فوائد حديث : ( لا تغلوا ، فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة ) حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث تحريم الغلول.
وفيه أيضًا أنّه من كبائر الذّنوب، ووجه كونه من كبائر الذّنوب الوعيد عليه، لأنّ كلّ ذنب توعّد عليه بوعيد خاصّ فإنّه يكون من كبائر الذّنوب، لأنّ المحرّمات نوعان:
منهيّات لم تذكر لها عقوبة. ومنهيّات ذكر لها عقوبة.
فالأوّل صغائر، والثاني كبائر، هذه القاعدة عند شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : " أنّ الكبيرة ما رتّب عليه وعيد خاصّ دون الوعيد العامّ على كلّ شيء ".
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ الغُلول نار على صاحبه يوم القيامة، فإنّ ما غلّه يوقد عليه ناراً كما أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في صاحب الشّملة الذي غلّها أنّها نار عليه.
ومن فوائد هذا الحديث: حسن تعليم الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، حيث ربط الحكم بإيش؟
الطالب : بالعلة.
الشيخ : بالعلة، لما نهى عنه بيّن ما يترتّب عليه.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه يجوز التّرهيب عن العمل المحرّم بما يذكر من عقوبة الدّنيا والآخرة، ولا يقال: إنّ تارك المحرّم خوفاً من عقوبة الدّنيا لا يكون له أجر بل يكون له أجر حتى وإن تركه خوفاً من عقوبة الدّنيا، ولكنّ أجره ناقص عمّن تركه خوفاً من عقوبة الآخرة.
فإن قال قائل: فإذا غلّ الإنسان فماذا يكون الحكم؟
يقال: إنّ الحكم أن يحرّق رحله كلّه إلاّ السّلاح والمصحف والحيوان، أمّا السّلاح فلأنّه ينتفع به في القتال، وأمّا المصحف فاحتراما له، وأمّا الحيوان فلئلاّ يعذّب بالنّار مع أنّه لم يحصل منه شيء.