وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقرأ: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل )): ( ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ) رواه مسلمٌ. حفظ
الشيخ : " وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقرأ: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل )) الآية، يقول: ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ) رواه مسلمٌ " :
قال سمعته وهو على المنبر، إنّما قال هذه الجملة لفائدتين:
الفائدة الأولى: أن يؤكّد ضبطه للقضيّة. والثانية: أن يبيّن أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أعلنه لأنّه على المنبر.
تلا هذه الآية: (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ))
(( أعدّوا )) : الخطاب للمؤمنين، (( ولهم )) الضّمير يعود على الأعداء، على الكفّار، (( ما استطعتم )) أي: ما قدرتم عليه (( من قوّة )) : قوّة هنا نكرة في سياق الشّرط فتكون عامّة، فتشمل القوّة الإيمانيّة التي هي صدق الإيمان بالله عزّ وجلّ والثّقة بنصره، والتوكّل عليه وتفويض الأمر إليه، وما إلى ذلك، وتشمل أيضًا القوّة في إعداد العدّة بكثرة الجيوش ومهارتها وما أشبه ذلك، وتشمل القوّة النّهائيّة وهي الرّمي، وهي التي نصّ عليها النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حيث قال: ( ألا إنّ القوّة الرّمي ) :
ووجه كون هذه القوّة الغاية، أنّ الإنسان ينال عدوّه من بعد بخلاف ما إذا كان القتال بالسّيوف فإنّه عن قرب وربّما يصيبه عدوّه ، ولكن إذا كان بالرّمي فهو عن بُعد ، فنيل عدوّه له يكون أقلّ احتمالًا ، وكرّرها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تأكيدًا، وإلاّ فإنّ خبره الواحد يغني عن التّكرار لوجوب تصديق خبره.