عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها يعني الجزية من مجوس هجر . رواه البخاري ، وله طريق في الموطأ فيها انقطاع . حفظ
الشيخ : ثمّ ساق المؤلف -رحمه الله- الأحاديث في ذلك فقال: " عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها يعني الجزية من مجوس هجر ) رواه البخاري.
وله طريق في الموطأ فيها انقطاع "
:
نعم قوله: " أخذها " يعني : الجزية.
" من مجوس هجر " : والمجوس قوم وثنيّون يعبدون النّار، ومنهم طائفة تسمّى " الثّانوية " : وهم الذين يقولون أنّ العالم له خالقان ظلمة ونور، فالظّلمة تخلق الشّرّ ، والنّور يخلق الخير ، وما عدا ذلك فهم لا يقولون بتكافئ الظّلمة والنّور بل يقولون: إنّ النّور خير وأفضل، لكن لا يمكن أن ننسب إليه الشّرّ وهو نور بل نقول: لك الخير والظّلمة لها الشّر، وإلاّ فالنّور عندهم أكمل من الظّلمة وهو أيضا يخلق الخير والظّلمة تخلق الشّرّ، وأيضا هو قديم والظّلمة لهم فيها قولان هل هي محدثة أو قديمة ، فعلى كلّ حال لا تكافئ بين الإلهين عندهم إلاّ أنّهم يقولون: نحن ننزّه إله الخير عن الشّرّ، إذا نزهته ماذا تفعل ؟ ندور إله ثاني يجي بالظلمة ، يمكن لو كان هناك شيء وسط يجيبوه إله وسطا بين الظلمة والنّور! المهمّ أنّ المجوس الأصل فيهم عبادة النّار هذا الأصل.
( أخذها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من مجوس هجر ) : وهجر هي النّاحية التي تقع جنوبا في المملكة العربيّة السّعوديّة وهي الأحساء وما حولها.
الطالب : شرق جنوب.
الشيخ : نعم؟
الطالب : شرقا.
الشيخ : شرقا جنوبا، شرقا جنوبا، وهي الأحساء، هذه المقاطعة كانوا يسكنونها أي: المجوس لأنّها تابعة للفرس، أخذ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم الجزية منهم، وأبقاهم على ما هم عليه والتزم عليه الصّلاة والسّلام بالأحكام التي تلزم لهم.