تتمة فوائد حديث:( وعن ابن عباس; - أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقع فيه, فينهاها, فلا تنتهي, فلما كان ذات ليلة أخذ المعول, فجعله في بطنها, واتكأ عليها. (1) فقتلها فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"ألا اشهدوا أن دمها هدر - . رواه أبو داود ورواته ثقات. حفظ
الشيخ : طيب من فوائد هذا الحديث أن سب النبي صلى الله عليه وسلم كان معلومًا عند جميع الناس أنه مبيح للدم، وجه ذلك: أن هذا الصحابي لم يستأذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قتل أم ولده.
ومن فوائده : جواز إقامة السيد الحد على رقيقه أو من كان من حكم الرقيق، لأن هذا الرجل قتلها والقتل نوع من الحد وإن كان ليس حدًّا، القتل على الردة ليس حدًّا في الواقع لأن الحد لا يمكن إسقاطه والقتل الواجب بالردة يمكن إسقاطه بالتوبة ولو بعد القدرة عليه.
ومن فوائد هذا الحديث : أن من أبيح قتله جاز قتله على أي صفة كان، يعني بمعنى أنه لا يكون القتل ذبحًا، لأن هذا الرجل طعنها في بطنها، ولكن لا يجوز أن يقتل على سبيل التمثيل به أو على سبيل على سبيل يتألم به أكثر، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا قتلتم فأحسنوا القتلة ).
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الإشهاد على الأحكام، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ألا أشهدوا فإن دمها هدر ) مع أنه صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى إشهاد، لكن هذا من باب تأكيد الحكم أن دمها هدر أن دمها هدر ثم انتهى باب قتل الجاني قتال الجاني وقتل المرتد.
فذكر المؤلف المؤلف كتاب الحدود، وفي فصله كتاب الحدود عن قتل المرتد دليل على أن قتل المرتد ليس من الحدود، وما يكتبه بعض الكتّاب المعاصرين فيذكر أن قتل المرتد من الحدود وهم منهم وليس من الحدود في شيء، لأن الحدود إذا وصلت السلطان وجبت إقامتها على كل حال، أما المرتد إذا وصل إلى السلطان واستتابه وتاب وجب وجب رفع القتل عنه .