كتاب الحج " مع بيان أن أركان الإسلام جاءت على ثلاثة أنواع: بذل مالي وعمل بدني وترك ". حفظ
الشيخ : أن نجد فيه مناسبة ثالثة : وهو أن الإنسان لو نذر الاعتكاف في مسجد مفضول من هذه الثلاثة يجوز في الأفضل ، لكن يرد لهذا : أن الحديث ما فيه أيهم أفضل ، إي نعم .
قال : " كتاب الحج " :
الحج في اللغة : القصد، تقول: حج كذا بمعنى قصد، نعم.
وأما في الشرع : " فهو التعبد لله تعالى بأداء المناسك على صفة مخصوصة " ، طيب نقول في وقت مخصوص ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : نعم في وقت مخصوص .
والحج أحد أركان الإسلام هذه منزلته من الدين أنه أحد أركانه ، وهو فريضة بإجماع المسلمين ، وفرضه معلوم بالضرورة من الإسلام ، ولهذا من أنكر فرضيته وهو مسلم عائش بين المسلمين فهو كافر ، لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين .
ولكن من نعمة الله عز وجل أنه لم يفرضه على العباد إلا مرة واحدة ، وذلك لمشقة التكرار إليه كل عام من جهة ، ولضيق المكان لو اجتمع العالم الإسلامي كلهم من جهة أخرى أعرفتم طيب .
ولأنه لا يمكن أن يتسع المكان لهم ، لو اجتمع المسلمون كلهم القادرون ما وسعهم المكان ، ولشق عليهم مشقة عظيمة .
طيب متى فرض الحج ؟
فرض الحج في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة ، ومن زعم من العلماء أنه فرض في السنة السادسة واستدل بقوله تعالى : (( وأتموا الحج والعمرة لله )) ، فإن هذا ليس بصواب ، لأن الله يقول في الآية : (( وأتموا الحج )) والإتمام لا يكون إلا بعد الشروع .
وهي نزلت في غزوة الحديبية حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة معتمرًا ومعه من أصحابه ألف وأربعمئة تقريبًا ، خرج من المدينة إلى مكة معتمرًا وصدّه المشركون فقال الله : (( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أُحصرتم )) يعني : منعتم من الوصول إلى المسجد الحرام : (( فما استيسر من الهدي )) : فهي نازلة في وجوب الإتمام لا في فرضية الابتداء .
أما فرض الحج ففي قوله تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) : وهذه الآية في سورة آل عمران ، وقد نزلت في عام الوفود ، في السنة التاسعة من الهجرة .
ويؤيد ذلك مِن حيث المعنى أن مكة قبل السنة الثامنة كانت تحت قبضة المشركين الذين يتحكمون فيها ، ولهذا مَنعوا النبي صلى الله عليه وسلم من الوصول إليها في السنة السادسة من الهجرة .
ومن رحمة الله عز وجل وحكمته أيضًا ألا يفرض على عباده الوصول إلى شيء يشق عليهم الوصول إليه أو لا يمكنهم الوصول إليه ، فكان مِن الحكمة والرحمة تأخير فرضها إلى السنة التاسعة أو العاشرة على خلاف بين العلماء .
طيب ، ثم اعلم أن الله عز وجل جعل أركان الإسلام على نوعين : فعل، وترك :
والفعل : عمل وبذل ، الفعل عمل وبذل ، الصلاة مثلا الطهارة التي لا تتم الصلاة إلا بها عمل ، فيها بذل مال ولا ؟ هاه ؟
الطالب : لا.
الشيخ : ما فيها بذل مال ، الزكاة بذل مال ، ما فيها عمل ، غاية ما فيها أن تخرج الدراهم من جيبك وتعطيها للفقير ، يعني يمكن ما فيها عمل إلا أن تخرج من جيبك وتعطي الفقير ، وقد يكون فيها عمل لو كان الفقير بعيدا مثلا لكن هذا العمل غير مقصود ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى.
الشيخ : يعني العمل الذي لا يمكن إيصال الزكاة إلى الفقير أو إلى المستحق إلا به هذا ليس مقصودا لذاته ولكنه مقصود لغيره من باب : " ما لا يتم الواجب إلا به " .
هناك ترك محبوب وهذا في إيش في الصيام ، وإنما جعل الله أركان الإسلام تدور على هذا ليختبر العباد ، لأن من العباد من يسهل عليه أن يقوم بالعمل البدني ولكنه يبخل بالبذل المالي ، صح ؟
يقول : ما يخالف خلني أعمل من أول النهار إلى آخره ولكن لا تأخذ مني ولا ريال ما يهم ، ومن الناس من يكون بالعكس يقول : خذ مني ما شئت من الدراهم التي أطيق دفعها ولا تكلفني بأدنى عمل ، أليس كذلك ؟
ثم نأتي عاد للترك ، ترك المحبوب والمألوف وهو الصيام : من الناس من يقول خذ مني ما شئت واستعملني فيما شئت غير ألا تمنعني من الأكل والشرب والنكاح ، صيام يوم عندي أشد من عمل سنة ، يمكن ولا ما يمكن ؟
الطالب : يمكن .
الشيخ : يمكن ، ولهذا استحسن بعض العلماء ما ليس بحسن ، أفتى أحد الخلفاء أو أحد الولاة كان وجب عليه أن يعتق رقبة فأفتاه أن يصوم بدلًا عن العتق ، فقيل له في ذلك ، ليش تأمره بالصوم بدل عن العتق والصوم يأتي في المرتبة الثانية كيف يكون هذا ؟
قال : " لأن الصوم أشق عليه " ، هذا يسهل عليه إنه يعتق مئة رقبة لكن يشق عليه أن يصوم يوما فما رأيكم في هذه الفتوى هاه ؟
غير صحيحة ، لأن الذي قال : (( فمن لم يجد فصيام )) هو الذي شرع لعباده وهو الذي يعلم أحوالهم ، هذا استحسان في غير محله ، لكنني أتيت به ليتبين أن من الناس من يهون عليه بذل المال وإتعاب البدن ويشق عليه ترك المألوف من الأكل والشرب والنكاح ، فلهذا جاءت الأركان على هذا النحو :
عمل بدني ، بذل مالي ، الثالث : الترك .
طيب يقول بعض الناس : إنها جاءت بقسم رابع وهو الجمع بين بذل المال وعمل البدن وهو الحج ـ
ولكن هذا غير صحيح ، لأن الإنسان يمكن أن يحج ولا يسلم ولا قرش .
الطالب : ما يمكن هذا !
الشيخ : يمكن ، الذين في مكة يحجون على أرجلهم وليس عليهم هدي نعم والأكل الذي يأكله في المشاعر هو الأكل الذي يأكله في بيته ويمكن أقل بعد ، يمكن ما يتوفر له الأكل في المشاعر كما يتوفر في البيت .
إذن ليست العبادة مالية الحج ليس فيه شيء من المال ، نعم يجب فيه الهدي أحيانا تكميلا له لكن أصل العمل ليس ماليا .
قال : " كتاب الحج " :
الحج في اللغة : القصد، تقول: حج كذا بمعنى قصد، نعم.
وأما في الشرع : " فهو التعبد لله تعالى بأداء المناسك على صفة مخصوصة " ، طيب نقول في وقت مخصوص ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : نعم في وقت مخصوص .
والحج أحد أركان الإسلام هذه منزلته من الدين أنه أحد أركانه ، وهو فريضة بإجماع المسلمين ، وفرضه معلوم بالضرورة من الإسلام ، ولهذا من أنكر فرضيته وهو مسلم عائش بين المسلمين فهو كافر ، لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين .
ولكن من نعمة الله عز وجل أنه لم يفرضه على العباد إلا مرة واحدة ، وذلك لمشقة التكرار إليه كل عام من جهة ، ولضيق المكان لو اجتمع العالم الإسلامي كلهم من جهة أخرى أعرفتم طيب .
ولأنه لا يمكن أن يتسع المكان لهم ، لو اجتمع المسلمون كلهم القادرون ما وسعهم المكان ، ولشق عليهم مشقة عظيمة .
طيب متى فرض الحج ؟
فرض الحج في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة ، ومن زعم من العلماء أنه فرض في السنة السادسة واستدل بقوله تعالى : (( وأتموا الحج والعمرة لله )) ، فإن هذا ليس بصواب ، لأن الله يقول في الآية : (( وأتموا الحج )) والإتمام لا يكون إلا بعد الشروع .
وهي نزلت في غزوة الحديبية حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة معتمرًا ومعه من أصحابه ألف وأربعمئة تقريبًا ، خرج من المدينة إلى مكة معتمرًا وصدّه المشركون فقال الله : (( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أُحصرتم )) يعني : منعتم من الوصول إلى المسجد الحرام : (( فما استيسر من الهدي )) : فهي نازلة في وجوب الإتمام لا في فرضية الابتداء .
أما فرض الحج ففي قوله تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) : وهذه الآية في سورة آل عمران ، وقد نزلت في عام الوفود ، في السنة التاسعة من الهجرة .
ويؤيد ذلك مِن حيث المعنى أن مكة قبل السنة الثامنة كانت تحت قبضة المشركين الذين يتحكمون فيها ، ولهذا مَنعوا النبي صلى الله عليه وسلم من الوصول إليها في السنة السادسة من الهجرة .
ومن رحمة الله عز وجل وحكمته أيضًا ألا يفرض على عباده الوصول إلى شيء يشق عليهم الوصول إليه أو لا يمكنهم الوصول إليه ، فكان مِن الحكمة والرحمة تأخير فرضها إلى السنة التاسعة أو العاشرة على خلاف بين العلماء .
طيب ، ثم اعلم أن الله عز وجل جعل أركان الإسلام على نوعين : فعل، وترك :
والفعل : عمل وبذل ، الفعل عمل وبذل ، الصلاة مثلا الطهارة التي لا تتم الصلاة إلا بها عمل ، فيها بذل مال ولا ؟ هاه ؟
الطالب : لا.
الشيخ : ما فيها بذل مال ، الزكاة بذل مال ، ما فيها عمل ، غاية ما فيها أن تخرج الدراهم من جيبك وتعطيها للفقير ، يعني يمكن ما فيها عمل إلا أن تخرج من جيبك وتعطي الفقير ، وقد يكون فيها عمل لو كان الفقير بعيدا مثلا لكن هذا العمل غير مقصود ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى.
الشيخ : يعني العمل الذي لا يمكن إيصال الزكاة إلى الفقير أو إلى المستحق إلا به هذا ليس مقصودا لذاته ولكنه مقصود لغيره من باب : " ما لا يتم الواجب إلا به " .
هناك ترك محبوب وهذا في إيش في الصيام ، وإنما جعل الله أركان الإسلام تدور على هذا ليختبر العباد ، لأن من العباد من يسهل عليه أن يقوم بالعمل البدني ولكنه يبخل بالبذل المالي ، صح ؟
يقول : ما يخالف خلني أعمل من أول النهار إلى آخره ولكن لا تأخذ مني ولا ريال ما يهم ، ومن الناس من يكون بالعكس يقول : خذ مني ما شئت من الدراهم التي أطيق دفعها ولا تكلفني بأدنى عمل ، أليس كذلك ؟
ثم نأتي عاد للترك ، ترك المحبوب والمألوف وهو الصيام : من الناس من يقول خذ مني ما شئت واستعملني فيما شئت غير ألا تمنعني من الأكل والشرب والنكاح ، صيام يوم عندي أشد من عمل سنة ، يمكن ولا ما يمكن ؟
الطالب : يمكن .
الشيخ : يمكن ، ولهذا استحسن بعض العلماء ما ليس بحسن ، أفتى أحد الخلفاء أو أحد الولاة كان وجب عليه أن يعتق رقبة فأفتاه أن يصوم بدلًا عن العتق ، فقيل له في ذلك ، ليش تأمره بالصوم بدل عن العتق والصوم يأتي في المرتبة الثانية كيف يكون هذا ؟
قال : " لأن الصوم أشق عليه " ، هذا يسهل عليه إنه يعتق مئة رقبة لكن يشق عليه أن يصوم يوما فما رأيكم في هذه الفتوى هاه ؟
غير صحيحة ، لأن الذي قال : (( فمن لم يجد فصيام )) هو الذي شرع لعباده وهو الذي يعلم أحوالهم ، هذا استحسان في غير محله ، لكنني أتيت به ليتبين أن من الناس من يهون عليه بذل المال وإتعاب البدن ويشق عليه ترك المألوف من الأكل والشرب والنكاح ، فلهذا جاءت الأركان على هذا النحو :
عمل بدني ، بذل مالي ، الثالث : الترك .
طيب يقول بعض الناس : إنها جاءت بقسم رابع وهو الجمع بين بذل المال وعمل البدن وهو الحج ـ
ولكن هذا غير صحيح ، لأن الإنسان يمكن أن يحج ولا يسلم ولا قرش .
الطالب : ما يمكن هذا !
الشيخ : يمكن ، الذين في مكة يحجون على أرجلهم وليس عليهم هدي نعم والأكل الذي يأكله في المشاعر هو الأكل الذي يأكله في بيته ويمكن أقل بعد ، يمكن ما يتوفر له الأكل في المشاعر كما يتوفر في البيت .
إذن ليست العبادة مالية الحج ليس فيه شيء من المال ، نعم يجب فيه الهدي أحيانا تكميلا له لكن أصل العمل ليس ماليا .