بحث في قضية قتل أبي جهل ومن أباح له النبي صلى الله عليه وسلم سلبه. حفظ
الطالب : هذه أهمّ نتائج بحث قصّة أبي جهل من حديث عبد الرّحمن بن عوف، والبحث لم أكمله .
الشيخ : قصّة أبي جهل ولاّ قتل؟
الطالب : في قصّة قتل أبي جهل.
الشيخ : نعم.
الطالب : ولكن هذه هي أهمّ نتائج البحث:
أوّلاّ: أنّ أصحّ رواية في قصّة قتل أبي جهل هي رواية الصّحيحين: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال فيه: ( كلاكما قتله، وقضى بالسّلب لمعاذ بن عمرو بن الجموح )، ويتفرّع على هذه النّتيجة أنّ هناك رواية ذكرها ابن القيّم في كتابه *الطرق الحكمية* ولم يخرجها عند كلامه عن الاستدلال بالقرائن : أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال عندما أتاه معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء، وقال في الحديث عندما رأى السّيفين قال: ( هذا قتله، ثمّ قضى بالسّلب لمعاذ بن عمرو ) وهذه الرّواية لم أجدها إلى الآن وهي تحت البحث.
الشيخ : وهي؟
الطالب : تحت البحث رواية ، رواية الإفراد: ( هذا قتله ).
الشيخ : نعم.
الطالب : وأيضا روى ابن عبد البرّ في *الاستيعاب* و *التّمهيد* بسنده في ذكر قصّة قتل أبي جهل وقال في آخره: ( وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح والآخر معاذ بن عفراء ) ، وفهم ابن عبد البرّ في *الاستذكار* أنّه قضى بالسّلب لهما من هذا اللفظ، أما اللفظ هذا فليس فيه تعارض لما فيه وفي رواية الصحيحين ، وأما الفهم من هذه الرّواية بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : قضى لهما فهو واضح أنه غير صحيح.
وأمّا النّتيجة الثّانية: أنّ بعض أهل العلم أجاب عن رواية الصّحيحين وغيرهما بأنّهم قالوا: أنّ القاتل الذي أثخن هو معاذ بن عمرو بن الجموح لذا قضى له بالسّلب ، وقال : ( كلاكما قتله ) تطييبا لخاطر معاذ بن عفراء ، وهذا التخريج فيه ضعف لما فيه من مخالفة ظاهر النّصّ.
والذي ذهب إليه كثير من الأئمّة كأصحاب مالك والإمام ابن حزم وابن حبّان والبيهقي وغيرهم إلى أنّ قوله : ( كلاكما قتله ) على ظاهره ، لكنّه قضى بالسلب لمعاذ بن عمرو بن الجموح لأنّه كان في غزوة بدر يقضي على حسب ما يراه من المصلحة.
وأمّا حديث أبي قتادة وغيره في قوله: ( من قتل قتيلا له عليه بيّنة فله سلبه ) كان في غزوة حُنين كما في الصّحيحين وغيرهما.
ثمّ اختلفوا هل هذا من الحكم الشّرعي أو أنّه راجع إلى رأي الإمام إذا اشترطت الغزوة .
وأمّا معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء ليسا أخوين إنّما معاذ بن عفراء له أخ اسمه معوّذ بن عفراء أبناء الحارث، ووقع الوهم في إدخاله في القصّة كما رواها ابن إسحاق.
الشيخ : أبناء الحارث ولاّ ابنا الحارث ؟
الطالب : ابنا.
الشيخ : نعم.
الطالب : ووقع الوهم في إدخاله في القصّة كما رواها ابن إسحاق وهذا مشهور في كتب التاريخ ، ومعوّذ هذا قُتل في نفس الغزوة هذا ما أشار إليه الحافظ في الفتح في إحدى التخريجات في رواية !
الشيخ : إحدى وإلاّ أحد؟
الطالب : إحدى التخريجات.
الشيخ : هي تخريجة وإلاّ تخريج.
الطالب : تخريج.
الشيخ : نعم.
الطالب : أحد التّخريجات، وهناك مسائل تتعلّق بهذه المسائل ولكن كتبتها في البحث الذي لم أكمل كتابته سهّل الله عزّ وجلّ إتمامه.
الشيخ : آمين.
الطالب : هذا والحمد لله ربّ العالمين.
الشيخ : أعطنا الخلاصة؟
الطالب : الخلاصة: ذكرتها في الأخير أنّ قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قضائه بالسلب لمعاذ بن عمرو بن الجموح أنّه كان على حسب ما يراه للمصلحة.
الشيخ : يعني كان قبل أن يقضي بذلك؟
الطالب : أي نعم، ذكر ابن حزم أنّ في غزوة تبوك قبل تقسيم الغنائم ، وفي غزوة بدر قبل تقسيم الغنائم وقبل أيضا قوله: ( من قتل قتيلا فله سلبه ).
الشيخ : يعني هذا قبل الحكم؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : المشكل أنّه قال إذا كان اللّفظ هو المحفوظ : ( كلاكما قتله، فقضى بسلبه ) والفاء تدلّ على التفريع، لكن استكمل البحث إلى الدّرس المقبل إن شاء الله.