وعن رويفع بن ثابت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ولا يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ) . أخرجه أبو داود والدارمي ، ورجاله لا بأس بهم . حفظ
الشيخ : طيب : " وعن رويفع بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه، ولا يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ) أخرجه أبو داود والدارمي ورجاله لا بأس بهم " :
قوله: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ): فلا يفعل : تذكر هذه الجملة حثّا على المخاطب أن لا يفعل إن كان في نفي، أو أن يفعل إن كان في إثبات، ففي قوله: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) هذا فيه إثبات.
فالمقصود بذلك: الحثّ على فعل هذا.
في نهي كما في هذا الحديث: ( فلا يركب ) الحثّ على الاجتناب، لأنّ من يؤمن بالله واليوم الآخر سيحمله ذلك على فعل الأوامر وترك النّواهي.
وقوله: ( بالله واليوم الآخر ): اليوم الآخر هو يوم القيامة، وسمّي بذلك لأنّه آخر مرحلة للبشر، فالبشر لهم مراحل، لهم دور، الدّار الأولى بطن الأمّ ، والدار الثانية الدّنيا دار العمل، والدّار الثالثة البرزخ ما بين الدّنيا والآخرة، والدّار الرّابعة المستقرّ دار الآخرة، فلذلك يسمّى ذلك اليوم: اليوم الآخر، لأنّه لا يوم بعده وليس فيه ليل ولا نهار بل إمّا جنّة وإمّا نار، نسأل الله أن يجيرنا وإيّاكم من النّار.
فإن قال قائل: لماذا ذكر اليوم الآخر ولم يقل وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشرّه؟
قلنا: إنّ هذه الأربعة داخلة في ضمن الإيمان بالله، لأنّ الرّسل رسل الله، والكتب كتب الله، والقدر قدر الله، والملائكة ملائكة الله، وكلّها ممّا أخبر الله به عنه فيكون الإيمان بها داخلا في الإيمان بالله.
فإن قال قائل: يرد عليكم أنّ اليوم الآخر الإيمان به من الإيمان بالله؟
قلنا: نعم لكنّه خصّه بالذّكر لأنّه يوم الجزاء فإذا ذكره الإنسان وآمن به فسوف يحمله على أن يقوم بالمأمورات ويترك الملهيات.
لأنّ تحقيق الإيمان باليوم الآخر لا بدّ أن يحمل الإنسان على فعل الأوامر وترك النّواهي.
وقوله: ( فلا يركب ناقة من فيء المسلمين ): المراد بالفيء هنا الغنيمة وليس الفيء الذي هو خمس الخمس، بل هو الغنيمة، يركبها حتى إذا أعجفها ردّها، لأنّ هذا خيانة للمسلمين، وهو غلول للمنافع لأنّ الغلول يشمل غلول الأعيان كما لو أخذ الإنسان ثوبا أو سيفا أو ما أشبه ذلك، وغلول المنافع، وهذا من غلول؟
الطالب : المنافع.
الشيخ : المنافع، ( ولا يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ) : وكذلك أيضا لا يلبس ثوبا من فيء المسلمين أي من الغنيمة، حتى إذا أخلقه ومعنى أخلقه: صيّره خَلَقًا والخَلَق هو الثوب القديم المستعمل.
( ردّه فيه ) أي في الفيء لأنّ ذلك أيضا من؟
الطالب : من غلول المنافع.
الشيخ : الغلول، غلول المنافع.
" أخرجه أبو داود والدارمي ورجاله لا بأس بهم " :
أبو داود والدّارمي أخرجاه.
وقول المؤلف: " رجاله لا بأس بهم ": هذا أدنى مراتب التّعديل وهو قريب من أدنى مراتب التّجريح، عرفتم؟
لا بأس بهم ليس توثيقًا تامًّا ولا جرحًا فهو تعديل، لكنّه أدنى مراتب التّعديل، نعم.
قوله: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ): فلا يفعل : تذكر هذه الجملة حثّا على المخاطب أن لا يفعل إن كان في نفي، أو أن يفعل إن كان في إثبات، ففي قوله: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) هذا فيه إثبات.
فالمقصود بذلك: الحثّ على فعل هذا.
في نهي كما في هذا الحديث: ( فلا يركب ) الحثّ على الاجتناب، لأنّ من يؤمن بالله واليوم الآخر سيحمله ذلك على فعل الأوامر وترك النّواهي.
وقوله: ( بالله واليوم الآخر ): اليوم الآخر هو يوم القيامة، وسمّي بذلك لأنّه آخر مرحلة للبشر، فالبشر لهم مراحل، لهم دور، الدّار الأولى بطن الأمّ ، والدار الثانية الدّنيا دار العمل، والدّار الثالثة البرزخ ما بين الدّنيا والآخرة، والدّار الرّابعة المستقرّ دار الآخرة، فلذلك يسمّى ذلك اليوم: اليوم الآخر، لأنّه لا يوم بعده وليس فيه ليل ولا نهار بل إمّا جنّة وإمّا نار، نسأل الله أن يجيرنا وإيّاكم من النّار.
فإن قال قائل: لماذا ذكر اليوم الآخر ولم يقل وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشرّه؟
قلنا: إنّ هذه الأربعة داخلة في ضمن الإيمان بالله، لأنّ الرّسل رسل الله، والكتب كتب الله، والقدر قدر الله، والملائكة ملائكة الله، وكلّها ممّا أخبر الله به عنه فيكون الإيمان بها داخلا في الإيمان بالله.
فإن قال قائل: يرد عليكم أنّ اليوم الآخر الإيمان به من الإيمان بالله؟
قلنا: نعم لكنّه خصّه بالذّكر لأنّه يوم الجزاء فإذا ذكره الإنسان وآمن به فسوف يحمله على أن يقوم بالمأمورات ويترك الملهيات.
لأنّ تحقيق الإيمان باليوم الآخر لا بدّ أن يحمل الإنسان على فعل الأوامر وترك النّواهي.
وقوله: ( فلا يركب ناقة من فيء المسلمين ): المراد بالفيء هنا الغنيمة وليس الفيء الذي هو خمس الخمس، بل هو الغنيمة، يركبها حتى إذا أعجفها ردّها، لأنّ هذا خيانة للمسلمين، وهو غلول للمنافع لأنّ الغلول يشمل غلول الأعيان كما لو أخذ الإنسان ثوبا أو سيفا أو ما أشبه ذلك، وغلول المنافع، وهذا من غلول؟
الطالب : المنافع.
الشيخ : المنافع، ( ولا يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ) : وكذلك أيضا لا يلبس ثوبا من فيء المسلمين أي من الغنيمة، حتى إذا أخلقه ومعنى أخلقه: صيّره خَلَقًا والخَلَق هو الثوب القديم المستعمل.
( ردّه فيه ) أي في الفيء لأنّ ذلك أيضا من؟
الطالب : من غلول المنافع.
الشيخ : الغلول، غلول المنافع.
" أخرجه أبو داود والدارمي ورجاله لا بأس بهم " :
أبو داود والدّارمي أخرجاه.
وقول المؤلف: " رجاله لا بأس بهم ": هذا أدنى مراتب التّعديل وهو قريب من أدنى مراتب التّجريح، عرفتم؟
لا بأس بهم ليس توثيقًا تامًّا ولا جرحًا فهو تعديل، لكنّه أدنى مراتب التّعديل، نعم.