وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج ، فتحرجوا فأنزل الله تعالى : (( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم )) . أخرجه مسلم . حفظ
الشيخ : " وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج، فتحرّجوا ، فأنزل الله تعالى: (( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم )) الآية ) " :
قوله: ( سبايا ) يعني نساء، سبايا سبيت.
وقوله: ( يوم أوطاس ): يعني يوم حنين، وأوطاس يقول: إنّها وادٍ في ديار هوازن قريب من الطّائف، وهذه الغزوة تسمّى غزوة هوازن وثقيف، وتسمّى غزوة الطائف، وتسمّى غزوة أوطاس، وكلّها لها مناسبة، وقوله: " لهنّ أزواجا فتحرّجوا " من المتحرّج؟
الطالب : الصّحابة.
الشيخ : الصّحابة، وذلك لأنّ النّساء إذا سبين صرن ملكا للمسلمين، لكن هؤلاء المتزوّجات يشكل على الإنسان كيف تحلّ له وهي متزوّجة، فأنزل الله هذه الآية: (( والمحصنات مِن النساء إلا ما ملكت أيمانكم )): يعني وحرّمت عليكم المحصنات مِن النّساء، والمراد بالمحصنات هنا اللّاتي أحصنّ بالأزواج، يعني اللّاتي هنّ متزوّجات مع أزواجهن: (( إلاّ ما ملكت أيمانكم )) ومنه؟ أي ما ملكت أيمانهم؟
الطالب : السّبايا.
الشيخ : السّبايا، فأحلّ الله لهم هؤلاء النّساء المسبيّات ولو كنّ مع أزواج. ولكن لا بدّ من استبراء قبل الجماع، والاستبراء إن كانت حاملا فبوضع الحمل، وإن كانت غير حامل وهي تحيض فبحيضة، وإن كانت غير حامل ولا تحيض فبشهر، فعلى هذا يكون الإستبراء بواحد من أمور ثلاثة:
أولًا: بالحمل إن كانت حاملاً، والثاني؟
الطالب : حيضة.
الشيخ : حيضة إن كانت من ذوات الحيض. والثالث: شهر إن لم تكن من ذوات الحيض خوفاً من أن يختلط ماء السّابي بماء الزّوج، وحفظا للأنساب، لأنّ حفظ الأنساب أمر مهمّ، حتّى إنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قال للرّجل الذي قال: إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، يعرّض بأنّ الغلام ليس له، فقال له الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ( هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: ألوانها حمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال: أنّى أتاها ذلك؟ قال: يا رسول الله لعلّه نزعه عرق، قال: فابنك هذا لعلّه نزعه عرق ) ، كلّ هذا لئلاّ يشتبه الإنسان أو يقلق من كون هذا الولد ليس ولدا له فيضيع النّسب.