تتمة فوائد حديث :( عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه أن امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى فقالت : يا نبي الله ، أصبت حدا ... ). حفظ
الشيخ : إلى يوم الدين، انتهينا على قوله : ( فشكت عليها ثيابها ) وقلنا معنى شكت إيش ؟ شدت .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب يا جماعة أنا ما فعلت شيء يستفاد من هذه الكلمة أن المرأة تجب المحافظة على سوأتها أكثر من الرجل، وجه ذلك : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمر بمثل هذا في حديث ماعز طيب.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز التوكيل في إقامة الحد لقوله يا كمال ؟
الطالب : ( فإذا وضعت فأحسن إليها ... ) لا ( ثم أمر بها فرجمت ) .
الشيخ : ( ثم أمر بها فرجمت ).
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الصلاة على المحدود وأن الكبائر لا تسقط الصلاة ( ثم صلى عليها ) طيب، فإن قال قائل : أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يصل على قاتل نفسه ؟ فالجواب : بلى لم يصل على قاتل نفسه، لكن هذا من أجل ردع الناس عن هذه الفعلة القبيحة، لأن الإنسان إذا علم أنه لم يصل عليه فإنه يرتدع، ولكن هل تترك الصلاة على قاتل نفسه من كل أحد أو ممن يحصل بتركه الصلاة عليه ردع لأمثاله ؟ الثاني طيب.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يحفر للمرجوم لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمر بالحفر لها، وقد اختلفت الأحاديث في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمنها ما دل على الحفر للمرجوم ومنها ما سكت عنه، والقاعدة أنه إذا سكت عن شيء وأثبت في موضع آخر فإنه يؤخذ بماذا ؟ بالمثبت، لأن عدم الذكر ليس ذكرًا للعدم، هذه القاعدة المعروفة عند العلماء.
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة هل يحفر للمرجوم حين رجمه أو لا ؟ فمن العلماء من قال : إن ثبت الزنا بالبينة فإنه يحفر له، لأنه لا يمكنه أن يرجع ولا يمكنه أن يهرب لا بد أن يكمل عليه الحد، وإن ثبت بإقراره فإنه لا يحفر له لأنه لو حفر له وأراد أن يهرب صعب عليه ذلك، مع أن من ثبت الحد بإقراره فإنه يجوز له أن يهرب قبل أن يكمل عليه الحد، ومن العلماء من قال : يحفر للنساء دون الرجال، والأصح في هذا كله أنه يرجع إلى رأي الإمام إن رأى في الحفر مصلحة حفر وإلا فلا نعم.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز استفهام المرء عما يفعله الكبير - يرحمك الله - لقول عمر : ( أتصلي عليها وقد زنت ؟ ) فلا يستحي الإنسان في الاستفهام أمام الكبير، لأن الاستحياء في طلب العلم جبن ولهذا قال بعضهم : " لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر ".
ومن فوائد هذا الحديث : أن هذه المرأة تابت توبة واسعة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ).
ومن فوائد هذا الحديث : جواز المبالغة في الأشياء قلة وكثرة لقوله : ( لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة ) وهذا يشبه قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) فإن من اقتطع دون الشبر يطوق به لكن ذكر الشبر على سبيل المبالغة في القلة، ومنه أيضًا عند بعض المفسرين قوله تعالى : (( إن تستغفر لهم سبعين مرةً فلن يغفر الله لهم )).
ومن فوائد هذا الحديث : الاستدلال بالقرائن تؤخذ يا علي ؟
الطالب : من قوله : ( وهل وجدت ) .
الشيخ : من قوله : ( وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله ) فإن هذا يدل على كمال توبتها وصدق توبتها.
ومن فوائد هذا الحديث : الإشارة إلى الإخلاص في العمل خالد ؟
الطالب : لأنها جادت بنفسها ولما جادت بنفسها .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم قد جادت بنفسها لله لا لغيره، هل يؤخذ من هذا الحديث أنه يجوز للإنسان أن يهلك نفسه لله ؟ نعم قد يقال : إنه يؤخذ من ذلك أن الإنسان يجوز له أن يهلك نفسه أو أن يفعل ما يكون سببًا لإهلاك نفسه لله عز وجل، وقد مر بنا أنه لا يجوز للإنسان أن ينتحر في جهاد الأعداء لكن له أن يغامر وليس له أن ينتحر أن يغامر، مثل أن يدخل في صف الكفار وحده ربما يسلم والكافر جبان عند المؤمن، فإذا رأى هذا الشخص مقدمًا وسوف يقدم بقوة وانفعال لأنه مقدم على قوم يتربصون به القتل فإنهم ربما يفرون منه ويهربون منه فيسلم، بخلاف من تأكد أنه سيقتل نفسه فهذا لا يجوز، وعلى هذا فالانتحاريون الذين يركبون السيارات الملغمة حتى يقفوا في صفوف العدو فيثيرونها ليسوا على صواب، لكن ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أنه لو كان في التسبب لقتل النفس مصلحة عظمى في الإسلام فإنه لا بأس بتلك، واستدل بقصة الغلام الذي كان مؤمنًا يدعو إلى توحيد الله وكان هناك ملك ظالم يدعو للشرك فأراد أن يقضي على هذا الغلام فأرسله مرة إلى البحر ومرة إلى رؤوس الجبال وكل هذا يسلم، فدله الغلام على مسألة إذا فعلها قتله قال له: تجمع الناس ثم أقوم أمامهم وتأخذ سهمًا من كنانتي ثم ترمي به وتقول : باسم رب هذا الغلام، فإذا فعلت هذا قدرت على قتلي ففعل الملك، فلما فعل آمن الناس كلهم قالوا : لما كانت سلطة الملك لم يقدر على موته على قتله، ولما جاء اسم الله قدر على قتله فهو فإذًا الرب رب الغلام فأسلم الناس وهذه فائدة كبيرة، فمثل هذا يجوز، أما أن ينتحر ليقتل شخصًا أو شخصين أو عشرة فهذا لا يوجب انكسار العدو ولا دخوله في الإسلام، بل ربما يوجب ازدياد العدو في الإيغال والإعداد .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب يا جماعة أنا ما فعلت شيء يستفاد من هذه الكلمة أن المرأة تجب المحافظة على سوأتها أكثر من الرجل، وجه ذلك : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمر بمثل هذا في حديث ماعز طيب.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز التوكيل في إقامة الحد لقوله يا كمال ؟
الطالب : ( فإذا وضعت فأحسن إليها ... ) لا ( ثم أمر بها فرجمت ) .
الشيخ : ( ثم أمر بها فرجمت ).
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الصلاة على المحدود وأن الكبائر لا تسقط الصلاة ( ثم صلى عليها ) طيب، فإن قال قائل : أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يصل على قاتل نفسه ؟ فالجواب : بلى لم يصل على قاتل نفسه، لكن هذا من أجل ردع الناس عن هذه الفعلة القبيحة، لأن الإنسان إذا علم أنه لم يصل عليه فإنه يرتدع، ولكن هل تترك الصلاة على قاتل نفسه من كل أحد أو ممن يحصل بتركه الصلاة عليه ردع لأمثاله ؟ الثاني طيب.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يحفر للمرجوم لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمر بالحفر لها، وقد اختلفت الأحاديث في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمنها ما دل على الحفر للمرجوم ومنها ما سكت عنه، والقاعدة أنه إذا سكت عن شيء وأثبت في موضع آخر فإنه يؤخذ بماذا ؟ بالمثبت، لأن عدم الذكر ليس ذكرًا للعدم، هذه القاعدة المعروفة عند العلماء.
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة هل يحفر للمرجوم حين رجمه أو لا ؟ فمن العلماء من قال : إن ثبت الزنا بالبينة فإنه يحفر له، لأنه لا يمكنه أن يرجع ولا يمكنه أن يهرب لا بد أن يكمل عليه الحد، وإن ثبت بإقراره فإنه لا يحفر له لأنه لو حفر له وأراد أن يهرب صعب عليه ذلك، مع أن من ثبت الحد بإقراره فإنه يجوز له أن يهرب قبل أن يكمل عليه الحد، ومن العلماء من قال : يحفر للنساء دون الرجال، والأصح في هذا كله أنه يرجع إلى رأي الإمام إن رأى في الحفر مصلحة حفر وإلا فلا نعم.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز استفهام المرء عما يفعله الكبير - يرحمك الله - لقول عمر : ( أتصلي عليها وقد زنت ؟ ) فلا يستحي الإنسان في الاستفهام أمام الكبير، لأن الاستحياء في طلب العلم جبن ولهذا قال بعضهم : " لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر ".
ومن فوائد هذا الحديث : أن هذه المرأة تابت توبة واسعة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ).
ومن فوائد هذا الحديث : جواز المبالغة في الأشياء قلة وكثرة لقوله : ( لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة ) وهذا يشبه قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) فإن من اقتطع دون الشبر يطوق به لكن ذكر الشبر على سبيل المبالغة في القلة، ومنه أيضًا عند بعض المفسرين قوله تعالى : (( إن تستغفر لهم سبعين مرةً فلن يغفر الله لهم )).
ومن فوائد هذا الحديث : الاستدلال بالقرائن تؤخذ يا علي ؟
الطالب : من قوله : ( وهل وجدت ) .
الشيخ : من قوله : ( وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله ) فإن هذا يدل على كمال توبتها وصدق توبتها.
ومن فوائد هذا الحديث : الإشارة إلى الإخلاص في العمل خالد ؟
الطالب : لأنها جادت بنفسها ولما جادت بنفسها .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم قد جادت بنفسها لله لا لغيره، هل يؤخذ من هذا الحديث أنه يجوز للإنسان أن يهلك نفسه لله ؟ نعم قد يقال : إنه يؤخذ من ذلك أن الإنسان يجوز له أن يهلك نفسه أو أن يفعل ما يكون سببًا لإهلاك نفسه لله عز وجل، وقد مر بنا أنه لا يجوز للإنسان أن ينتحر في جهاد الأعداء لكن له أن يغامر وليس له أن ينتحر أن يغامر، مثل أن يدخل في صف الكفار وحده ربما يسلم والكافر جبان عند المؤمن، فإذا رأى هذا الشخص مقدمًا وسوف يقدم بقوة وانفعال لأنه مقدم على قوم يتربصون به القتل فإنهم ربما يفرون منه ويهربون منه فيسلم، بخلاف من تأكد أنه سيقتل نفسه فهذا لا يجوز، وعلى هذا فالانتحاريون الذين يركبون السيارات الملغمة حتى يقفوا في صفوف العدو فيثيرونها ليسوا على صواب، لكن ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أنه لو كان في التسبب لقتل النفس مصلحة عظمى في الإسلام فإنه لا بأس بتلك، واستدل بقصة الغلام الذي كان مؤمنًا يدعو إلى توحيد الله وكان هناك ملك ظالم يدعو للشرك فأراد أن يقضي على هذا الغلام فأرسله مرة إلى البحر ومرة إلى رؤوس الجبال وكل هذا يسلم، فدله الغلام على مسألة إذا فعلها قتله قال له: تجمع الناس ثم أقوم أمامهم وتأخذ سهمًا من كنانتي ثم ترمي به وتقول : باسم رب هذا الغلام، فإذا فعلت هذا قدرت على قتلي ففعل الملك، فلما فعل آمن الناس كلهم قالوا : لما كانت سلطة الملك لم يقدر على موته على قتله، ولما جاء اسم الله قدر على قتله فهو فإذًا الرب رب الغلام فأسلم الناس وهذه فائدة كبيرة، فمثل هذا يجوز، أما أن ينتحر ليقتل شخصًا أو شخصين أو عشرة فهذا لا يوجب انكسار العدو ولا دخوله في الإسلام، بل ربما يوجب ازدياد العدو في الإيغال والإعداد .