فوائد حديث : ( خذوا عني ، خذوا عني ... ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد : الفائدة الأولى : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإبلاغ لقوله : ( خذوا عني خذوا عني ) فكررها.
ومنها: جواز قول الواعظ أو المتكلم للناس : خذوا عني خذوا عني اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يعد هذا إعجابًا اللهم إلا أن يقع في قلب القائل إعجاب فهذا شيء آخر، لكن إذا لم يقع فإنه لا بأس به، ولكن يشترط في غير النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون ما قاله مؤكدًا أي أنه حكم الله.
ومن فوائد هذا الحديث : أن الأحكام الشرعية قد تأتي مؤجلة وقد تأتي منجزة، فجلد الزاني مؤجل ولا معجل ؟ مؤجل كان بالأول (( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهنّ سبيلًا )) فهنا وعد الله تعالى أو جعل غاية إمساكهن بالبيوت إما الموت وإما السبيل، فهذا حكم مؤجل بمعنى ليس مؤجل بمعنى أنه مؤجل إلى زمن بمعنى أنه قد يكون هذا الحكم موعودًا أو مشارًا إلى تغييره.
ومن فوائد هذا الحديث : أن الجعل يكون في الأمور الشرعية كما يكون في الأمور القدرية، فالجعل في الأمور القدرية كثير فالجعل في الأمور القدرية كثير جدًّا (( وجعلنا الليل لباسًا وجعلنا النهار معاشًا )) (( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً )) والآيات في هذا كثيرة، لكن الجعل الشرعي قليل الجعل هنا شرعي ولا كوني ؟ شرعي ومنه أي من الجعل الشرعي قوله تعالى : (( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام )) ما جعل يعني جعلًا شرعيًّا، أما كونيًّا فقد جعل ذلك فالبحائر موجود والسوائب موجودة أيضًا والوصائل موجودة وكذلك الحام موجود.
ومن فوائد هذا الحديث : الجمع بين الرجم والجلد وسبق أن آخر الأمرين من الرسول صلى الله عليه وسلم عدم الجمع ويقتصر على الرجم .