فوائد حديث: ( ليس على النساء حلق ، وإنما يقصرن ). حفظ
الشيخ : أما الحديث الثاني ففيه دليل على أن النساء ليس عليهن حلق ، لقوله : ( ليس على النساء حلق ) ، ومفهومه أن على الرجال الحلق وهذه الفائدة الثانية .
ويستفاد منه : وجوب التقصير على النساء لقوله : ( وإنما يقصرن )، ولكن كيف تقصر؟
قال العلماء : تأخذ من كل ظفر من الظفائر التي عليها يعني الجدايل قدر أَنملة وش هي الأنملة؟ ها؟
الطالب : مفصل الأصبع .
الشيخ : مفصل الأصبع ، قدر أنملة ، وإنما وجب عليها ذلك لئلا يجتاح رأسها، لئلا يجتاح التقصير رأسها، والمرأة تحب أن يبقى رأسها لأنه جمال لها، فلو أُمرت بالحلق أو بالتقصير الكبير لفات المقصود من تجملها وجمالها .
طيب فإن قلت: هل لها أن تقصر أكثر من ذلك ؟
الجواب: لا مانع، لكن المعروف عند أهل العلم أنها لا تقصر إلا بهذا المقدار قدر أنملة .
وهنا نستطرد لنبحث هل يجوز للمرأة أن تقص شعر رأسها أو لا يجوز ؟
نقول : هذا على نوعين :
نوع لا يجوز، ونوع يذكر حكمه :
النوع الذي لا يجوز أن تقص رأسها حتى يكون كرأس الرجل ، هذا حرام ، لأنه من باب التشبه بالرجال ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال.
وكذلك أيضًا لو قصته على وجه يشبه قص الكافرات ، بحيث لا يميز بين هذا القص وقص الكافرات فإن هذا لا يجوز ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) .
أما إذا قصته على وجه يشبه قص العاهرات فهذا لا شك أنه منهي عنه ، والعلماء حذَّروا منه ، يعني لأن بعض الفاسقات العاهرات يكون لهن زي معين في الشعر ، فإذا قصته على هذا الوجه وإن لم تكن هي عاهرًا فإن العلماء نهوا عن ذلك نهيًا شديدًا يقرب من التحريم هذا نوع.
النوع الثاني: أن تقص على وجه لا يشبه ذلك أي: لا يشبه رؤوس الرجال ولا رؤوس الكافرات ولا رؤوس العاهرات فاختلف العلماء في هذا على ثلاثة أقوال:
قول بالتحريم وهو قول صاحب المستوعب من أصحاب الإمام أحمد، وقالوا : إن هذا شهرة ، لأن المعروف من عادة النساء أن لا يقصصن رؤوسهن ، فإذا قصته صار شهرة والشهرة منهي عنها .
وقال بعض العلماء : إنه مكروه ووجه ذلك أنه يفوّت جمال المرأة الداعي إلى رغبة الزوج فيها ، فلا ينبغي أن تفعل .
والقول الثالث : أنه لا بأس به ، " لأن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام بعد موته كن يفعلن ذلك يقصصن رؤوسهن " ، ولو كان حراما أو مكروها لم يفعلنه .
وعلى كل حال لا تجد في الواقع دليلا واضحا لا على التحريم ولا على الكراهة، ولكن الذي يُخشى منه أنه إذا رخص للنساء في ذلك صِرن يتلقفن كل جديد يأتي من الخارج من غير تمييز بين الصالح والفاسد، والمرأة إذا فُتح لها الباب لقلة عقلها ونقصِ دينها لم يبق لها حاجز يمنعها مِن أن تتلقى كل ما يرد من خير وشر، وهذا هو الواقع الآن، ولهذا تجد النساء يعتدن أشياء لا تمت إلى اللباس الشرعي بصلة : منها ألبسة النعال وكذلك بعض القمصان وما أشبهها ، كل ذلك من أجل أنها أي المرأة تتلقى وتتلقف ما يرد إليها من غير حاجز ، ولاسيما وأن كثيرا من الناس أصبحوا الآن في بيوتهم كالنساء بل أدنى من النساء ، تسيطر عليه المرأة وهي قوامته ، عكس ما عليه الفطرة والشرع من أن الرجل هو القوام على المرأة .
طيب إذن نقول : قص شعر المرأة نوعان : نوع حرام ، ونوع ليس بحرام ، لكن فيه خلاف.
قال لي بعض الإخوة : إنما ثبت في الصحيح من حديث معاوية رضي الله عنه : ( أنه أخذ قصة من شعر وهو على المنبر يخطب الناس وقال : إنما هلك بنو إسرائيل من أجل اتخاذ نسائهم هذه ورفعها ) :
وقال : إن هذا دليل على تحريم ما يسمى عند النساء بالقِصة أو القصَة وهي أن تقص مقدم الرأس ، لكن يحتاج هذا إلى بحث ، ونكله إلى من منكم ، من هو مستعد لذلك ؟
الطالب : من أي كتاب ؟
الشيخ : شرح صحيح مسلم ، في صحيح مسلم الحديث .
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : أنا.
الشيخ : أنت ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وتحققه تماما ؟
الطالب : إن شاء الله .
الشيخ : طيب . نعم .