وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتشفع في حدٍ من حدود الله تعالى ؟)، ثم قام فخطب ، فقال : ( أيها الناس إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ) . متفق عليه . واللفظ لمسلم ، وله من وجه آخر عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كانت امرأة تستعير المتاع ، وتجحده ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها . حفظ
الشيخ : قال رحمه الله تعالى فيما نقل " وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أتشفع في حد من حدود الله تعالى ؟ ) " الهمزة للاستفهام والمراد به هنا : التوبيخ والإنكار، وتشفع من الشفاعة وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة هذه هي الشفاعة أن تتوسط لغيرك بجلب منفعة أو دفع مضرة، فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة ليدخلوا الجنة من أي النوعين ؟ من جلب المنفعة وفي أهل الموقف أن يريحهم الله منه هذه لدفع لدفع مضرة وسميت الشفاعة أعني التوسط للغير، لأن الشافع يشفع من شفع له فبعد أن كان المشفوع له واحدًا صار الآن اثنين شفعا ( أتشفع في حد من حدود الله ؟ ) ( في حد من حدود الله ) الحد يطلق على ثلاثة معان : الأول : الأوامر، والثاني : النواهي، والثالث : العقوبات المقدرة شرعًا في المعاصي، والمراد هنا الثالث وهو العقوبات التي قدرها الشرع في فعل معصية، والمعنى: أتشفع في عقوبة فرضها الله عز وجل وسبب هذا أن امرأة مخزومية من بني مخزوم من كبار قبائل العرب كانت تستعير المتاع، أي : تطلب من مالكه أن يعيرها إياه ثم إذا استعارته أنكرته وقالت : لم آخذ منك شيئًا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأمر أن تقطع يدها، فلما أمر بذلك لحق قريشًا الهم والكآبة والحزن أن تقطع يد امرأة من بني مخزوم فأهمهم هذا الأمر وطلبوا من يشفع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فهابوا أبا بكر وعمر وغيرهما من سادات الصحابة وقالوا : لا أحد يشفع إلا أسامة بن زيد بن حارثة لأنه ابن مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحبه ويحب أباه ولهذا يلقب بأنه حب رسول الله أي : محبوبه فطلبوا من أسامة أن يشفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المرأة فشفع فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنكر ذلك وقال : ( أتشفع في حد من حدود الله ) يعني هذا لا يمكن، لأننا لو قبلنا الشفاعة تعطلت الحدود وبقيت الحدود التي فرضها الله عز وجل لا قيمة لها ثم قام فخطب خطب الناس يعني ألقى خطبة، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يخطب عند النوازل وخطبه عليه الصلاة والسلام قسمان : قسم راتب كخطب الجمعة وقسم عارض كخطبة الكسوف وكذلك خطبته في قصة بريرة وغير ذلك من المناسبات خطب فقال : ( يا أيها الناس إنما هلك الذين من قبلكم أنهم ) ( يا أيها الناس ) نداء هنا والنداء هنا مناسب جدًّا، لأن المقام مقام عظيم ينبغي أن يتنبه له المخاطب والنداء كما أسلفنا مرارا يفيد يا خالد ويش يفيد ؟
الطالب : يقول : يا أيها الناس وفي بعض الروايات ... .
الشيخ : هذه من كسيك ... على الروايتين طيب إذًا نقول : فائدة أعني النداء تنبيه إيش ؟ المخاطب حتى ينتبه ويعتني قال : ( أيها الناس إنما هلك الذين من قبلكم ) والمراد بالهلاك هنا يحتمل أنه الهلاك الحسي يهلكهم الله بسبب المعاصي أو أنه الهلاك المعنوي وهو هلاك المجتمع وقوله : ( أنهم كانوا ) أن هنا بالفتح لأنها على تقدير حرف الجر أي : بأنهم فالجملة إذًا تعليلية على تقدير حرف الجر ( أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ) الشريف يعني به ذا الشرف والرفعة والجاه عند قومه إذا سرق تركوه، لأنه شريف ( وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ) لأنه لا ناصر له ولا جاه له فيقيمون عليه الحد، ولم يذكر المؤلف رحمه الله بقية الحديث لأن هذا لفظ مسلم، والمقصود منه في هذا الباب ما ذكر ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال كلمة يجب أن يسير عليها ولاة الأمر قال : ( وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وفي لفظ : ( لقطع محمد يدها ) فأقسم وهو الصادق البار بدون قسم أنه لو كانت فاطمة وهي أجل قدرًا من المخزومية وأعلى نسبًا لو أنها سرقت لقطع يدها يعني لا بد من قطع اليد لا بد من تنفيذ حدود الله وهذا كقوله في قصة الربيع أخت أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع قال : ( يا أنس كتاب الله القصاص ) قال : ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وفي لفظ : ( لقطع محمد يدها ) يقول : " متفق عليه واللفظ لمسلم : وله من وجه آخر عن عائشة قالت : ( كانت امرأة تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقطع يدها ) " وقد تقدم الكلام عليه .
الطالب : يقول : يا أيها الناس وفي بعض الروايات ... .
الشيخ : هذه من كسيك ... على الروايتين طيب إذًا نقول : فائدة أعني النداء تنبيه إيش ؟ المخاطب حتى ينتبه ويعتني قال : ( أيها الناس إنما هلك الذين من قبلكم ) والمراد بالهلاك هنا يحتمل أنه الهلاك الحسي يهلكهم الله بسبب المعاصي أو أنه الهلاك المعنوي وهو هلاك المجتمع وقوله : ( أنهم كانوا ) أن هنا بالفتح لأنها على تقدير حرف الجر أي : بأنهم فالجملة إذًا تعليلية على تقدير حرف الجر ( أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ) الشريف يعني به ذا الشرف والرفعة والجاه عند قومه إذا سرق تركوه، لأنه شريف ( وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ) لأنه لا ناصر له ولا جاه له فيقيمون عليه الحد، ولم يذكر المؤلف رحمه الله بقية الحديث لأن هذا لفظ مسلم، والمقصود منه في هذا الباب ما ذكر ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال كلمة يجب أن يسير عليها ولاة الأمر قال : ( وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وفي لفظ : ( لقطع محمد يدها ) فأقسم وهو الصادق البار بدون قسم أنه لو كانت فاطمة وهي أجل قدرًا من المخزومية وأعلى نسبًا لو أنها سرقت لقطع يدها يعني لا بد من قطع اليد لا بد من تنفيذ حدود الله وهذا كقوله في قصة الربيع أخت أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع قال : ( يا أنس كتاب الله القصاص ) قال : ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وفي لفظ : ( لقطع محمد يدها ) يقول : " متفق عليه واللفظ لمسلم : وله من وجه آخر عن عائشة قالت : ( كانت امرأة تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقطع يدها ) " وقد تقدم الكلام عليه .