فوائد حديث :( إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس الرسل ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد وهي:
وجوب الوفاء بالعهد وقد دلّ على ذلك نصوص كثيرة منها قوله تعالى: (( وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولا )).
ومنها: أنّ الله تعالى أمر بقتال الكفّار إلاّ المعاهدين.
ومنها: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جعل الغدر بالعهد من علامات النّفاق هذه أدلّة سمعيّة.
أمّا الأدلّة العقليّة فلو أنّنا غدرنا بالعهد مع أعدائنا لكان هذا وصمة عار لديننا، يقول: هذه أمّة الإسلام تغدر بالعهد.
طيب الغدر بالعهد من الكبائر أو من الصّغائر؟
الطالب : من الكبائر.
الشيخ : من كبائر الذّنوب، لأنّه رتّب عليه عقوبة خاصّة.
فإن قال قائل: إذا خفنا من نقض العهد!
نقول: هذا الخوف إمّا أن يكون قبل إبرام العهد أو بعد إبرام العهد، فإن كان قبل إبرام العهد فإنّنا لا نبرمه معهم، لأنّنا كيف نبرم عهدًا مع قوم نخاف أن ينقضوه، لا فائدة، هذا لغو، ويعتبر ذلاّ، وإمّا أن يكون ذلك بعد العهد أي: بعد عقد العهد معهم، فهؤلاء لا يجوز أن ينقض عهدهم، لكن ماذا نصنع؟
الطالب : ننبذه.
الشيخ : ننبذ إليهم على سواء، لقول الله تعالى: (( وإمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء )).
طيب فإن وفوا بالعهد؟
وجب علينا أن نفي بالعهد، لقول الله تعالى: (( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إنّ الله يحبّ المتّقين )) .
وإن نكثوا العهد وجب قتالهم وقد حثّ الله عليه حثّا بيّناً فقال: (( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون ))، فصار المعاهدون ثلاثة أقسام وعبد الله بن عوض يبيّنها لنا!
الطالب : نعم : منهم الذين!
الشيخ : القسم الأوّل.
الطالب : القسم الأوّل: الذين يوفون بالعهد.
الشيخ : نعم.
الطالب : فيجب أن نستقيم لهم عليه، والقسم الثاني: الذين لا يوفون بالعهد فهؤلاء .
الشيخ : يعني غدروا بالعهد؟
الطالب : غدروا بالعهد، فهؤلاء يعاملون بما ابتدؤوا به، يجازون جزاء ما غدروا بالعهد، يعني فهؤلاء يقاتلون حتى ينالوا جزاءهم.
والقسم الثالث فيه تفصيل .
الشيخ : ما هو الثالث؟
الطالب : الثالث يعني الذين نخاف أن ينقضوا العهد.
الشيخ : نعم.
الطالب : وما تحقق إلى الآن.
الشيخ : نعم.
الطالب : فهذا فيهم تفصيل: إن كان قبل إبرام العهد فلا نبرم العهد معهم يعني من البداية.
الشيخ : نعم.
الطالب : وإن طرأ الخوف بعد إبرام العهد فإنّنا ننبذ إليهم عهدهم.
الشيخ : نعم، كيف ننبذ ؟
الطالب : يعني نردّ عليهم عهدهم نقول: لا عهد بيننا وبينكم.
الشيخ : أي أحسنت، بارك الله فيك.
من فوائد هذا الحديث: بيان وفاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى مع أعدائه، لأنّ قوله: ( لا أخيس بالعهد ) هذا عامّ.
ومن فوائده: منع حبس الرّسل، رسل من؟
الطالب : الأعداء.
الشيخ : رسل الأعداء الذين يأتون للمفاوضة.
طيب فإن قال قائل: إذا خفنا أن يكون هذا الرّسول الذي أرسل عينا للمشركين، ومعنى عينا؟
الطالب : جاسوسا.
الشيخ : جاسوسا للمشركين فهل نحبسه؟ نقول: نعم نحبسه، لأنّ الأعداء ربّما يرسلون رسولا لا يريدون الصّلح ولا التّفاهم، لكن يرسلون هذا الرّسول ليعلم ما نحن عليه فيرجع وقد جسّ علينا، فمثل هذا إذا علمنا بالقرائن أنّه قدم لهذا وجب علينا أن نحبسه لأنّه أهدر حقّه بكونه عيناً للمشركين.
قال : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه " ، طيب ما نكمّل هذا يا شيخ، نعم؟
السائل : إذا استوطن مشركا في جزيرة العرب.
الشيخ : نعم.
السائل : هل نقول حكمه حكم المحارب ؟
الشيخ : هل إيش؟
السائل : هل يكون حكمه حكم المحارب ؟
الشيخ : لا يمنع، يطرد بالقوّة.
السائل : إذا كان النّظام يا شيخ ما يسمح.
الشيخ : نعم؟