فوائد حديث :( ابن عمر رضي الله عنهما قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأنا فيهم قبل نجد ... ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث مشروعيّة بعث السّرايا سواء كانت منطلقة من الجيش أو منطلقة من العاصمة إذا لم تتجاوز أربعمائة رجل فإنّها سريّة ، وما زاد على ذلك إمّا على أربعمائة وإمّا على خمسمائة فيسمّى جيشاً ، ودليل مشروعيّته فعل النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ الإمام الأعظم هو القائد الأوّل للأمّة، هو الذي يبعث الجيوش ويؤمّر الأمراء، ويعرّف العرفاء وما أشبه ذلك، ووجه ذلك: أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم هو الذي كان يبعث ومن بعده الخلفاء.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ الحيوان من الأموال المغنومة كالأمتعة من قوله: ( فغنموا إبلا ).
ومن فوائده: أنّه يقسم بين الغانمين ولا يؤخّر، وكيفيّة القسمة أنّه يوزّع خمسة أسهم:
سهم يوزّع لله ورسوله، وسنذكره إن شاء الله.
وأربعة أخماس يكون للغانمين يقسم بينهم، السّهم الخامس ذكر الله تعالى مصرفه في قوله: (( واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأنّ لله خمسه وللرّسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل )).
والذي لله ورسوله يجعل في المصالح العامّة إلاّ في حياة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فالذي له أن يتصرّف فيه بما شاء، لكن بعد موته الصّحيح أنّه يكون فيئا يكون لبيت المال.
وقال بعض العلماء: يكون للخليفة لأنّه قائم مقام الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
والصّحيح أنّه يكون في المصالح العامّة ويسمّى عند العلماء فيئًا.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز التّنفيل أي: تنفيل السّريّة، فإمّا أن تنفّل شيئًا معيّنا كما فعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في هذه السّريّة، يعني ينفّل كلّ واحد شيئا معيّنا بعيرا أو شاة أو ما أشبه ذلك، وإمّا أن تنفّل سهمًا مُشاعًا وقد فرّق العلماء كما جاء في الحديث أيضًا بين السّريّة التي انطلقت بالجيش في البداية وبين السريّة التي انطلقت من الجيش في الرّجوع أيهما أكثر؟
الطالب : الثانية.
الشيخ : الثانية أكثر، لأنّ التي تنطلق قبل الجيش لها سند يسندها وهو الجيش خلفها، وأيضا تكون قد بدأت القتال وهي في قوّتها، وتكون أيضًا بدأت القتال وربّما يكون العدوّ في غفلة، فلهذا كان تنفيلها أقلّ من التي تنفّل في الرّجعة، في الرّجعة الجيش قد يكونُ منهكًا ثمّ إنّ في الرّجعة ليس لها سند، الجيش كلّه قد ولاّها دبره، ثمّ إنّها في الرّجعة ربّما يكون عند العدوّ استعداد أكثر وحنق أكثر فيكون الخطر عليها أكبر.