فوائد حديث :( عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، على النساء جهاد ؟ ... ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث من الفوائد:
أولًا : حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عن العلم ، لأن عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل على النساء جهاد .
ومنها : أن الجهاد من أفضل الأعمال ، ولهذا طلبت عائشة من النبي صلى الله عليه أو سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل عليهن جهاد أم لا ، ولا شك أن الجهاد من أفضل الأعمال ، بل إن الله تعالى قال فيه : (( إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن )) .
ومن فوائد الحديث : أن الحج والعمرة واجبان ، لأن كلمة على ظاهرة في الوجوب ، إذا قلت : عليك كذا المعنى أنه لازم عليك وواجب عليك ، هي ليست صريحة في الوجوب لكنها ظاهرة فيه ، ولهذا ذكر أهل أصول الفقه أن كلمة عليك كذا ظاهرة في الوجوب أي : أنها من صيغ الوجوب لكنها ليست صريحة .
ومن فوائد الحديث : أن الجواب إذا كان يحتاج إلى زيادة قيد وجب على المجيب أن يذكر هذا القيد ، لأنه قال : ( عليهن جهاد لا قتال فيه ) .
لو قال عليهن جهاد وسكت لكان هناك إشكال .
ومن فوائد الحديث أيضًا : فضيلة الحج والعمرة ، حيث جعلها النبي صلى الله عليه وسلم جعلهما من الجهاد .
ومنها الإشارة من فوائد الحديث : الإشارة إلى ما سيلاقيه الحاج والمعتمر من التعب والعناء ، وكان الناس فيما سبق يجدون من التعب والعناء في الوصول إلى البيت ، لأنهم يذهبون على الإبل والمدة طويلة ، وربما يمشون كثيرًا في المسير ، وربما يكون الخوف ، ولكنهم لا يجدون صعوبة في أداء المناسك لأن المشاعر في ذلك الوقت كانت خفيفة ليس فيها أحد إلا قليلا .
أما الآن فكان الأمر بالعكس ، الوصول إلى مكة سهل وأمن والحمد لله ، لكن أداء المناسك هو الصعب ، لأن الناس كثروا وكان فيهم العربي والعجمي والعالم والجاهل والأحمق والسفيه ، لهذا تجد الحج مع الأسف الآن تجد أن الإنسان لا يقدم عليه إلا وهو قد تقلّد كفنه كما يقول الناس من صعوبته وشدته ، ولا يخفى عليكم ما يحصل من الزحام الذي يؤدي إلى القتل والموت .
نعم ولهذا نقول : إنه نوع من الجهاد في سبيل الله .
طيب لو قال قائل : هل يدل الحديث على الاكتفاء بنعم في الجواب ؟
الطالب : لا يدل .
الشيخ : هاه شوف الحديث الآن!
الطالب : لا يدل .
الشيخ : لا يدل ليش ؟ لأنه أعاد السؤال قال : ( عليهن جهاد لا قتال فيه ) ولكن لعل النبي صلى الله عليه وسلم أعاد الجواب من أجل ؟
الطالب : القيد .
الشيخ : من أجل القيد ، وإلا لاكتفى بقوله : ( نعم ) .