وعن أبي أمية المخزومي - رضي الله تعالى عنه - قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلص قد اعترف اعترافا ، ولم يوجد معه متاع ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما إخالك سرقت ) ، قال : بلى ، فأعاد عليه مرة أو ثلاثا ، فأمر به ، فقطع . وجيء به ، فقال : ( استغفر الله ، وتب إليه ) . فقال : أستغفر الله ، وأتوب إليه . فقال : ( اللهم تب عليه ثلاثا ) . أخرجه أبو داود ، واللفظ له ، وأحمد والنسائي . ورجاله ثقات . وأخرجه الحاكم ، من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - ، فساقه بمعناه ، وقال فيه : اذهبوا به فاقطعوه ، ثم احسموه . وأخرجه البزاز ، وقال لا بأس بإسناده . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام : فيما نقله في باب السرقة " عن أبي أمية المخزومي رضي الله عنه قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلص قد اعترف اعترافًا ولم يوجد معه متاع ) ".
اللص : هو السارق وقوله : ( اعترف ) يعني: أقر ( ولم يوجد معه متاع ) أي : لم يوجد معه متاع يظن أنه سرقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما إخالك؟ ) أي : ما أظنك سرقت قال : ( بلى ، فأعاد عليه مرتين أو ثلاثًا ، فأمر به ، فقطع وجيء به ، فقال : استغفر الله وتب إليه ) استغفر أي : أطلب المغفرة من الله، والمغفرة ستر الذنب مع التجاوز عنه، لأنها مشتقة من المغفر والمغفر ما يوضع على الرأس من الحديد فهو ساتر واقي، ويدل لهذا المعنى أن الله سبحانه وتعالى إذا قرر عبده يوم القيامة بذنوبه قال : قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم وهذا يدل على أن المغفرة ليست مجرد السرقة.
( وتب إليه ) أي : ارجع إليه من معصيته إلى طاعته فقال الرجل : ( أستغفر الله ) يعني أسأل الله المغفرة ( وأتوب إليه ) أرجع إليه من معصيته إلى طاعته فقال : ( اللهم تب عليه ثلاثًا ) قاله الرسول عليه السلام قال : ( اللهم تب عليه اللهم تب عليه اللهم تب عليه ) .