مناقشة ما سبق أخذه. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين :
فيما سبق بين الرسول عليه الصلاة والسلام تفاضل المساجد في الصلاة فيها، ذكر مسجده؟
لا الأخ نعم الصلاة في مسجده؟
الطالب : تعدل عن ألف صلاة.
الشيخ : تعدل ولا أفضل ؟
الطالب : أفضل من ألف صلاة .
الشيخ : ها ؟
الطالب : أفضل من تعدل !
الشيخ : لا أفضل لكن أفضل من الصلاة في إيش في السماء ولا في الأرض ؟
الطالب : أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد .
الشيخ : إلا ؟
الطالب : إلا المسجد الحرام.
الشيخ : إلا المسجد الحرام طيب .
وسبق لنا أن إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مسجده تدل على انحصار الفضل فيه وأن العلماء اختلفوا في الزيادة فماهو الراجح ؟
الطالب : الراجح أن ما زيد فيه فهو كمسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : أن ما زيد فيه فهو كمسجده ، طيب ماهو الدليل يا بندر ؟
الطالب : أن الصحابة رضوان الله عليهم أقروا زيادة عمر رضي الله عنه وكذلك الصلاة في زيادة عثمان رضي الله عنه.
الشيخ : وصاروا يصلون فيها وهي خارجة عن المسجد الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نعم طيب .
وسبق لنا أيضا أن المسجد الحرام الصلاة فيه أفضل من صلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بمئة ألف صلاة ؟
الطالب : بمئة.
الشيخ : بمئة صلاة .
طيب فما هو المسجد الحرام ياسر؟
الطالب : في خلاف.
الشيخ : في خلاف بين العلماء منهم ؟
الطالب : منهم من قال: كل الحرم .
الشيخ : كل الحرم.
الطالب : كل الحرم يعتبر المسجد الحرام.
الشيخ : نعم ومنهم؟
الطالب : ومنهم من قال: هو المسجد الذي فيه الكعبة.
الشيخ : الذي فيه الكعبة ، طيب ما هو حجة القائلين بأنه جميع الحرم؟
الطالب : استدلوا ببعض الآيات منها : (( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر )) وقالوا : إخراج أهله منه أكبر هم أهل المسجد ، وأهل المسجد ليسوا الماكثين في المسجد وإنما هم الماكثين في بيوتهم فدل هذا على أن أهل المسجد المراد به الحرم كله.
الشيخ : نعم .
الطالب : واستدلوا أيضا بقول الله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله )) .
الشيخ : نعم.
الطالب : وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسري به أسري به من بيت أم هاني .
الشيخ : طيب .
الطالب : واستدلوا كذلك بحديث ابن عمر في الصحيح : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يصلى دخل الحل ) .
الشيخ : فيما رواه أحمد أنه كان في الحديبية نازلا !
الطالب : نازلا فإذا أراد أن يصلي دخل الحل .
الشيخ : دخل؟
الطالب : الحرم .
الشيخ : الحرم نعم .
الطالب : وقوله سبحانه وتعالى: (( إنما المشركون نجس فلا يدخلوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) ، فقالوا : منعوا من دخول المسجد الحرام وهو كل مكة الحرم .
الشيخ : إي .
الطالب : واستدلوا أيضا بقوله تعالى: (( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا )) فقالوا : أنهم ما دخلوا حدود الحرم .
الشيخ : الحرم صدوهم عن الحرم كله نعم.
الطالب : واستدلوا بقوله تعالى : (( إن الذين يصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد )) .
الشيخ : نعم .
الطالب : واستدلوا بقوله تعالى : (( إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام )).
الشيخ : ذكرناها ، نعم؟
الطالب : واستدلوا بدليل من النظر قالوا : لو أننا منعنا الناس أو قلنا : إن الحرم محصور على مسجد الكعبة لكان أهل مكة كلهم يعني يصلون في مكة
الشيخ : في المسجد .
الطالب : في المسجد وأصبح هذا فيه حرج .
الشيخ : نعم.
الطالب : كذلك استدلوا بمبيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمحصب، وقالوا إن الفضل إذا كان في مسجد الكعبة فقط لكان النبي صلى الله عليه وسلم نزل إلى مسجد الكعبة وصلى فيه لأنه يسارع إلى فعل الخير ، بما أنه صلى في المحصب فهذا يدل على أنه فيه أفضلية كما فيه أفضيلة .
الشيخ : نعم.
الطالب : لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزل مكة بات في الأبطح ... قبل أن ينزل في منى .
الشيخ : إيه نعم .
الطالب : قوله تعالى: (( أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين )) والعكوف هو طول المكث .
الشيخ : إي.
الطالب : وما يكون مكثهم في بيوتهم إذا ذهبوا إلى مكة .
الشيخ : لا هذه ما هي .
الطالب : فسماه تطهيرا للمسجد الحرام لهم .
الشيخ : لا هذه الظاهر ليس لها قدمان !
الطالب : في الآية الثانية ...
الشيخ : ها ؟
الطالب : في بداية الآية الثانية : (( والهدي معكوفا أن يبلغ محله )) .
الشيخ : ذكروها .
طيب على كل حال الرأي الثاني استدلوا بماذا يا عادل؟
الطالب : ما هو ؟
الشيخ : إن المراد بالمسجد الحرام مسجد الكعبة ؟
الطالب : ما رواه مسلم قال : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تشد الرحال ).
الشيخ : لا.
الطالب : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة ).
الشيخ : إلا مسجد الكعبة طيب .
الطالب : الحديث الثاني : ( لا تشد الرحال إلا ثلاثة ) وقالوا : منها إلا مسجد الكعبة .
الشيخ : الكعبة ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد إيلياء ،
طيب .
الطالب : استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد ).
الشيخ : إي .
الطالب : وإذا كنا نقول: بأن الحرم كله مسجد فإنه يجوز أن يشد الرحل إلى مساجد مكة كالعيمرية والشعث وغير ذلك.
الشيخ : وغيره من مساجد مكة .
الطالب : وهذا ما يقولون به .
الشيخ : وهذا ما يقولون به .
طيب على كل حال الآن عرفنا الأدلة لكن فيه نص يكون فيصلا في الجميع وهو حديث ميمونة، حديث ميمونة واضح وصريح .
بقي أن نرد على استدلالاتهم ، ما هو بعلى أدلتهم ، على استدلالاتهم محمد !
الطالب : على استدلالاتهم؟
الشيخ : نعم.
الطالب : في قوله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ))!
الشيخ : ليلا من المسجد الحرام.
الطالب : إلى المسجد الأقصى، وقالوا: إنه أسرى من بيت أم هاني والصحيح أنه أسرى من عند الكعبة المحطم.
الشيخ : لا، الحطيم الحطيم.
الطالب : وهذا أصح من حديث أم هاني على صحة حديث أم هاني نقول إنه نام في البيت .
الشيخ : كان نائما في البيت ثم أوقظ حتى جاء إلى المسجد واضطجع ثم أسري به من هناك .
الطالب : ردا على قولهم استدلالا بقوله تعالى : (( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام )) : أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يقصدون الحرم للعمرة والحج .
الشيخ : نعم .
الطالب : ولم يكونوا يقصدون مكة .
الشيخ : نعم.
الطالب : ولو أنهم صدوا عن كل مكة ولم يصدوا عن الحرم لم يعتبر هذا صد .
الشيخ : نعم .
الطالب : وأيضا نرد عليهم قوله : (( إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام )) فنقول : هذا دليل عليهم لقوله تعالى : (( فلا يقربوا )) ولم يقل : فلا يدخلوا فالقرب هو عدم القرب من المسجد بالكلية .
الشيخ : تمام ، ولهذا أنتم تقولون : إنه يجوز أن يأتي المشرك إلى أدنى نقطة من الحل حتى لم يبق عليه إلا خطوة ويصل إلى الحرم ، واضح ولو كان المراد بالمسجد الحرام كل الحرم لكان لا يقربون حدود الحرم إطلاقا طيب .
الطالب : أما قوله تعالى : (( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه )) إلى قوله (( كفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله )) أقول هذا أقوى دليل لهم ، ولكن أهله هم الذين يعمرون بيت الله بطاعته .
الشيخ : نعم ولهذا نقول مثلا في الأحياء هؤلاء أهل المسجد الجامع مثلا ، أهل المسجد الفلاني أهل المسجد الفلاني وإن كانوا غير ساكنين فيه.
طيب المهم أن كل الذي استدلوا به يمكن الإجابة عليه ، والإجابة عليه متعينة لأن الحديث صرّح بأن المراد بالمسجد مسجد الكعبة .
بقينا في كون الرسول صلى الله عليه وسلم نازلاً في الحل وكان يدخل ويصلي في الحرم ، فهو من رواية ابن إسحاق كما قلنا في الشرح ، وإذا صح فنحن لا ننكر أن الحرم أفضل من الحل بلا شك ، وأن الإنسان إذا كان في الحل وكان الحرم قريباً منه فالأفضل أن يدخل عند الصلاة إلى داخل الحرم ، هذا لا إشكال فيه .
وأما كون الرسول عليه الصلاة والسلام نزل بالأبطح فلأنه لا يمكن أن ينزل في المسجد وهم حوالي مئة ألف الذين حجوا معه كيف ينزلون في المسجد؟
وهو عليه الصلاة والسلام لما قيل له عام الفتح : ( أتنزل غدًا في دارك ؟ قال: وهل ترك لنا عقيل من دار ) : أو لدار فليس له دار في مكة حتى ينزل فيها إذن ليس له منزل إلا ظاهر مكة في الأبطح.
والرسول عليه الصلاة والسلام لا يحب أن يشق على أمته في أنه ينزل لكل صلاة من الأبطح إلى المسجد الحرام ليصلي فيه، ليتبين أن الدين يسر، والأمر ليس بواجب، غاية ما هنالك أن فيه فضيلة، وما يحصل من المشقة بالشد والنزول وما أشبه ذلك عليه وعلى أمته الذين معه لا شك أنه عذر في ترك هذه السنة .
طيب نأخذ فوائد الحديث ما أخذناها أظن ؟
الطالب : لا .
الشيخ : طيب فوائد الحديث له فوائد عديدة.
الطالب : العادية والبادية كيف نرد عليها؟
الشيخ : نعم نقول: العاكف فيه والباد سواء، يعني معناه المقيم في المسجد حتى لو كان مقيمًا دائما فهو أفضل، أو نقول: إن المسجد الحرام هنا العاكف فيه مثل وإخراج أهله منه، يعني إن قلنا: العاكف في نفس المسجد كقوله: (( وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )) إن قلنا : العاكف هو الذي في المسجد فنقول أيضا الذي ليس بعاكف هم سواء.