وعن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما قرية أتيتموها فأقمتم فيها فسهمكم فيها ، وأيما قرية عصت الله ورسوله ، فإن خمسها لله ورسوله ، ثم هي لكم ) . رواه مسلم . حفظ
الشيخ : قال المؤلّف -رحمه الله تعالى- في *بلوغ المرام، فيما نقله:
" عن أبي هريرة رضي الله عنه -هذا مبتدأ درس الليلة إن شاء الله-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أيما قرية أتيتموها فأقمتم فيها ، فسهمكم فيها ، وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ورسوله، ثم هي لكم ) " :
قوله : ( أيما قرية ) هذه اسم شرط، وفيها إشكال وهو أنّ اسم الشّرط لا يليه إلاّ فعل، هذه اسم فما هو الجواب عن هذا الإشكال، آدم؟
الطالب : نعم تقدر بفعل مقدم أقمت .
الشيخ : إي، إيش؟
الطالب : أتيت أتيت.
الشيخ : أتيتموها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي نعم، يعني إذن تكون قرية؟
الطالب : نعم، قرية هنا مضافة.
الشيخ : مضاف إليه.
الطالب : مضافة إلى ما.
الشيخ : مضافة إلى ما؟
الطالب : إلى أي.
الشيخ : هي مضافة إلى أي؟
الطالب : نعم.
الشيخ : جمال؟
الطالب : ... وهذا كأنه كلمة شرط، وأتيتم فعل الشرط.
الشيخ : أي يعني المضاف والمضاف إليه كلمة واحدة؟
الطالب : كلمة واحدة.
الشيخ : طيب لكن هو يقول: أنّ قرية مضافة إلى أي.
الطالب : من؟
الشيخ : آدم ؟
الطالب : مضاف إليه.
الشيخ : مضاف إليه، إذن المضاف أي وقرية مضاف إليه وهو عكس.
الطالب : وهو عكس.
الشيخ : فيقال له إذن اعكس؟
الطالب : اعكس قد تصب.
الشيخ : تصب، أي نعم.
يقول: ( أيما قرية ): القرية هي المدينة سواء كانت كبيرة أو صغيرة هذا هو المعلوم من اللّغة، قال الله تبارك وتعالى: (( وكأيّن من قرية هي أشدّ قوّة من قريتك التي أخرجتك )) وقريته التي أخرجته هي: مكّة أمّ القرى.
وفيه قرى أعظم منها أهلكها الله عزّ وجلّ.
وأمّا المعروف بين النّاس وهو أنّ المدينة للقرية الكبيرة ، والقرية للمدينة الصّغيرة فهذا لا أصل له في اللّغة، لكن تسمّى القرية الكبيرة تسمّى مِصرا ولهذا يقول الفقهاء: في القرى والأمصار، فيفرّقون بين القرى وبين الأمصار.
وقوله: ( فسهمكم فيها ) يعني أنّها تكون لكم .
( وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ورسوله ثمّ هي لكم ) : يعني القرية الأخرى التي عصت الله ورسوله وحوربت وفتحت فإنّ خمسها يكون لله ورسوله وأين يذهب؟
الطالب : فيئا.
الشيخ : يذهب فيئا، والباقي يكون لكم، أي: للمجاهدين فيقسم بينهم على ما سبق .
وقد تقدّم حكم هذه المسألة لأنّ قوله: ( ثمّ هي لكم ): يدلّ على أنّه يملكونها وسبق أنّ الإمام يخيّر فيها بين إيش؟
بين أن يقسمها على المجاهدين وبين أن يدعها وقفا للمسلمين ويضرب عليها خراجا مستمرّا يؤخذ ممّن هي بيده، فيقول مثلا: هذه الأرض لا أقسمها بين الغانمين لأنّني إذا قسمتها بين الغانمين وهي أرض باقية لا تفنى بفناء النّاس حرمنا الأجيال الآتية من المسلمين فحينئذ لا نقسمها ولكن نوزّعها، الأراضي الزّراعيّة نوزّعها زراعة والأراضي السّكنيّة نوزّعها سكنى، ونضرب على كلّ مسافة معيّنة شيئا معيّنا.
وقال أهل العلم: إنّ المرجع فيها إلى اجتهاد الإمام، فقد يضرب على الفدّان في هذه الأرض ألفا، وقد يضرب على الفدّان في أرض أخرى ألفين، وقد يضرب على الفدّان في أرض ثالثة خمسمائة على حسب الحال وربّما تتغيّر الأمور فيكون المرغوب هذا العام غير مرغوب في العام المقبل فتتغيّر الأحكام ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إنّ المرجع في الخراج والجزية إلى اجتهاد الإمام.
" عن أبي هريرة رضي الله عنه -هذا مبتدأ درس الليلة إن شاء الله-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أيما قرية أتيتموها فأقمتم فيها ، فسهمكم فيها ، وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ورسوله، ثم هي لكم ) " :
قوله : ( أيما قرية ) هذه اسم شرط، وفيها إشكال وهو أنّ اسم الشّرط لا يليه إلاّ فعل، هذه اسم فما هو الجواب عن هذا الإشكال، آدم؟
الطالب : نعم تقدر بفعل مقدم أقمت .
الشيخ : إي، إيش؟
الطالب : أتيت أتيت.
الشيخ : أتيتموها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي نعم، يعني إذن تكون قرية؟
الطالب : نعم، قرية هنا مضافة.
الشيخ : مضاف إليه.
الطالب : مضافة إلى ما.
الشيخ : مضافة إلى ما؟
الطالب : إلى أي.
الشيخ : هي مضافة إلى أي؟
الطالب : نعم.
الشيخ : جمال؟
الطالب : ... وهذا كأنه كلمة شرط، وأتيتم فعل الشرط.
الشيخ : أي يعني المضاف والمضاف إليه كلمة واحدة؟
الطالب : كلمة واحدة.
الشيخ : طيب لكن هو يقول: أنّ قرية مضافة إلى أي.
الطالب : من؟
الشيخ : آدم ؟
الطالب : مضاف إليه.
الشيخ : مضاف إليه، إذن المضاف أي وقرية مضاف إليه وهو عكس.
الطالب : وهو عكس.
الشيخ : فيقال له إذن اعكس؟
الطالب : اعكس قد تصب.
الشيخ : تصب، أي نعم.
يقول: ( أيما قرية ): القرية هي المدينة سواء كانت كبيرة أو صغيرة هذا هو المعلوم من اللّغة، قال الله تبارك وتعالى: (( وكأيّن من قرية هي أشدّ قوّة من قريتك التي أخرجتك )) وقريته التي أخرجته هي: مكّة أمّ القرى.
وفيه قرى أعظم منها أهلكها الله عزّ وجلّ.
وأمّا المعروف بين النّاس وهو أنّ المدينة للقرية الكبيرة ، والقرية للمدينة الصّغيرة فهذا لا أصل له في اللّغة، لكن تسمّى القرية الكبيرة تسمّى مِصرا ولهذا يقول الفقهاء: في القرى والأمصار، فيفرّقون بين القرى وبين الأمصار.
وقوله: ( فسهمكم فيها ) يعني أنّها تكون لكم .
( وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ورسوله ثمّ هي لكم ) : يعني القرية الأخرى التي عصت الله ورسوله وحوربت وفتحت فإنّ خمسها يكون لله ورسوله وأين يذهب؟
الطالب : فيئا.
الشيخ : يذهب فيئا، والباقي يكون لكم، أي: للمجاهدين فيقسم بينهم على ما سبق .
وقد تقدّم حكم هذه المسألة لأنّ قوله: ( ثمّ هي لكم ): يدلّ على أنّه يملكونها وسبق أنّ الإمام يخيّر فيها بين إيش؟
بين أن يقسمها على المجاهدين وبين أن يدعها وقفا للمسلمين ويضرب عليها خراجا مستمرّا يؤخذ ممّن هي بيده، فيقول مثلا: هذه الأرض لا أقسمها بين الغانمين لأنّني إذا قسمتها بين الغانمين وهي أرض باقية لا تفنى بفناء النّاس حرمنا الأجيال الآتية من المسلمين فحينئذ لا نقسمها ولكن نوزّعها، الأراضي الزّراعيّة نوزّعها زراعة والأراضي السّكنيّة نوزّعها سكنى، ونضرب على كلّ مسافة معيّنة شيئا معيّنا.
وقال أهل العلم: إنّ المرجع فيها إلى اجتهاد الإمام، فقد يضرب على الفدّان في هذه الأرض ألفا، وقد يضرب على الفدّان في أرض أخرى ألفين، وقد يضرب على الفدّان في أرض ثالثة خمسمائة على حسب الحال وربّما تتغيّر الأمور فيكون المرغوب هذا العام غير مرغوب في العام المقبل فتتغيّر الأحكام ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إنّ المرجع في الخراج والجزية إلى اجتهاد الإمام.