فوائد حديث :( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ... ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث دليل على فوائد:
أوّلاً: وجوب الوفاء بالعهد، وجهه: أنّه ترتّب على من غدر بالعهد حرمانه من دخول الجنّة وهذا يقتضي أنّه من كبائر الذّنوب.
ثانياً: من فوائده أنّ ما يصنعه بعض النّاس اليوم من قتل الدّاخلين إلى البلاد بعهد وأمان يدخل في هذا الحديث، ما دام من له السّلطة أذن له في دخول البلاد وأعطاه عهدا فإنّه لا يحلّ لأحد أن يقتله، فإن فعل حقّ عليه هذا الوعيد.
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات أنّ للجنّة رائحة، وهذا أمر معلوم، قال الله تعالى: (( فأمّا إن كان من المقرّبين فرَوح وريحان وجنّة نعيم )).
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ ريح الجنّة يوجد من مسافات بعيدة، ورد أربعين عامًا، وورد سبعين عامًا، وورد غير ذلك فاختلف العلماء في الجمع بين الأحاديث والجمع بينها سهل :
فإمّا أن يقال: إنّ اختلاف هذه التّقادير باعتبار اختلاف السّير.
وإمّا أن يقال: باعتبار اختلاف المشامّ، لأنّ بعض النّاس يشمّ شمّا قويّا وبعضهم دون ذلك.
وإمّا أن يقال: باعتبار المشموم فإنّ بعض المشمومات لها رائحة تشمّ من بعيد وبعضها دون ذلك.
المهمّ أنّ القاعدة أنّه ليس فيما أخبر الله به رسوله شيء من التّناقض، وإذا ترائ لك شيء من التّناقض فالواجب عليك أن تحاول إيش؟
الجمع بين النّصوص لأنّ نصوص الكتاب والسّنّة لا يمكن أن يكذّب بعضها بعضا.
وبهذا الحديث انتهى باب الجزية والهدنة.