باب الفوات والإحصار حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف -رحمه الله- : " باب الفوات والإحصار " :
الفوات : مصدر، أو اسم مصدر لفات يفوت، والمصدر: فوتا، واسم المصدر فواتا .
فالفوت هو السبق الذي لا يدرك ، فإذا سبقك إنسان ولم تدركه تقول: فاتني هذا هو الفوت .
أما في الاصطلاح فالفوات : " طلوع فجر يوم النحر قبل أن يقف الحاج بعرفة " ، هذا الفوات في الاصطلاح ، طلوع فجر يوم النحر قبل أن يقف الحاج بعرفة .
يعني لو أن أحدًا أحرم بالحج واتجه إلى المشاعر وطلع الفجر عليه قبل أن يصل إلى عرفة فهذا هو الفوات .
نقول: هذا الرجل فاته الحج، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحج عرفة ) ، فإنه يدل على أن من فاته الوقوف فاته الحج .
نعم هذا الفوات .
الإحصار، الإحصار في اللغة : المنع ، يقال : حصره ويقال : أحصره ، في القرآن : (( فإن أحصرتم )) وفيه أيضا : (( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله )) أي : منعوا ، فالإحصار في اللغة المنع .
وفي الاصطلاح : " منع الناسك من إتمام نسكه " ، وهل يشترط أن يكون بعدو أو بأي مانع يكون ؟
فيه خلاف بين أهل العلم :
منهم من قال : إنه يشترط أن يكون الإحصار بعدو وأنه لا إحصار بغير عدو. ومنهم من قال : إنه عام في العدو وفي غيره ، لأن الإنسان قد يحصره عدو وقد يحصره مرض أو كسر أو ضياع أو ما أشبه ذلك .
فصار عندنا الآن تعريف للفوات وتعريف للإحصار :
الفوات لغة : اسم مصدر لفات يفوت ، ومعناه : سبق لا يدرك ، السبق الذي لا يدرك .
في الاصطلاح : طلوع فجر يوم عرفة قبل أن يقف الحاج بها .
الطالب : طلوع فجر يوم النحر .
الشيخ : طلوع فجر يوم النحر نعم قبل أن يقف الحاج بعرفة تمام .
الإحصار في اللغة المنع ، وفي الاصطلاح : " منع الناسك من إتمام نسكه " . لماذا قلنا منع الناسك ؟
ليشمل الحاج والمعتمر لأن كلا منهما يسمى ناسكا .
وقولنا : من إتمام نسكه هل يشترط أن يكون بعدو أو لا يشترط ؟
فيه خلاف بين أهل العلم :
فالمشهور من مذهب الحنابلة أنه يشترط أن يكون الإحصار بعدو وأن من حصر بغير عدو فإنه لا يثبت له حكم المحصر .
ومنهم من قال : إنه عام وهذا هو الصحيح ، أنه عام يشمل من أحصر بعدو أو مرض أو ذهاب نفقة أو ضياع أو ما أشبه ذلك .
طيب ماذا يصنع نعم ، نأخذ الأحاديث قبل !