وعنه قال : كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، فكان ينفق على أهله نفقة سنة ، وما بقي يجعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله . متفق عليه . حفظ
الشيخ : " وعنه رضي الله عنه قال: ( كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب، فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فكان ينفق على أهله نفقة سنة، وما بقي يجعله في الكراع والسلاح عُدة في سبيل الله عز وجل ) متفق عليه " :
قوله: ( كانت أموال بني النّضير ) : بنو النّضير هم إحدى الطّوائف الثّلاث اليهوديّة التي عاهدها النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حينما قدم المدينة وهم بنو قينقاع، وبنو النّضير، والثالث بنو قريظة، وكلّهم غدروا وخانوا، فأجلاهم النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بدون قتال، أجلى بني النّضير بدون قتال، فكانت ممّا أفاء الله عليه يقول رضي الله عنه : ( ممّا لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب ) :
يوجف أي: يحمل، أي ممّا لم يحملوا عليه بخيل ولا ركاب، الخيل معروف والرّكاب: الإبل، لأنّ هؤلاء نزحوا عن بلادهم وتركوها حتى كانوا والعياذ بالله من الحسد والحقد يخرّبون البيوت، يكسّرون أبوابها، ويفسّدونها بقدر ما يستطيعون : (( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين )).
يقول: ( فكانت للنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم خاصّة ) : ووجه ذلك أنّها لم تؤخذ بقتال، والغنيمة ما أُخذ بقتال وما أُلحق به، وهذه لم تؤخذ بقتال ولا ما أُلحق به فكانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم خاصّة، فكان عليه الصّلاة والسّلام ينفق على أهله نفقة سنة، كأنّه يدّخر نفقة السّنة لينفقها على أهله، لكن مع ذلك إذا أتاه محتاج فإنّه يعطيه، حتى أنّه يبيت اللّيالي ذوات العدد وهو جائع، وينفق ما عنده من الأموال.
وما بقي يجعله في الكُراع والسّلاح، الكراع: الخيل، والسّلاح معروف.
عدّة في سبيل الله: حال من الكراع والسّلاح، يعني حال كونه عدّة في سبيل الله عزّ وجلّ.