تتمة شرح الحديث السابق ( وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ( طوافك بالبيت وسعيك بين الصفا و المروة يكفيك لحجك وعمرتك ) . رواه مسلم . حفظ
الشيخ : وهل أمره أن تدع العمرة أن تدعها بالنية والفعل أو بالحكم والفعل ؟ الجواب : لا ، لأن هذا الحديث الذي معنا يدل على أنها أدخلت الحج على العمرة ، فكانت قارنة رضي الله عنها .
فلما طافت بالبيت وسعت بين الصفا والمروة طلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تعتمر فقال لها : ( طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك ) يعني يكفيك ( لحجك وعمرتك ) ، ولكنها ألحت، ألحت على النبي عليه الصلاة والسلام حتى قالت : ما يمكن يرجع الناس بحج وعمرة وأرجع بحج ، فلما رآها قد ألحت وكان عليه الصلاة والسلام يحب أن يجبر الخاطر فيما لا يخالف الشرع ، أذن لها أن تعتمر ، وأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن يخرج بها إلى التنعيم لتحرم بالعمرة ففعلت ، وكان ذلك في الليلة الرابعة عشرة بعد انتهاء أيام التشريق .