فوائد حديث : ( حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل بني النضير وقطع ). حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث: جواز قطع نخيل العدوّ، وجوز إحراقها، فإن قيل: إنّ هذا إفساد مال.
قلنا: نعم هذا إفساد مال لكن لمصلحة أهمّ وهي: إذلال الكفّار ونصر المؤمنين.
ومن فوائد هذا الحديث: الإشارة إلى قاعدة عظيمة عند العلماء وهو: " أنّه إذا وجد مفسدة ومصلحة يغلّب أقواهما، فإن تساويا غلّب دفع المفسدة " ، ولهذا نقول العبارة المشهورة: " درء المفاسد أولى من جلب المصالح " ، ليس على إطلاقها إنّما هذا مع تساوي الأمرين، وأمّا مع ترجّح المصلحة فإنّ المفسدة تنغمر فيها.
فهنا لا شكّ أنّ قطع النّخيل وإحراقها مفسدة، لكن يتحقّق به مصلحة أعظم، فإذا وجد في فعل من الأفعال مصلحة ومفسدة وكانت المصلحة أرجح أخذنا بماذا؟
الطالب : بالمصلحة.
الشيخ : بالمصلحة، أمّا مع التّساوي : " فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح " ، لأنّه لو لم يكن فيه إلاّ السّلامة لكان ذلك مرجّحا.
طيب فإن قال قائل وهل يلحق بذلك هدم القصور والبيوت؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم يُلحق بهذا، قال الله تعالى: (( يخربون بيوتهم )) وفي قراءة : (( يخرّبون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين )) : فدلّ ذلك على جواز هدم بيوت الكفّار.
فإن قيل: ألا يمكن أن يهرب هؤلاء عن ديارهم وعن حيطانهم وتبقى مصلحتها للمسلمين؟
قلنا بلى يمكن هذا، لكن إذلال هؤلاء الكفّار أهمّ، أهمّ من ذلك، والمسلمون إذا غنموا الأرض أمكنهم أن يعيدوا ما كان فيها من بناء وما كان فيها من غراس.
" وعن عبادة بن الصّامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تغلُّوا ، فإن الغُلول نارٌ وعارٌ على أصحابه في الدنيا والآخرة ) رواه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان " ، انتهى الوقت؟
الطالب : نعم يا شيخ.