تتمة فوائد حديث :( عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه أن امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى فقالت : يا نبي الله ، أصبت حدا ... ). حفظ
الشيخ : هذا الحديث : سد الذرائع ما أدري توافقون على هذا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : في أي ؟ ( فشكت عليها ثيابها ) لأن هذا سد لذريعة انكشاف الثوب عند مس الألم.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز التوكيل في إقامة الحد، ويبينه العقيل .
الطالب : فأمر بها فشكت ثم أمر بها فرجمت .
الشيخ : ثم أمر بها فرجمت، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم وكل من ؟ أُنيسًا طيب.
ومن فوائد هذا الحديث : أن من حُدَّ فإنه لا يكفر يعني من أقيم عليه الحد بزنا أو سرقة أو غير ذلك فإنه لا يكفر، الدلالة : ( فصلى عليها ) لأنها لو كفرت بذلك لم يصل عليها طيب.
ومن فوائد هذا الحديث : حرص الصحابة رضي الله عنهم على استطلاع الحق والعلم به نعم لقول عمر : ( أتصلي عليها وقد زنت ؟ ).
ومن فوائد هذا الحديث : أن الإقرار بالذنب علامة على التوبة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لقد تابت توبة ) ولا شك أنه علامة على التوبة وأن الإنسان ندم وغضب على نفسه وأراد أن ينتقم لنفسه بنفسه فإن قال قائل : هل للتوبة شروط ؟ فالجواب : نعم شروطها يا كمال ؟
الطالب : أولًا .
الشيخ : كم ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : أو خمسة وقيل نعم كيف ؟ الأول .
الطالب : أن يقلع عن الذنب .
الشيخ : نعم .
الطالب : الثاني : أن يندم عليه .
الشيخ : نعم .
الطالب : الثالث : ينوي عدم الرجوع .
الشيخ : نعم يعزم على .
الطالب : على ألا يعود .
الشيخ : هذه ثلاثة .
الطالب : الرابع : الإخلاص .
الشيخ : والرابع الإخلاص نعم .
الطالب : وقت التوبة .
الشيخ : أن يكون في وقت قبول التوبة طيب هذه خمسة شروط أولها : الإخلاص بألا يكون الحامل للإنسان على التوبة مراءاة الناس أو طلب جاه أو طلب مال أو ما أشبه ذلك.
الثاني : الندم على ما فعل من الذنب وهنا يرد إشكال فيقال : إن الندم انفعال والانفعال ليس باختيار الإنسان، أرأيت لو وجد سبب الغضب يغضب الإنسان بدون اختيار المحبة الكراهة كلها بغير اختيار فالندم انفعال نفسي فكيف يندم الإنسان ؟ الجواب أن يقال : إن الندم ليس المعنى أن توجد في نفسك هذا الانفعال، بل المعنى أن تتمنى أنك لم تفعل، يعني تقول بقلبك أو بلسانك : ليتني لم أفعل هذا، وإلا فمشكل الندم يعني انفعال نفسي لا يمكن للإنسان أن يدركه.
الثالث إيش ؟ لا قبل، الإقلاع عن الذنب الإقلاع عن الذنب وقد سأل أحدكم الآن فقال : رد المظالم ورد المظالم من الإقلاع رد المظالم من الإقلاع، فلا بد من الإقلاع عن الذنب ولا تصح التوبة مع الاستمرار في الذنب، فلو قال قائل : أنا تبت إلى الله عز وجل من الغيبة أنا تائب إلى الله من الغيبة ثم قال لجاره : تعال يا فلان ويش تقول في فلان ؟ وقام يشتم فيه تصح التوبة ؟ طيب ولو قال : أنا تائب من الربا ولكن أمواله في البنوك كلها ربا لا ينفع، ولو قال : أنا تائب من ظلم الناس وهو قد استولى على أرض غيره ولم يردها عليه فهذا لا تصلح توبته لا بد من الإقلاع عن الذنب.
والرابع : العزم على ألا يعود أو الرابع ألا يعود؟ العزم على ألا يعود وليس بشرط ألا يعود لأن الإنسان قد يعود مع صحة التوبة الأولى فإذا كان في تلك الساعة عازمًا على ألا يعود أبدًا ثم وسوس له الشيطان بعد ذلك فعاد فتوبته الأولى مقبولة صحيحة ويحتاج إلى أن يجدد توبة للذنب الثاني.
الخامس : أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه وذلك نوعان : عام وخاص، فالعام الذي تنقطع به التوبة هو طلوع الشمس من مغربها، والخاص حضور الأجل ودليل ذلك قوله تعالى : (( وليست التَّوبة للَّذين يعملون السَّيِّئات حتَّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنِّي تبت الآن )) ولهذا لما تاب فرعون لما أدركه الغرق ماذا قيل له : (( آالآن وقد عصيت قبل )) لا ينفع.
وأما النوع العام فدليله قوله تعالى : (( يوم يأتي بعض آيات ربِّك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا )) وقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم بعض هذه الآيات بأنه طلوع الشمس من مغربها نسأل الله لنا ولكم التوبة .