باب حد القذف. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " باب حد القذف " باب حد القذف القذف : بمعنى الرمي بزنا أو لواط، وقد سماه الله تعالى رميًا فقال تعالى : ((والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء )) فهو الرمي بزنا أو لواط، ثم هو ينقسم إلى قسمين : صريح وعرض تعريض يعني ينقسم إلى تصريح وتعريض.
التصريح أن يقول لشخص : يا زاني يا لوطي مثلًا هذا تصريح. التعريض أن يقول : الحمد لله ما ني زاني ولا لوطي تخاصم هو وإياه فقال له : لست زانيًا ولا لوطيًّا ويش معنى هذا ؟ يعني أنك زان ولوطي، فالقذف إذًا نوعان تعريض وتصريح ثم أيضًا التصريح كناية وصريح، وقد ذكر الفقهاء رحمهم الله ألفاظًا غريبة في كنايات القذف حتى قالوا : إنه إذا قال الرجل للمرأة : جعلتِ لزوجكِ قرونًا فهو كناية عن القذف وأشياء كثيرة قد تسلم وقد لا تسلم، لكن ما كان دالًّا على معنى الزنا بدون احتمال يسمى صريحًا، وما كان دالًّا عليه مع الاحتمال يسمى كناية طيب.
قال : " عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه وعل آله وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا الحد ) أخرجه أحمد والأربعة وأشار إليه البخاري ".
قصة عائشة رضي الله عنها قصة الإفك أنزل الله تعالى فيها عشر آيات عشر آيات عظيمة تهز المشاعر وتجعل الإنسان يعرف قدر منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله، عائشة رضي الله عنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان من عادته أن يصطحب إحدى نسائه معه وإن كنا نحن الآن مع الأسف نحن الآن لا نمثل هذا الإنسان يروح يسافر الأسبوع أسبوعين شهر ولا يصطحب أهله، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصطحب أهله فأراد السفر في غزوة المريسيع، فأقرع بين نسائه فخرجت القرعة لأم المؤمنين عائشة، فلما قفل راجعًا وعرس يعني نزل ليلًا، وفي آخر الليل ذهبت عائشة تقضي حاجتها فجاء الذين يحملون هودجها على الراحلة وحملوا الهودج ولم يحسوا أنه ليس فيه أحد، لأنها كانت صغيرة ولم يأخذها اللحم فتكون خفيفة فظنوا أنها موجودة ثم ساروا فلما رجعت لم تجد القوم، وكان من ذكائها رضي الله عنها ورباطة جأشها وعقلها أن قالت : أبقى في هذا المكان لأنهم إذا فقدوها سيرجعون لهذا المكان، لكن لو ذهبت يمكن تضيع لاسيما مع الاندهاش الإنسان يضيع فبقيت، وكان هناك رجل يقال له : صفوان بن المعطل من قبيلة لا يمكن أن يقوموا أبدًا إلا إذا صحوا، يعني لو يجي إنسان يصحيهم مهما كان ما يقومون إلا إذا انتهى النوم عندهم، نعم موجود حتى موجود عندنا عصرنا هذا يعني تجي لإنسان مثلًا تضربه تنغزه تقول : قم يا فلان ما يتحرك حتى يشبع كأنه جنازة، هذا الرجل استيقظ بعد أن ارتفعت الشمس ثم مشى وإذا السواد، يعني جسد فعرج عليه وإذا هي أم المؤمنين عائشة، وكان يعرفها قبل الحجاب فاسترجع قال : إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أناخ بعيره ووطأ على عضده ولم يتكلم بكلمة احترامًا لفراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي لما رأت هيأ لها البعير ركبت ثم ذهب يقودها لا يمشي وراءها لئلا تقع عينه عليها حتى وصل إلى إلى الجيش، وحينئذ صارت فرصة عظيمة لمن ؟ للمنافقين الآن جاء القدح في زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام وإن شاء الله نأتي بقية الكلام عليه لأنه مهم نعم .