وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه في قصة قتل أبي جهل قال : فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، فقال : ( أيكما قتله هل مسحتما سيفيكما ؟ ) قالا : لا . قال : فنظر فيهما ، فقال : ( كلاكما قتله ) ، فقضى صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، متفق عليه . حفظ
الشيخ : " وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في قصة قتل أبي جهل قال: ( فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: أيكما قتله هل مَسحتُما سيفيكما؟ قالا: لا، قال: فنظر فيهما فقال: كلاكما قتله، فقضى صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ) " :
قوله: " في قصّة قتل أبي جهل " :
أبو جهل من أكبر زعماء قريش وكان يكنى أبا الحكم، ولكنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كناه بأبي جهل، وهذه الكنية هي المطابقة تمامًا لحال هذا الرّجل، لأنّ من جهله أن يردّ دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وليس من الحكمة أن يردّها فكيف يستحقّ أن يكنى بأبي الحكم؟ بل هو أبو جهل؟ وقوله: " في قصّة قتل أبي جهل " :
القصّة هو أنّ عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنه كان بين شابّين صغيرين يعني ليس من الرّجال الأكابر، فسألاه عن أبي جهل فقال لهما: ماذا تريدان منه؟ فسارّه أحدهما، قال: والله لإن عرفتُه لأقتلنّه أو أموت دونه، وهو شاب صغير، ثمّ التفت إليه الآخر وسارّه أيضًا وقال مثل ما قال، فلمّا رآه عبد الرّحمن قال: هذا الرّجل الذي تريدانه، قال: فانطلقا من عندي كالصّقرين على الصيد، يريدان هذا الرّجل، فضرباه بسيفيهما فأردياه حتّى سقط على الأرض، ثمّ جاء بعدهما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأجهز عليه وحزّ رأسه، وكان يخاطبه ويقول: لمن الدّائرة اليوم؟ يقول أبو جهل، فقال له عبد الله: لله ورسوله يا عدوّ الله، ثمّ وضع رجله على صفحة وجهه، ابن مسعود راعي غنم يضع رجله على صفحة وجه أبي جهل زعيم قريش، فقال له: " لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا روعي الغنم "، يحقّره، فهذا عزّة الإسلام.
جاء الشّابان إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبراه أنّهما قتلا أبا جهل، فقال : ( أيّكما قتله )، ولعلّه سأل عن ذلك ليقضي بالسّلب للقاتل، ثمّ قال: ( هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا ) ، فنطر في السّيفين وإذا كلاهم متضمخ بالدّم فعرف أنّهما قتلاه جميعا.
يقول: ( فقضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ) لو تقرؤون الشّرح، طيب.
الطالب : من: *سبل السّلام* ؟
الشيخ : أي *سبل السّلام*.