعد برودة اللّيل ونشاط الجسم بعد النّوم فهو وقت مناسب للقتال، فإذا لم يحصل ذلك فلا ينبغي أن يَستقبل الإنسان القائلة، يعني شدّة الحرّ، لأنّ ذلك ضرر، بل يؤخّر إلى أن تزول الشّمس، ولا بدّ أيضًا أن نُلاحظ أنّه يؤخّر إلى أن تزول الشّمس ويحصل البرودة ، لأنّه عند زوال الشّمس المباشر لا يحصل بذلك برودة، بل إنّهم يقولون: أشدّ ما يكون من الحرارة بعد زوال الشّمس بنحو ساعة.
وقوله: ( حتى تزول الشّمس ) أي: تميل إلى جهة المغرب وذلك لأنّ الشّمس أوّل ما تطلع تكون في ناحية المشرق فإذا توسّطت السّماء زالت، أي مالت جهة المغرب، ثمّ أخذت بالبرودة بعد أن كانت في الحرارة.
وقوله: ( تهب الرّياح ): هذا شيء معتاد أنّه في آخر في النّهار تهبّ الرّياح، إمّا عواصف شديدة أو دون ذلك، لكن تتحرّك الرّياح بإذن الله في آخر النّهار، وهذه الرّياح التي تتحرّك في آخر النّهار تكون باردة لأنّ الجوّ قد برد.
وقوله: ( وينزل النّصر ) : هل إنّ هذا النّصر الذي ينزل أمر لا نعلم سببه، أو أنّ المراد ينزل النّصر لأنّ الناس قاتلوا في زمن يكون فيه النّشاط والقوّة والشّجاعة وهذا أقرب إلى النّصر؟
فيه احتمالان، فإن كان الله تعالى ينزل النّصر في آخر النّهار حُمل على ذلك، وإن كان المعنى أنّ القتال في آخر النّهار سبب للنّصر فهذا سبب حسيّ معلوم.
مُعدّات القتال اختلفت قد لا يتناسب مع هذا الوقت، قد يكون في اللّيل أحسن يعني .
الطالب : اجتهاديّة.
الشيخ : اجتهاديّة، إلاّ إذا ثبت أنّ نزول النّصر في آخر النّهار حكمًا كونيًّا لا يعلم سببه وهذا يحتاج إلى دليل، نعم؟
السائل : شيخ التورية ليست ابتداءًا .
الشيخ : إيش؟
السائل : ليست ابتداءًا؟
الشيخ : لا، لا بأس بها لكن لحاجة.
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : ...
الشيخ : لا لا، الحرب خُدعة، من يسأل؟ نعم يا أخي؟