وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل تبعه في يوم بدر : ( ارجع فلن أستعين بمشرك ) . رواه مسلم . حفظ
الشيخ : " وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل تبعه في يوم بدر: ( ارجع فلن أستعين بمشرك ) رواه مسلم " :
قولها: " قال لرجل تبعه في يوم بدر " : يوم بدر أوّلاً نسأل ما هو بدر؟
فيقال: هو مكان بين مكّة والمدينة، وهو معروف على الطّريق الأوّل لسالك طريق السّيّارات، ولا يزال موجودًا الآن قرية ومعروفة، وبوم بدر كان في سبعة عشر من رمضان في السّنة الثانية من الهجرة.
وسبب هذه الغزوة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بلغه أنّ أبا سفيان قد أقبل إلى مكّة ومعه عير لقريش محمّلة مِن الشّام، فخرج صلّى الله عليه وسلّم إلى هذه العير ليأخذها لأنّ قريشًا حربيّون، والحربيّ يجوز أخذ ماله، لأنّه حربي كما يجوز قتله، فَعَلم بذلك أبو سفيان، فعدل عن الطّريق الأصليّ وسار من عند سيف البحر، وأرسل إلى قريش يستنجدهم، فخرجت قريش بكبرائها وزعمائها وحدّها وحديدها خرجوا كما وصفهم الله بقوله: (( بطرًا ورِئاءَ النّاس ويصدّون عن سبيل الله )) ، وجمع الله بينهم وبين النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على غير ميعاد وكانوا نحو تسعمائة رجل، والنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ومن معه كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، وليس معهم إلاّ سبعون بعيرًا وفرسان فقط يتعاقبون عليهم، جمع الله بينهم وهم كما وصفهم الله أذلّة ليس معهم سلاح ولا استعداد، ولكنّ الله سبحانه وتعالى نصرهم.
في هذا اليوم تبعه رجل من المشركين فقال له: ( ارجع فلن أستعين بمشرك )، خوفا منه، أمره بالرّجوع وقال: ( لا أستعين بمشرك ) ، لأنّ المشرك لا يؤتمن، وكذلك غير المشركين كاليهود والنّصارى فإنّهم لا يؤتمنون.
ولهذا كتب أحد عمّال الأمصار إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه حين بلغ عمر أنّه قد اتّخذ -أي: هذا الأمير- قد اتخذ كاتبا نصرانيّا فكتب إليه أي عمر إلى هذا الأمير : " أن اعزله وقال: وكيف نأمنهم وقد خوّنهم الله ، فأرسل إليه يقول: هذا الرّجل عنده علم وحاسب وجيّد ومتابع، كأنّه يريد أن يبقيه، فكتب إليه: من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلان إنّ النّصرانيّ قد مات " ، بس والسّلام، معنى هذا الكلام :
إذا مات فماذا تفعل؟
وكأنّه يوبّخه على محاولة إبقاء النّصراني كاتبًا في شأن من شؤون المسلمين، ولهذا يعتبر من الغباوة أن يؤتمن النّصارى واليهود وغيرهم من الكفّار على أمور المسلمين، سواء كان في السّلاح أو غير ذلك، لأنّهم أعداء بنصّ القرآن، واليهود والنّصارى بعضهم أولياء بعض بنصّ القرآن، وإذا كان عدوّا لك كيف تأتمنه فلا يؤمنون، وما ضرّ الأمّة الإسلاميّة إلاّ ائتمان غير المسلمين، ولشيخ الإسلام رحمه الله كلام في: *الفتاوي كلام جيّد جدّا حول هذا الموضوع وهو ائتمان اليهود أو النّصارى أو غيرهم من الكفّار على أحوال المسلمين، بكتابة أو غيرها، ففي المسلمين من هو خير من هؤلاء، كما قال تعالى: (( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم )).
قولها: " قال لرجل تبعه في يوم بدر " : يوم بدر أوّلاً نسأل ما هو بدر؟
فيقال: هو مكان بين مكّة والمدينة، وهو معروف على الطّريق الأوّل لسالك طريق السّيّارات، ولا يزال موجودًا الآن قرية ومعروفة، وبوم بدر كان في سبعة عشر من رمضان في السّنة الثانية من الهجرة.
وسبب هذه الغزوة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بلغه أنّ أبا سفيان قد أقبل إلى مكّة ومعه عير لقريش محمّلة مِن الشّام، فخرج صلّى الله عليه وسلّم إلى هذه العير ليأخذها لأنّ قريشًا حربيّون، والحربيّ يجوز أخذ ماله، لأنّه حربي كما يجوز قتله، فَعَلم بذلك أبو سفيان، فعدل عن الطّريق الأصليّ وسار من عند سيف البحر، وأرسل إلى قريش يستنجدهم، فخرجت قريش بكبرائها وزعمائها وحدّها وحديدها خرجوا كما وصفهم الله بقوله: (( بطرًا ورِئاءَ النّاس ويصدّون عن سبيل الله )) ، وجمع الله بينهم وبين النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على غير ميعاد وكانوا نحو تسعمائة رجل، والنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ومن معه كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، وليس معهم إلاّ سبعون بعيرًا وفرسان فقط يتعاقبون عليهم، جمع الله بينهم وهم كما وصفهم الله أذلّة ليس معهم سلاح ولا استعداد، ولكنّ الله سبحانه وتعالى نصرهم.
في هذا اليوم تبعه رجل من المشركين فقال له: ( ارجع فلن أستعين بمشرك )، خوفا منه، أمره بالرّجوع وقال: ( لا أستعين بمشرك ) ، لأنّ المشرك لا يؤتمن، وكذلك غير المشركين كاليهود والنّصارى فإنّهم لا يؤتمنون.
ولهذا كتب أحد عمّال الأمصار إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه حين بلغ عمر أنّه قد اتّخذ -أي: هذا الأمير- قد اتخذ كاتبا نصرانيّا فكتب إليه أي عمر إلى هذا الأمير : " أن اعزله وقال: وكيف نأمنهم وقد خوّنهم الله ، فأرسل إليه يقول: هذا الرّجل عنده علم وحاسب وجيّد ومتابع، كأنّه يريد أن يبقيه، فكتب إليه: من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلان إنّ النّصرانيّ قد مات " ، بس والسّلام، معنى هذا الكلام :
إذا مات فماذا تفعل؟
وكأنّه يوبّخه على محاولة إبقاء النّصراني كاتبًا في شأن من شؤون المسلمين، ولهذا يعتبر من الغباوة أن يؤتمن النّصارى واليهود وغيرهم من الكفّار على أمور المسلمين، سواء كان في السّلاح أو غير ذلك، لأنّهم أعداء بنصّ القرآن، واليهود والنّصارى بعضهم أولياء بعض بنصّ القرآن، وإذا كان عدوّا لك كيف تأتمنه فلا يؤمنون، وما ضرّ الأمّة الإسلاميّة إلاّ ائتمان غير المسلمين، ولشيخ الإسلام رحمه الله كلام في: *الفتاوي كلام جيّد جدّا حول هذا الموضوع وهو ائتمان اليهود أو النّصارى أو غيرهم من الكفّار على أحوال المسلمين، بكتابة أو غيرها، ففي المسلمين من هو خير من هؤلاء، كما قال تعالى: (( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم )).